المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كاس العالم للمنتخبات 2014 :- الأعين شاخصة على المواهب المغمورة



عميد اتحادي
28-01-2014, 09:40 PM
في كل أربع سنوات، عندما تنطلق نهائيات كأس العالم FIFA ، غالباً ما نكتشف اسماً أو اسمين غير مألوفين جداً بالنسبة لنا، ولكن بعد وقت وجيز يصبح من الصعب استحضار اللحظة التي لم نكن فيها على دراية بمواهبهم الكروية.

في الماضي، مثلاً، وصل الثنائي الايطالي باولو روسي وسيباستيان سكيلاتشي إلى كأس لعالم بصفتهما وافدين جديدين على كتيبة الازوري، حيث كانا يفتقدان للخبرة في منافسات كرة القدم الدولية، قبل أن يبزغ نجمهما في نسختي 1982 و1990 على التوالي. وبدورهما كان الكاميروني صامويل إيتو، المتوج بجائزة أفضل لاعب أفريقي ثلاث مرات، والأسطورة البرازيلي رونالدو من بين الوجوه الجديدة غير المألوفة عندما دخلا غمار نهائيات فرنسا 1998 والولايات المتحدة 1994 على التوالي.

وعلى بعد أقل من خمسة أشهر على انطلاق كأس العالم 2014 في البرازيل، حان الوقت لكي نبدأ في توقع الأسماء المغمورة التي قد تدلي بدلوها في العرس العالمي المرتقب على أرض السامبا. ولا شك أن عيون المدربين ستظل شاخصة على أبرز اللاعبين المحتملين لحمل قمصان المنتخبات الوطنية، مع ترك الأبواب مفتوحة على مصراعيها لجلب عناصر جديدة من شأنها أن تظهر علو كعبها في أم البطولات.

وربما يُعتبر مدرب فرنسا ديدييه ديشان محظوظاً إلى أقصى حد، نظراً لأنه يملك فرصة انتقاء أبرز العناصر من مجموعة المواهب الصاعدة التي مازالت لم تقل كلمتها بعد على صعيد منتخبات الكبار في المنافسات الدولية، ولعل أبرز هؤلاء الناشئين هو بول بوجبا، كابتن الفريق الأزرق المتوج بلقب كأس العالم تحت 20 سنة تركيا 2013 FIFA. بيد أن لاعب وسط يوفنتوس ليس هو الوحيد الذي قد يشق طريقه مع الديوك إلى البرازيل. ذلك أن المدير الفني الفرنسي يملك العديد من الخيارات الأخرى تحت تصرفه إن هو رغب في استخدامها.

فإلى جانب الحائز على كرة adidas الذهبية في كأس العالم للشباب، هناك أيضاً صانع ألعاب مرسيليا فلوريان ثوفين، أحد النجوم المشرقة في طريق الكتيبة الزرقاء نحو ذلك اللقب العالمي وأيضاً خلال موسم 2013/14، حيث ظهر في كل مباريات فريقه الست ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا كما سجل خمسة أهداف باسمه في الدوري الفرنسي الممتاز.

وبدوره، نال مدافع سانت إتيان كورت زوما إعجاب المراقبين بشخصيته المهيبة، وهو الذي ظهر لأول مرة بقميص ناديه عن عمر يناهز 16 عاماً، حيث يرى فيه ديشان كابتن المنتخب الوطني في المستقبل. وفي الوقت نفسه، يشق نجما نسخة كولومبيا 2011، كليمان جرينير وانطوان جريزمان، طريقيهما بثبات نحو نيل فرصتهما في منتخب الكبار بعد أن باتا يلعبان أدوار محورية مع ليون وريال سوسيداد على التوالي، حيث سجل كلاهما عدداً من الأهداف ومنحا كثيراً من التمريرات الحاسمة.

