تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كاس العالم للمنتخبات 2014 :- كانافارو: التضحية والإرادة أهم أسرار إيطاليا



عميد اتحادي
28-01-2014, 10:30 PM
هناك أسباب كافية وراء استدعاء فابيو كانافارو ليكون أحد المساعدين في سحب القرعة النهائية لكأس العالم البرازيل 2014 FIFA. حيث ظفر بكم هائل من الألقاب وعاش لحظات لا تنسى خلال عقدين من الزمن، بيد أن ذروة مسيرته كان لقب كأس العالم FIFA الذي فاز به في ألمانيا 2006، وكان هذا السبب الرئيسي وراء اختياره كأفضل لاعب FIFA في العالم في ذلك الموسم، رغم أنه يلعب كمدافع.

وخلال الحوار الذي أجريناهـ مع الإيطالي البالغ من العمر 40 سنة، طلبنا منه أن يبدي رأيه في بلدان كان لها تأثير على مشواره الناجح. وكانت هذه فرصة جيدة للحديث عن ماضي وحاضر ومستقبل أحد أفضل المدافعين في التاريخ. وكان أول سؤال حول البلد المستضيف لكأس العالم المقبلة حيث أجرينا معه هذه المقابلة:


- البرازيل

التحدث عن البرازيل يعني التحدث عن كرة القدم. نحن نتحدث عن أحد البلدان التي تعدّ فيها كرة القدم مختلفة: يعيشونها وكأنها عرض أو سبب وجودهم. أفتخر بكوني إيطالياً، ولكنها أساليب مختلفة في فهم كرة القدم. إني فخور أيضاً لأني أعرف أن من أصل 5 ألقاب كأس العالم فاز بها البرازيل، اثنان منها كانت أمامنا. أفتخر بهذا. البرازيل أرض كرة القدم.


- إيطاليا

لدينا فنيات مهمة، ولكننا نتميز قبل كل شيء بالقوة والتضحية وإرادة الفوز بأي ثمن. وإذا لزم الأمر، يمكننا الإستغناء عن اللعب الجميل. أهم شيء بالنسبة لنا هو الفوز: هذا هو سرنا. إرادة التصدي للصعوبات والعقبات. هذه ميزات إيطاليا وتعتبر مصدر فخر كبير.


يدور الحديث كثيراً عن أن المنتخب الإيطالي أصبح أسلوبه أكثر هجومية تحت قيادة تشيزاري برانديلي. هل هذا صحيح؟

تغيرت كثيراً كرة القدم الإيطالية، ليس فقط تحت قيادة برانديلي. إذا لاحظنا السنوات الـ20 الأخيرة، فإن الفريق الذي قدّم أفضل أداء في كرة القدم الأوروبية كان إي سي ميلان. وكذلك منتخبنا؛ على سبيل المثال منتخبي الذي فاز بكأس العالم 2006 FIFA. كنا نهاجم بأربعة مهاجمين ولاعبَي وسط - أحدهما أندريا بيرلو الذي كان هجومياً - ولاعبَي الظهير جيانلوكا زامبروتا وفابيو جروسو اللذين كانا هجوميين. ولكن الناس يتذكرون دائماً إيطاليا الثلاثينات عندما كانت طريقة الكاتيناتشيو أهم شيء لديه. تقدّم اليوم مستوانا وأصبحنا ندافع ونهاجم جيداً ونسبة امتلاكنا للكرة أصبحت أعلى.


بحكم كونك لاعباً معاصراً، هل تستغرب استمرار لاعبين مثل أندريا بيرلو وجيانلويجي بوفون في اللعب وامتلاكهما دوراً هاماً في المنتخب؟

ليست مفاجأة. نحن الإيطاليون لدينا ثقافة العمل والتضحية. نتدرب أكثر. نحن احترافيون أيضاً خارج الملعب طوال الـ24 ساعة. وهذا نتيجة لذلك: رؤية لاعبين مثل بيرلو وبوفون يصلون إلى 35 و36 من العمر. هذا أمر عادي في إيطاليا.


- فرنسا

كان لجيلي تنافس كروي كبير مع فرنسا، لأننا دائماً ما كنا نلتقي في اللحظات المهمة. في بعض المواجهات لم تكن النتيجة جيدة، ولكن آخر مواجهة كانت جيدة للغاية. كانت أهم مباراة. إلا أنه لا يمكنني أن أنسى حتى اليوم نهائي روتردام (كأس الأمم الأوروبية 2000) لأن هناك لم نلعب كإيطاليين. كان علينا أن نكون...ليس أكثر مكراً، ولكن ربما أكثر يقظة و"شراسة". خسرنا ذلك النهائي في الثواني الـ30 الأخيرة. ولكن بصراحة كان دائماً من دواعي سروري اللعب ضدهم، لأنهم كانوا يشكلون جيلاً استثنائياً من اللاعبين أمثال زيدان وتورام وديشامب وهنري وتريزيجيه...كلما التقينا معهم كانت المواجهات صعبة ومثيرة في نفس الوقت.


