المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التنوير في مسألة عودة الضمير



أهــل الحـديث
26-01-2014, 12:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



التنوير في مسألة عودة الضمير
عودة الضميرعلى المتقدم والمتأخر
ترى قاعدة النحو العربي المبنية على مبدأ الكثرة والقلة أن الضمير يعود على المتقدم في اللفظ والمرتبة أو على المتقدم في اللفظ المتأخر في المرتبة،أما عودة الضمير على المتأخر في اللفظ والمرتبة في بعض المواضع فهو خروج عن القانون ومقصور على ما جاء عن العرب ولا يجوز الاتساع فيه .
والذي يبدو لي أن اللغة وسيلة للتواصل والإفهام ،والأصل في اللغة هو وضوح العلاقات المعنوية والاحتياج المعنوي داخل التركيب والبعد عن اللبس والتناقض ،فمتى اتضحت العلاقات المعنوية جاز للمتكلم أن يقدم ويؤخر كيفما يريد ،كما أن المعنى مع تقديم الضمير على المرجع يختلف عن تأخير الضمير على المرجع
فبحسب الحاجة المعنوية يكون الكلام ، والمتقدم في المكانة والمنزلة متقدم في الموقع ،والمتأخر في المنزلة والمكانة متأخر في الموقع أيضا ،ولو دققنا النظر في مواضع تقدم الضمير على مرجعه لوجدنا لطيفة معنوية يفتقد إليها التركيب عند تأخر الضمير وتقدم المرجع.وإليك أمثلة من عودة الضمير.
أ-عودةالضميرعلى المتقدم في الموقع والمنزلة كما في الأمثلة التالية:
نقول:أكرم زيدٌ غلامَه،وقال تعالى:وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُّه،وفي هذين المثالين يعود الضمير على المتقدم في الموقع و المنزلة والمكانة،فمرة يكون الفاعل هو الأهم بالنسبة للفعل ومرة يكون المفعول هو الأهم ،وكلاهما يرتبط مع الفعل برابط الاحتياج المعنوي،والأهمية المعنوية.
ب-عودة الضمير على المتأخر في المنزلة والموقع،كما في الأمثلة التالية:-
قال تعالى"قل هو الله أحد"وضمير الشأن "هو" متقدم في الموقع والمكانة والمنزلة ويعود على لفظ الجلالة المتأخر في المنزلة والموقع ،وتقديم الضمير "هو" يحمل معنى التعظيم ،ومثله ضمير القصة في قوله تعالى:"فإنها لا تعمى الأبصار،ومثل ذلك قول العرب:"رُبَّه رجلا زيد ،وقولهم " نعم امرأ أبوك" وقولهم "عرفوني وعرفت القادمين "وقولهم "رأيته أخاك " ومثل ذلك قول العرب:في بيته يؤتى الحكم ،الذي يحمل معنى التخصيص ،ومثل ذلك :على نفسها جنت براقش ،وقولهم"في أكفانه لُفَّ الميت".ومثل ذلك قول الشاعر"جزى ربُّه عني عديَّ بن حاتم ،فالضمير المتصل بالفاعل يعود على المفعول المتأخر في المنزلة والمكانة والموقع بالنسبة للفعل،وقال تعالى"فأوجس في نفسه خيفة موسى"وفي هذه الآية يتقدم شبه الجملة نحو الفعل لإفادة التخصيص ،حيث يتسلط الفعل على شبه الجملة بفعل الاحتياج المعنوي بينهما ،والمعنى هو أن الخوف الذي أستشعره سيدنا موسى كان خوفا خفيفا خفيا لا يظهر أثره في ظاهر البشرة وعلى ملامحه ، و إلى ذلك يومىء تنكير الخيفة كأنه قيل: أحس في نفسه نوعا من الخوف لا يعبأ به ،وهذا المعنى فقط لا يظهر مع تأخير شبه الجملة.
ولهذا فقاعدة عودة الضمير على المتقدم تحتاج إلى مراجعة بسبب وضوح العلاقات المعنوية داخل التركيب وبسبب معنى المعنى ،والمعنى هو الحكم ،والضمير قد يعود على المتقدم وقد يعود على المتأخر بحسب الحاجة المعنوية عند المتكلم ، والمتقدم في الموقع متقدم في المنزلة والمكانة والمتأخر في الموقع متأخر في المنزلة والمكانة كذلك .