المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حبا في العلم وطلوعَ الشمس يوم الجمعة صباحا في المدرسة الدرسَ حضر محمد



أهــل الحـديث
24-01-2014, 03:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



حبا في العلم وطلوعَ الشمس يوم الجمعة صباحا في المدرسة الدرسَ حضر محمد
هذه الجملة أقولها تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات المنزلة والمكانة المانعة من اللبس ،حيث أقوم بنصب المفاعيل كلها قبل مجيء الفعل الذي ما زال في عقلى وأربط بينها وبين الفعل برابط الاحتياج المعنوي ،وهذه الجملة تترتب من العام إلى الخاص ومن الأهم إلى الأقل أهمية ،حيث دعت الحاجة المعنوية عندي إلى تقديم المفاعيل ، من أجل الهدف المعنوي وهو التركيز على المفاعيل ،قال تعالى"أئفكا آلهة دون الله تريدون "(الصافات 86)
في هذه الآية عدة أمور:-
الأول:الإنسان يتكلم تحت رعاية الحاجة المعنوية وعلاملات أمن اللبس : الضمة والفتحة والكسرة ،وما شابهها، كما هو واضح في الآية الكريمة ،فهذه الآية تبدأ بهمزة الاستنكار ،تلاها المفعول لأجله ، وهو أشدّ الكلمات استنكارا ،ثم المفعول ،ثم الصفة،ثم الفعل فالفاعل،فهي تترتب من العام إلى الخاص ،وهي تترتب بحسب الحاجة المعنوية عند المتكلم نقول:أزيد عندك ؟إن أردنا الاستفهام عن زيد ،ونقول:أعندك زيد ؟ إن أردنا الاستفهام عن مكان وجوده
الثاني :أرجو أن تلاحظ معي كيف أن المتكلم يقول وهو يفكر ويفكر وهو يقول،وكيف ينصب المفاعيل والصفة قبل أن ينطق الفعل الذي لا زال في عقله ، فالمتكلم حين يتكلم يمارس عملية اختيار على صعيد المعنى ، فيقول مثلا: أئفكا تريد ؟ أو،أئفكٌ كلامُك؟أو،أكلامُك إفكٌ؟ أو أتريد إفكا؟ والاحتياج المعنوي موجود بين أجزاء التركيب سواء أتقدم الكلام أم تأخر.
الثالث :إنَّ معنى هذه الآية يختلف عن معنى قولنا"أتريدون آلهة دون الله إفكا" ففي هذه القول ينجذب الفعل نحو همزة الاستنكار ،فهو أي فعل الإرادة أشد الكلمات استنكارا ،أما المفعول لأجله فهو آخرها استنكارا،أما في قوله تعالى"أئفكا آلهة دون الله تريدون " فإن الإفك هو أشد الكلمات استنكارا، أما فعل الإرادة فهو آخرها استنكارا ،يقول د.تمام حسان عن معنى هذه الآية :انظر إلى حسن عكس الرتبة بإيراد المفعول لأجله أولا،ثم المفعول به الموصوف بشبه الجملة،ثم الفعل وفاعله ،فالآية كما تعلم استفهام إنكاري،وما دام معناها الإنكار فإن ترتيب ألفاظها ينبغي أن يكون بحسب الأولوية في استحقاق الإنكار، وأولى الألفاظ بالإنكار هو لفظ"إفكا"لأن الكفر قد يكون ميراثا عن الآباء،ولكنه قد يكون انحرافا عن الحق متعمدا لا ينفع معه الدليل على فساده ، فذلك هو الإفك،ثم يليه في الإنكارأن يذهب الإفك عن إشراك آلهة مع الله ،فإذا كانت الآلهة دون الله لا معه فهذا أوغل في الشرك ، ويضاعف من سوء ذلك كله أن يكون ذلك بإرادتهم واختيارهم ،ولو أن سياق الكلام كان على صورة أخرى ،مثل:أتريدون آلهة دون الله إفكا لانطفأ كل ما في الكلام من حرارة الإنكار،ولبدا الكلام وكأنه سوال لهم عما يفضلونه من أنواع الشرك ،وقد وجدنا أنَّ المفعول لأجله وهو آخر الأبواب النحويه ترتيبا قد تصدر هذا الشاهد يتلوه المفعول به ونعته ، وذلك لأن أول ما تعلق به الاهتمام هو السببيه التي عبر عنها المفعول لأجله ،لأن الكفر عن ضلال قد ترجى له الهدايه ،أما الكفر عن إفك فذلك انحراف مع تدبير وكيد واصرار(1)
إن الإنسان يتثقف لغويا ويتكلم ويقول وهو يفكر ،ويفكر وهو يقول ،تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض.
----------------------------------------------
(1) د. تمام حسان -البيان في روائع القرآن-ص95،379