- أسبانيا

كان من دواعي سروري العيش في أسبانيا والإستمتاع بالطريقة التي يعيش بها البلد كرة القدم: الهدوء في الإستعداد للمباريات، بدون ضغط أو عبء كبير...يلعبون للفوز طبعاً ولكن أيضاً للإستمتاع. إن الأمر مختلف. كان الأسبان محظوظين لأن بالإضافة إلى جيل اللاعبين الكبار الذي يحظون به الآن، فإنهم تعلموا اللعب بشراسة أكبر. كان مستوى المنتخب الأسباني عالياً دائماً ويملك مواهب، إلا أنه لم يكن يتمكن من تخطي العتبة الأخيرة لتحقيق الفوز. ولكن في السنوات الست أو الثماني الأخيرة فازوا بكل الألقاب تقريباً. سيكون بالتأكيد من الصعب الفوز عليهم في 2014.


هل كنت تدرك عندما وصلت إلى أسبانيا عام 2006 أن هذا الجيل لديه تلك الصفات ليصبح بطلاً؟

نعم، شهدت ظهور لاعبين مذهلين. كان وراء هذا التغيير عمل امتد لسنوات. كنت أحياناً أمزح مع إيكر كاسياس وقلت له مرة: "فزتم بكأس الأمم الأوروبية 2008، ولكنك سترى يوماً ما كيف ستتغير حياتك عندما تصبح بطلاً للعالم." وهكذا فازوا بكأس العالم وأصبحوا فريقاً لا يُقهر. والمشكلة أن الجيل القادم قوي مثل الجيل الحالي. لذلك سيكون صعباً على باقي المنتخبات.


بالنسبة لك، منتخب أسبانيا هو المنتخب المرشح للفوز في البرازيل 2014؟

لا شك أنه أحد المنتخبات المرشحة. إنه الفريق الأقوى. يعتبر فريقاً محنكاً ويملك أيضاً لاعبين شباب.



((لم أكن أحظى كلاعب بمكانة الداهية الذي يحمل القميص رقم 10، لهذا كنت أحتاج إلى الفريق وكان على أن أبذل قصارى جهدي. آمل كمدرب أن أتمكن من إيصال الرغبة في الفوز إليهم.)) %%فابيو كانافارو%%


ما هي أبرز الأسباب وراء خسارة هذا المنتخب الأسباني أمام البرازيل في كأس القارات البرازيل 2013 FIFA؟

هذا أمر يحدث. لا يوجد فريق لا يخسر أبداً! إذا اعتقدت أنك لا تُهزم، فهذا لن يكون في مصلحتك. يجب على الأسبان أن يعرفوا أن لديهم فرديات كبيرة ومدرب عظيم، ولكن إذا فقدت الرغبة في الفوز فإنك تجازف بتقديم أداء غير مرض. ليس سهلاً المحافظة على نفس الأداء، ولكني أعتقد أن كل لاعب عندما يتذوق طعم الفوز - أن تكون في وسط الملعب مع زملائك وتدخل الفرحة على بلد بأكمله - فهو يشعر بالإرادة لتكرار الإنجاز والمعاناة وإيجاد الحافز اللازم. ويجب معرفة أنه كلما فزت أكثر، كلما ازدادت الرغبة في الإنتصار عليك.


- جنوب أفريقيا

فيما يخص كرة القدم، كانت سنة 2010 صفحة غريبة في تاريخ إيطاليا. وصلنا بمجموعة فيها مزيج من الشبان والمخضرمين الذين شاركوا عام 2006. تعرض جينارو جاتوزو لإصابة في ركبته وكان لدى بوفون مشكلة على مستوى الظهر وكان بيرلو أيضاً مصاباً. لعبنا المباريات المهمة بدون نواة الفريق، وعانينا هذا الأمر لأنه إذا أردت المنافسة في كأس العالم يجب أن يكون لديك شخصية قوية. وكنت قد عدت للعب في المباراة الأخيرة للدفاع عن اللقب كقائد الفريق البطل في النسخة الماضية. كان شعوراً جميلاً. جميلاً ومحزناً في نفس الوقت: توديع الكأس بعد أربع سنوات...كانت لحظة جميلة.


