المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الواو بين الترتيب ومطلق الجمع



أهــل الحـديث
16-01-2014, 06:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



الواو بين الترتيب ومطلق الجمع
"جاء زيد وعمرو"
الألفاظ هي الصورة الحسية للمعاني ،والكلمات معان تنبض بالحياة وليست أشكالا صماء ،والمتقدم في النطق في الزمن الأول متقدم في الأهمية المعنوية على النطق الواقع في الزمن التالي ،والمعاني تتقدم بالزمن أوبالأهمية المعنوية أوبالطبع أوبالسبب أوبالفضل والشرف ،أو بأكثر من سبب من هذه الأسباب،وإليك التفصيل:
يقول سيبويه عن الواو في "جاء زيد وعمرو"إنها لمطلق الجمع ،وهذا صحيح من ناحية الزمن ، ولكن " مجيء زيدٍ أهم من مجيء عمرو، وقد يكون زيد أشرف من عمرو ،فبدأ به للأهمية المعنوية والفضل والشرف ،وهذا شبيه بقولنا:جاء الأمير والوزير ،فالأمير ومجيئه أهم وأشرف من الوزير ومجيئه،وإن كانت الواو لمطلق الجمع من ناحية الزمن ، كما في قوله تعالى" "وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا"(الأحزاب 7)، ففي هذه الآية الكريمة إطناب وهو من نوع عطف الخاص على العام،قال قتادة : أخذ الله الميثاق على النبيين خصوصا أن يصدق بعضهم بعضا ويتبع بعضهم بعضا،ثم خصص - سبحانه - بعض النبيين بالذكر بعد التعميم الشامل لهم ولغيرهم ، فقال : ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ووجه تخصيصهم بالذكر الإعلام بأن لهم مزيد شرف وفضل لكونهم من أصحاب الشرائع المشهورة ومن أولي العزم من الرسل ، وتقديم ذكر نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - مع تأخر زمانه فيه من التشريف له والتعظيم ما لا يخفى،قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث ، فبدئ بي قبلهم ، فالواو في الآية الكريمة تفيد مطلق الجمع من ناحية الزمن ، لأنها عطفت السابق على اللاحق ثم عطفت اللاحق على السابق ،ولكنها تفيد الترتيب من ناحية الشهرة والأهمية المعنوية والفضل والشرف ،فالنطق الواقع في الزمن الأول متقدم في الشهرة والأهمية المعنوية والفضل والشرف على النطق الواقع في الزمن التالي ،لأن الكلام يترتب بالزمن أوالأهمية المعنوية أوالطبع أوالسبب أوالفضل والشرف أو بأكثر من سبب من هذه الأسباب .
فاللغة تقوم على الاحتياج المعنوي ،والإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم.