أهــل الحـديث
27-01-2014, 12:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
المغفرة جواز سفر لدخول الجنة
السلامة قبل الغنيمة
قال تعالى"وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين"(آل عمران 133)
في هذه الآية عدة أمور:-
الأول: اختيار الفعل "سارعوا"بدلا من "أسرعوا" للدلالة على الشدة والحض والحث على الأمر، والتشارك والسباق بين المسلمين للفوز بالمغفرة والجنة .
الثاني:تقديم المغفرة على الجنة ، لأن المغفرة سبب في دخول الجنة ، والسبب يتقدم على المسبب ، كما أنها متقدمة عليها بالزمان ، وبالطبع ، وبالرتبة ،أو الأهمية ، فمن غير المعقول أن يدخل إنسان الجنة دون حصول المغفرة ، فهي جواز سفر لدخول الجنة ، والثانية لا تكون إلا بالأولى ، فالجنة العظيمة ،الجليلة القدر التي يسعى لها المسلم طيلة حياته يتوقف دخولها على حصول المغفرة ، ومن هنا يصبح السبب أهم من المسبب ، لأن زوال السبب زوال للمسبب ، ووجود السبب وجود للمسبب ، وقريب من هذا " تقديم الغفور على الرحيم ، فهو أولى بالطبع ،لأن المغفرة سلامة والرحمة غنيمة ، والسلامة تطلب قبل الغنيمة ، قال تعالى"واعف عنا واغفر لنا وارحمنا"(البقرة 286) فالرحمة تابعة للمغفرة ، وفي الحديث أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لعمرو بن العاص – رضي الله عنه - :أبعثك وجها يسلمك الله فيه ويغنمك وأرغب لك رغبة من المال " وهذا من الترتيب البديع ،فقد بدأ بالسلامة قبل الغنيمة ، وبالغنيمة قبل الكسب"(1) ، لأن الغنيمة والكسب لا يكونان إلا عند السلامة ، فهي مقدمة عليهما في الزمان ،والطبع أو العادة، والرتبة ،والسبب ،ونحن نستخدم هذا في حياتنا اليومية ،فنقول للمسافر:ردَّك الله سالما غانما لأن السلامة أهم من الغنيمة.
الثالث:تقديم السموات على الأرض ، لأن الآية الكريمة تتحدث عن جنة عظيمة ،والسماء أعظم من الأرض ، فتقدمت السماء على الأرض بالأهمية المعنوية مع السياق اللغوي ، و اقترنت بلفظ الجنة ، للدلالة على عظمتها .
===================================
(1) السهيلي – نتائج الفكر في النحو-ص 271
المغفرة جواز سفر لدخول الجنة
السلامة قبل الغنيمة
قال تعالى"وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين"(آل عمران 133)
في هذه الآية عدة أمور:-
الأول: اختيار الفعل "سارعوا"بدلا من "أسرعوا" للدلالة على الشدة والحض والحث على الأمر، والتشارك والسباق بين المسلمين للفوز بالمغفرة والجنة .
الثاني:تقديم المغفرة على الجنة ، لأن المغفرة سبب في دخول الجنة ، والسبب يتقدم على المسبب ، كما أنها متقدمة عليها بالزمان ، وبالطبع ، وبالرتبة ،أو الأهمية ، فمن غير المعقول أن يدخل إنسان الجنة دون حصول المغفرة ، فهي جواز سفر لدخول الجنة ، والثانية لا تكون إلا بالأولى ، فالجنة العظيمة ،الجليلة القدر التي يسعى لها المسلم طيلة حياته يتوقف دخولها على حصول المغفرة ، ومن هنا يصبح السبب أهم من المسبب ، لأن زوال السبب زوال للمسبب ، ووجود السبب وجود للمسبب ، وقريب من هذا " تقديم الغفور على الرحيم ، فهو أولى بالطبع ،لأن المغفرة سلامة والرحمة غنيمة ، والسلامة تطلب قبل الغنيمة ، قال تعالى"واعف عنا واغفر لنا وارحمنا"(البقرة 286) فالرحمة تابعة للمغفرة ، وفي الحديث أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لعمرو بن العاص – رضي الله عنه - :أبعثك وجها يسلمك الله فيه ويغنمك وأرغب لك رغبة من المال " وهذا من الترتيب البديع ،فقد بدأ بالسلامة قبل الغنيمة ، وبالغنيمة قبل الكسب"(1) ، لأن الغنيمة والكسب لا يكونان إلا عند السلامة ، فهي مقدمة عليهما في الزمان ،والطبع أو العادة، والرتبة ،والسبب ،ونحن نستخدم هذا في حياتنا اليومية ،فنقول للمسافر:ردَّك الله سالما غانما لأن السلامة أهم من الغنيمة.
الثالث:تقديم السموات على الأرض ، لأن الآية الكريمة تتحدث عن جنة عظيمة ،والسماء أعظم من الأرض ، فتقدمت السماء على الأرض بالأهمية المعنوية مع السياق اللغوي ، و اقترنت بلفظ الجنة ، للدلالة على عظمتها .
===================================
(1) السهيلي – نتائج الفكر في النحو-ص 271