وفي المكسيك، بات آلان بوليدو يدق بقوة باب المنتخب الوطني للكبار، وهو الذي تألق بدوره في بطولة كولومبيا، حيث يعتلي صدارة هدافي فريق تيجريس هذا الموسم. ولعل نجم جوادالاخارا الصاعد كارلوس فييرو يملك أوفر الحظوظ لنيل مكانته في نهائيات البرازيل. كيف لا وهو الذي حاز على كرة adidas البرونزية في كأس العالم تحت 17 سنة المكسيك 2011 FIFA، عندما قاد بلاده إلى اللقب على أرضها وبين جماهيرها، علماً أنه تألق في الجهة اليمنى خلال الأشهر الأخيرة – بينما كان يلعب في خط الهجوم سابقاً – ولكن ذلك لم يمنعه من مواصلة العزف على إيقاع التألق ولفت انتباه المدربين والمراقبين والمتفرجين على حد سواء.

كما يوجد لاعب آخر فجر مواهبه في تركيا 2013، وإن كان مشواره مع فريقه أقل نجاحاً بكثير من نظيره الفرنسي. يتعلق الأمر بالإنجليزي روس باركلي، البالغ من العمر 20 عاماً والذي ظهر على ساحة العمالقة مع نادي إيفرتون منذ عام 2011. وقال زميله في كتيبة توفيس جاريث باري "إن روس، بالنسبة لي، يجب أن يكون في الرحلة المسافرة على متن تلك الطائرة"، في إشارة إلى بعثة منتخب الأسود الثلاثة المتوجهة إلى البرازيل لخوض نهائيات كأس العالم. وتابع: "إذا استمر على هذا النحو، فأنا متأكد أنه سيكون هناك. أنا متأكد أن مدرب منتخب إنجلترا يعرف ما يكفي عن روس لكي يدرك أن بإمكانه الذهاب إلى هناك ومباغتة الكثير من الفرق، لأنه يتمتع بتلك القدرة الطبيعية."

وعلى الطرف الآخر من ستانلي بارك، يزخر نادي ليفربول بموهبة إنجليزية أخرى: إنه رحيم ستيرلين الذي برز في كأس العالم المكسيك تحت 17 سنة 2011، والذي انتقل لقلعة أنفيلد قادماً من كوينز بارك رينجرز وهو يبلغ من العمر 15 عاماً فقط. وقد تميز هذا الجناح الأيمن بمهاراته العالية وسرعته الخارقة التي روَّع بها المدافعين منذ انضمامه إلى كتيبة الريدز في نهاية موسم 2011/12، في حين أن مدرب المنتخب الوطني الحالي روي هودجسون منحه الفرصة لخوض أول مباراة دولية له خلال الهزيمة 4-2 على يد السويد في عام 2012، حين كشر زلاتان ابراهيموفيتش عن أنيابه مسجلاً هدفاً خرافياً.

وزادت فرص ستيرلين في الذهاب إلى البرازيل بعدما عصفت إصابة في الركبة مؤخرا بموسم ثيو والكوت، الذي كان بدوره أكبر مفاجأة في المنتخب الوطني خلال ألمانيا 2006. ولكن يبدو أن غياب والكوت عن مباريات المدفعجية الأخيرة شكل فرصة أخرى لكي يثبت زميله الألماني الشاب سيرج جنابري نفسه ويكتسب بعض الخبرة في المنافسات المحتدمة، حيث ملأ ابن الثامنة عشرة الفراغ الذي تركه الظهير الأيمن المتألق لدرجة أن مدربه ارسين فينجر يعتقد أنه يستحق مكاناً في تشكيلة المانشافت.

وقال المدير الفني الفرنسي "إن هناك أكثر من مجرد فرصة صغيرة. هناك فرصة كبيرة. إنه لاعب بموهبة فردية جيدة، ويملك قدرة عالية على التمرير، كما يهاجم بشكل جيد. إنه يستخدم عقله بشكل خارق في فهم جوهر كرة قدم، كما يتمتع برؤية جيدة. لديه إيقاع سريع، ويلعب بالقدمين معاً. يمكنه إنهاء الهجمات باليمنى واليسرى كذلك. لديه الكثير في جعبته".

بيد أنه قد يجد نفسه في منافسة محتدمة ليس فقط مع نجوم كتيبة يواكيم لوف، بل أيضاً مع بعض المواهب الصاعدة الأخرى، مثل زميله السابق في فريق الشباب بنادي شتوتجارت، تيمو فيرنر، الذي يترك بصمته في ملاعب الدوري الألماني، حيث سجل أربعة أهداف ومنح أربع تمريرات حاسمة في 15 مباراة مع الفريق الأول، مما يعزز حظوظه في مرافقة المانشافت إلى بلاد السامبا. وعندما سئل عما إذا كان يفكر في ذلك، رد بكل بساطة: "ليس هناك أي ضرر في أن يحلم المرء".

