المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دور الاحتياج المعنوي في اعتماد المعنى على الحال



أهــل الحـديث
25-01-2014, 01:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



دور الاحتياج المعنوي في اعتماد المعنى على الحال
الحال من الفضلة إلى العمدة
من المعروف أن الحال فضلة ، يؤتى به بعد تمام الكلام ،وهذا هو الغالب عليه ، والمتكلم إزاءه بالخيار ،فقد يذكره وقد لا يذكره وذلك بحسب الحاجة المعنوية إليه،نقول:قابلت زيدا ضاحكا ،وقابلت زيدا، إلا أن المتكلم قد يجد نفسه مضطرا إلى ذكر الحال لأن معنى الكلام لا يتم بدونه وبهذا يتحول الحال من فضلة إلى عمدة في الكلام ،كقوله تعالى"وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين" وقوله تعالى"وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا"وقوله"وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين"،يقول ابن مالك:ومن الأحوال العارض لها ما يلحقها بالعمد قول جابر -رضي الله عنه :"نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - عن بيع الحيوان اثنين بواحد " (1)
فالحال في هذه الآيات وفي الحديث النبوي الشريف واجب الذكر ،لأن حذفه لا يتمم معنى الكلام ،ويغير المعنى ،واعتبار الحال فضلة أو عمدة يتوقف على مدى الحاجة المعنوية إليه ، والآيات الكريمة السابقة مبنية على الفعل المنفي "خلق" ولا بد من ذكر الحال معه ليكون المعنى مستقيما،فالكلام يكون بحسب الحاجة المعنوية عند المتكلم ،والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.
======================
(1)ابن مالك - شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ ص ص 464-465