المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاحتياج المعنوي بين أفعال المقاربة و"أنْ"



أهــل الحـديث
25-01-2014, 01:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



الاحتياج المعنوي بين أفعال المقاربة و"أنْ"
قد يقترن خبر أفعال المقاربة بأن وقد يتجرد منها ......إلخ،وهذا نابع من الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب ،وذلك كما يلي:
أ- نقول :شرع القمر يطلع
ولا نقول:شرع القمر أن يطلع
وذلك لأن الكلام مبني على الفعل شرع الذي يدل على البدء في وقوع الخبر،ودلالة أن مستقبلية،وهي تتنافى مع دلالة الفعل شرع،ولهذا يجب أن يتجرد خبر أفعال الشروع من "أن"،لأنه لا يوجد احتياج معنوي لـ"أن" مع أفعال الشروع،وبهذا يحصل الانسجام المعنوي بين أجزاء التركيب.
ب- من الأفضل في خبر كاد وكرب أن لا يقترن بأن،وسبب ذلك أنهما تدلان على القرب الشديد لوقوع الخبر،ولهذا قال تعالى: (يكاد زيتها يضيء)، للدلالة على القرب الشديد لوقوع الخبر وهو الإضاءة ،فحذف "أن" لأن الكلام مبني على الفعل يكاد،الذي يتعارض مع دلالة أن المستقبلية ، أما أوشك فالأفضل أن يقترن خبرها( بأن) لأن دلالتها على وقوع الخبر أبعد من دلالة كاد وكرب،فنقول:أوشك القمر أن يطلع، وبهذا يحصل الانسجام المعنوي بين أجزاء التركيب.
ج-و خبر حرى واخلولق يجب أن يقترن (بأن)،أما خبرعسى فيجوز اقترانه (بأن)وعدم اقترانه ،لأن عسى فيها الدلالة على قرب وقوع الخبر أكثر من حرى واخلولق،ولهذا فنحن نقول:اخلولق القمر أن يطلع،ولا نقول :اخلولق القمر يطلع،لأن دلالة اخلولق وحرى على وقوع الخبر بعيدة،ولذلك يجب أن ،نأتي (بأن).
وهذا يعني أن المبني عليه هو الأساس الذي يتركب عليه الكلام،ويجب أن تنسجم بقية المباني(الكلمات) معه معنويا،وإلا حصل التنافرأو التعارض المعنوي بين المبني عليه والمباني ومن هنا فإن اللغة تعتمد على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ،والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.