إلا أن فيرنر ليس هو الشاب الوحيد الذي يراوده حلم السفر إلى البرازيل الصيف القادم. ففي صفوف هرتا برلين، يأمل المدافع الأمريكي جون بروكس هو الآخر في الانضمام إلى ركب منتخب الولايات المتحدة بعد تألقه الموسم الماضي مع ناديه الألماني الذي ساهم في ارتقائه إلى الدرجة الأولى. قد تتضاءل فرصه في الانضمام إلى الفريق الوطني بعد تراجع مستواه في بعض مباريات هذا الموسم، لكنه لا يزال متشبثاً بالأمل، حيث أعرب قائلاً: "أنا مازلت شاباً. أبلغ من العمر 20 عاماً. سأحقق حلمي إذا تمكنت من الذهاب إلى نهائيات كأس العالم. أريد أن ألعب كل مباراة الآن والأمر متروك للمدرب".

وبدوره، يطمح المهاجم الأيسلندي-الأمريكي آرون يوهانسن إلى إقناع المدير الفني يورجن كلينسمان، بعدما خاض باكورة مبارياته مع المنتخب في شهر أغسطس/آب ثم سجل بعد ذلك بشهرين الهدف الثالث الذي قضى على آمال بنما في التأهل مانحاً الفوز 3-2 للولايات المتحدة الأمريكية. وقال كلينسمان عن هذا اللاعب "إنه لا يزال جديداً في فريقنا. إنه يلعب بارتياح أكثر فأكثر داخل المجموعة، وأعتقد أن الناس بدؤوا يقفون على صفاته الحقيقية".

وعلى صعيد آخر، فإن لويس جيل، الذي قاد ريال سالت لايك إلى كأس إم إل إس الموسم الماضي، يُعتبر بدوره من المرشحين المحتملين للذهاب إلى البطولة. وفي أمريكا الجنوبية، فإن إصابة راداميل فالكاو في الآونة الأخيرة شكلت ضربة كبيرة لفرص كولومبيا في النهائيات العالمية. وبما أن مصائب قوم عند قوم فوائد، فإن غياب النمر عن البطولة قد يشكل فرصة لمهاجم سياتل ساوندرز السابق، فريدي مونتيرو، للعودة إلى صفوف المنتخب الوطني.

مرت أربع سنوات ونصف على آخر مشاركة له مع كتيبة الكافيتيروس، ولكنه يلعب الآن على سبيل الإعارة في نادي سبورتينج لشبونة ويتصدر حالياً ترتيب هدافي الدوري البرتغالي جنبا إلى جنب مع مواطنه جاكسون مارتينيز، مما يعزز فرصه في العودة إلى الفريق الوطني. كما يبقى اسم خوان كوينتيرو مطروحاً بقوة في الصحافة الكولومبية، فبعد أدائه الباهر في تركيا 2013 وانتقاله إلى البرتغال، تبقى حظوظه قائمة أيضاً في الظفر بمكان ضمن قائمة المنتخب في مايو/أيار المقبل.

وعلى غرار مونتيرو، يبذل ميتشي باتشواي كل ما في وسعه لجذب انتباه مدرب بلجيكا مارك فيلموتس، من خلال تربعه على قمة ترتيب هدافي دوري بلاده. وفي هولندا، بدأ ممفيس ديباي – الملقب بـ أريين روبن الجديد – يطرق بدوره أبواب المنتخب البرتقالي بفضل عروضه المذهلة مع أيندهوفن.

وفي إيطاليا، بات دومينيكو بيراردي محط أنظار المراقبين بعد تسجيله أربعة أهداف لساسولو ضد ميلان، ولا سيما مع بعد إصابة مهاجم فيورنتينا جيوسيبي روسي. بيد أن المدرب تشيزاري برانديلي يلعب أوراقه باحتراس كبير حيث يريد تجنب الضغط على النجم الصاعد البالغ من العمر 19 عاماً موضحاً أن "الأمر يتوقف على إثبات الموهبة. فلندعه ينمو دون إثقال كاهله بكثير من المسؤولية. "