فيما يتعلق بالجانب الشخصي، ماذا يعني أن تصبح بطلاً للعالم؟

أقول دائماً إنه عندما يفوز لاعب ما بدوري أبطال أوروبا أو الدوري الأوروبي أو حتى ببطولات أخرى مع منتخبه، فيمكنه أن يكون جيداً أو ممتازاً. وعندما يفوز بكأس العالم، فهو يصبح أسطورة. هذا يلخص مدى تغير حياة اللاعب عندما يصبح بطلاً للعالم.


- الإمارات العربية المتحدة

ذهبت إلى الإمارات (سنة 2010 إلى نادي الأهلي) لأعيش تجربة كروية. بعد عام، تعرضت لمشكل في الركبة، وقررت أنا ورئيس النادي تغيير دوري في الفريق. وقعت عقداً لمدة ثلاث سنوات. كان هدفي في أول سنتين هو الإستقرار ونيل رخص التدريب - "B" و"A" و"Pro". في السنة الماضية، بعد وصول مدرب جديد (الروماني كوزمين أولاريو)، وافقت على أن أتعاون معه كمدرب مساعد. هذا هو مستقبلي، أو على الأقل هذا ما أتمناه. أرغب في أن أصبح مدرباً، لأني أعتقد أن هذه المهمة الأقرب إلى ما كنت أقوم به في مشواري. آمل أن أساعد الشباب على النمو بالتجربة التي جمعتها خلال سنوات عديدة. حلمي هو أن أصير مدرباً جيداً في يوم ما وأن أتمكن من تدريب منتخب، ولم لا الفوز بكأس العالم.


كنت تتمتع بالإحترام داخل الملعب نظراً لدورك القيادي. كعضو في الجهاز الفني، هل يختلف الأمر كثيراً؟

دور المدرب مختلف. في حين أن لاعب كرة القدم يجب أن يكون أكثر أنانية في استعداده للمباراة وألا يهتم كثيراً بمن يحيط به، يجب على المدرب أن يعرف كيفية تحفيز الجميع وقراءة المواقف. إنه دور أحبه كثيراً. أدرس كثيراً ولدي مفاهيمي في كرة القدم، وساعدتني كثيراً فرصة اللعب في أسبانيا لتوسيع معارفي الكروية. ينتهي عقدي كمدرب مساعد في يونيو/حزيران 2014 وأرغب في أن أصبح مدرباً بعد ذلك في أي بلد كان لأني أحب التعرف على أشخاص جدد وعلى ثقافات مختلفة.


من هم المدربون الذين تعلمت منهم أكثر خلال مسيرتك؟

لم يكن من قبيل الصدفة فوزي معهم بالكثير من الألقاب: مارتشيلو ليبي وفابيو كابيلو. تعلمت كثيراً من هذين المدربين. ولكن بصراحة تعلمت أيضاً من العمل تحت إمرة مدربين أمثال أريجو ساكي وجيوفاني تراباتوني...آمل أن أكون قد أخذت أفضل ما يتميز به كل منهم لأمرّر ما تعلمته للاعبين الذين سأدربهم مستقبلاً. عندما تحظى بتدريب لاعبين ذوي مستوى عال، يجب أن تعرف كيفية إدارتهم؛ استغلال مردودية كل واحد منهم، في الوقت المناسب. سنحت لي فرصة اللعب تحت قيادة مدربين كانوا جيدين، خاصة في هذا الجانب. ولكن أهم شيء هو أن تكون صادقاً ومنطقياً.


هل كونك كنت لاعباً ناجحاً يعتبر إيجابياً أم سلبياً؟

في البداية سيساعدني هذا الأمر لأن الأشخاص يتذكرون ما قمت به سابقاً. ولكن بعد ذلك عندما تتحدث إلى اللاعبين ولا تقنعهم، فبعد دقيقتين سيتركونك جانباً ولن يهتموا بما تقوله. هكذا هم اللاعبون. آمل أن أكون عند حسن الظن. أملك الشغف وأعمل كثيراً - منذ سنتين وأنا أركز على الدراسة - وأحب تنظيم التدريبات وتصحيح الأخطاء وأن أكون وسطها. إنها صفحة جديدة. لم أكن أحظى كلاعب بمكانة الداهية الذي يحمل القميص رقم 10، لهذا كنت أحتاج إلى الفريق وكان على أن أبذل قصارى جهدي. آمل كمدرب أن أتمكن من إيصال الرغبة في الفوز إليهم.