أهــل الحـديث
25-01-2014, 07:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
قرينة أمن اللبس وعدم الاحتياج المعنوي
عودة الضمير على القريب والبعيد
قال تعالى"وإذا ذكرتَ ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا"(الإسراء 46).
على مَن يعود الضمير في قوله تعالى"وحده" ومن صاحب الحال؟
تقول القاعدة النحوية :إذا سُبِق الضمير بأكثر من مرجع صالح للتفسير عاد الضمير على المرجع الأقرب ، وذلك من أجل أمن اللبس ،وقد يعود الضمير على البعيد مع القرينة اللفظية،كقوله تعالى :"وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها" ،إلا أن هذه القاعدة لا تنطبق على قوله تعالى:""وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا" فالضمير يعود على البعيد"لفظ الجلالة" بدون قرينة لفظية، بل بقرينة معنوية ،لأن العقل لا يسمح بوجود علاقة معنوية مع القريب "القرآن" ،إذ المقصود هو أنهم ينفرون من ذكر الله وحده ،لا من الذكر في القرآن وحده ،فهم ينفرون من عدم ذكر آلهتهم مع ذكر الله،ولهذا هم ينفرون من سماع القرآن الكريم ،ومثل ذلك قوله تعالى:"وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين*فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون*(الأنبياء11-12)من الذي أحس ومن الذي يركض؟أهم القوم الآخرين أم أصحاب القرية الظالمة؟لا يمكن الربط بين الضمائر والقوم الآخرين(القريب) لأنهم لم يفعلوا شيئا يستحق العقاب ،فهناك تنافر معنوي بين السلام والعقاب ،والعقاب كان لأصحاب القرية الظالمة (البعيد) ،وهناك انسجام معنوي بين الظلم والعقاب ،والمعنى هو الحكم ، وليست القاعدة ، فالضمير يعود على القريب عند اللبس أما عند أمن اللبس واتضاح المعنى عاد الضمير إلى مرجعه دون اشتراط قربه (1)،قال تعالى"وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب" والضمير في "أكله" يعود على سيدنا يوسف (البعيد) لأن الذئب لا يأكل المتاع ،واللبس مأمون، وقال تعالى"لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين *إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة " فالضمير في "قالوا" للأخوة بقرينة أمن اللبس وهي قولهم "أبينا"مع أن السائلين أقرب إلى الضمير من الأخوة ،والمعنى هو الحكم.
===============================
(1)د.تمام حسان - البيان في روائع القرآن ص 135
قرينة أمن اللبس وعدم الاحتياج المعنوي
عودة الضمير على القريب والبعيد
قال تعالى"وإذا ذكرتَ ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا"(الإسراء 46).
على مَن يعود الضمير في قوله تعالى"وحده" ومن صاحب الحال؟
تقول القاعدة النحوية :إذا سُبِق الضمير بأكثر من مرجع صالح للتفسير عاد الضمير على المرجع الأقرب ، وذلك من أجل أمن اللبس ،وقد يعود الضمير على البعيد مع القرينة اللفظية،كقوله تعالى :"وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها" ،إلا أن هذه القاعدة لا تنطبق على قوله تعالى:""وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا" فالضمير يعود على البعيد"لفظ الجلالة" بدون قرينة لفظية، بل بقرينة معنوية ،لأن العقل لا يسمح بوجود علاقة معنوية مع القريب "القرآن" ،إذ المقصود هو أنهم ينفرون من ذكر الله وحده ،لا من الذكر في القرآن وحده ،فهم ينفرون من عدم ذكر آلهتهم مع ذكر الله،ولهذا هم ينفرون من سماع القرآن الكريم ،ومثل ذلك قوله تعالى:"وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين*فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون*(الأنبياء11-12)من الذي أحس ومن الذي يركض؟أهم القوم الآخرين أم أصحاب القرية الظالمة؟لا يمكن الربط بين الضمائر والقوم الآخرين(القريب) لأنهم لم يفعلوا شيئا يستحق العقاب ،فهناك تنافر معنوي بين السلام والعقاب ،والعقاب كان لأصحاب القرية الظالمة (البعيد) ،وهناك انسجام معنوي بين الظلم والعقاب ،والمعنى هو الحكم ، وليست القاعدة ، فالضمير يعود على القريب عند اللبس أما عند أمن اللبس واتضاح المعنى عاد الضمير إلى مرجعه دون اشتراط قربه (1)،قال تعالى"وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب" والضمير في "أكله" يعود على سيدنا يوسف (البعيد) لأن الذئب لا يأكل المتاع ،واللبس مأمون، وقال تعالى"لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين *إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة " فالضمير في "قالوا" للأخوة بقرينة أمن اللبس وهي قولهم "أبينا"مع أن السائلين أقرب إلى الضمير من الأخوة ،والمعنى هو الحكم.
===============================
(1)د.تمام حسان - البيان في روائع القرآن ص 135