المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مآخذ على نظرية العامل الفلسفية



أهــل الحـديث
17-01-2014, 09:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



مآخذ على نظرية العامل
تفجير نظرية العامل من الداخل
ترى نظرية العامل الفلسفية أن العلاقة بين أجزاء التركيب علاقة شكلية فلسفية منطقية تقوم على التأثر والتأثير ،ويعرف النحاة الفلاسفة الإعراب بأنه:أثر ظاهر أو مقدر يجلبه العامل في نهاية الكلمة ،ولكن الأمثلة التالية تنسف نظرية العامل من الداخل لأن نظرية العامل الفلسفية تحمل في طياتها عوامل هلاكها ،وذلك كما يلي:
1-يقول العرب:عمرو ضرب زيدا.
ويقولون كذلك:عمرا ضرب زيدٌ.
وكلمة"زيد"في المثالين مسبوقة بنفس العامل وهو الفعل "ضرب"ولكن تأثير العامل الفلسفي الذي يزعمونه مختلف في المثالين ، فمرة نراه منصوبا ومرة أخرى نراه مرفوعا ،ولو كان العامل المتحكم في العلامة هو الفعل لتشابه التأثير في المثالين .
2-تقول العرب:يا محمدُ.
وتقول العرب:يا عبدَالله.
ومحمد وعبد الله مسبوقان بنفس العامل وهو "الياء" التي يقول النحاة الفلاسفة عنها إنها تنوب عن الفعل "أنادي" أو "أدعو" ومن المفترض أن يكون تأثير العامل متشابها ،ولكننا نجد تأثير العامل مختلفا ،ومن أجل التخلص من هذه المشكلة قالوا:الأول مبني والثاني معرب ،ولا أدري لِمَ يكون محمد معربا في جميع الأحوال إلا في حالة النداء ؟
3- تقول العرب:جئت من قبلِ الظهر.
وتقول كذلك:جئت من قبلُ.
والظرف "قبل"يأتي مرة معربا ومرة مبنيا كما يقولون ،ولو كان العامل"مِن" هو المؤثر في العلامة لما جُرَّ هذا الظرف مرة وبني مرة أخرى كما يقولون .
4- وتقول العرب:ما جاء القوم إلا زيدا.
ويقولون:ما جاء القوم إلا زيدٌ
و"زيد" مسبوق بنفس الأداة والتأثير مختلف .
5- وقريب من هذا استخدام "خلا وعدا وحاشا" أفعالا وحروف جر ،فكيف تكون الأداة واحدة وتأثيرها مختلف إلا إذا كان العلاقة بين أجزاء التركيب علاقة معنوية وليست شكلية ؟
هذا غيض من فيض يؤكد أن العلاقة بين أجزاء التركيب علاقة احتياج معنوي وليست علاقة شكلية كما تقول نظرية العامل الفلسفية ،والرافع والناصب والجار والجازم بحضور معاني الألفاظ هو المتكلم ،والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس .