المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عجز الفلسفة والمنطق عن ضبط اللغة



أهــل الحـديث
17-01-2014, 12:41 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



عجز الفلسفة والمنطق عن ضبط اللغة
التمرد اللغوي والقواعد المركبة
تقول القاعدة النحوية العريضة :إن ما قبل إلا لا يعمل فيما بعدها ،إلا أن الله تعالى يقول:"لقد علمتم ما أنزل هؤلاء إلا ربُّ السماوات والأرض بصائرَ"وهذه الآية تتناقض مع القاعدة النحوية ،لأن (بصائرَ) مفعول به للفعل أنزل ،وهذا شبيه بقوله تعالى"كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة"و"من قبل أن تنزل التوراة" متعلق بقوله" كان حلا" وهذا رأي أبي حيان حيث يقول :فصل بالاستثناء وهو فصل جائز على مذهب الكسائي وأبي الحسن في جواز أن يعمل ما قبل إلا فيما بعدها إذا كان ظرفا أو مجرورا أو حالا،نحو:ما حُبس إلا زيد عندك ،وما أوى إلا عمرو إليك ،وما جاء إلا زيد ضاحكا،ثم قالت العرب:ما ضرب إلا زيد عمرا ،فقال الكسائي قاعدة جديدة حيث أجاز عمل إلا فيما بعدها في المنصوب مطلقا ،ثم قالت العرب:ما ضرب إلا زيدا عمرو فأجاز أبو الحسن وابن الأنباري عمل ما قبل إلا فيما بعدها إذا كان مرفوعا ، وهذا يعني وضع قاعدة فرعية جديدة على القاعدة الأصلية ،نتيجة تمرد اللغة على القاعدة ،والنحاة مختلفون حول هذا ولكل رأيه وقاعدته ،وهذه الآراء والقواعد نتيجة تمرد اللغة على القواعد ، ومن هنا فلا وجود للقواعد ،لأن اللغة لا نهائية ولا تستطيع القواعد ضبطها ،ومن هنا فالفلسفة عاجزة عن السيطرة على اللغة لأن اللغة مضبوطة بالأهمية المعنوية والاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،والإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ليكون بعيد عن اللبس والتناقض ،والمهم أن يكون الكلام واضحا غير ملبس أو متناقض ، والاحتياج المعنوي متوافر بين أجزاء التركيب.