TαlαL
28-05-2007, 03:22 AM
لاعبون يسردون تجاربهم وقصصاً تتراوح بين النجاح والفشل
المحترف الكروي السعودي يتحول من الثراء إلى سجن الديون لتواضع فكره الاستثماري
بريدة: علي اليامي
لا يعتد بتطور الإنسان، ما لم يشتمل هذا التطور على الجوانب الـ4 الرئيسية للحياة، وهي جوانب اجتماعية وثقافية ودينية "روحية" وأخيراً اقتصادية.
وجميع الدراسات التي عنيت بمفهوم التطور أقرت خطورة نمو جانب من الجوانب الأربعة على حساب الآخر، حتى ذهب البعض إلى تشبيه عملية التطور بالطاولة التي لا يمكن أن تثبت على الأرض بقوة دون أن تعتمد على 4 أرجل، فإذا كانت إحداها أطول من الأخريات اختل التوازن.
وكذلك الحال على المستوى الإنساني، لن يحقق أحد التطور ما لم يهتم بنمو كافة الجوانب الأربعة المكونة للحياة البشرية.
ومن هنا فإن اعتراف مؤسساتنا الكروية بمنظومة الاحتراف، واعتبارها أحد أهم سبل التطور الكروي أزاح الستار عن الخلل الذي تعانيه شخصية اللاعب المحلي الذي يعد أحد طرفي العملية الاحترافية، لأن الطفرة المالية التي عاشها، وساهمت بشكل أساسي في نموه الاقتصادي دون أن يكون جاهزاً لها من الجانبين الاجتماعي والثقافي أحدثت لديه شرخاً في تحقيق التوازن، حتى إذا ما أعلن عن اعتزاله الكرة، انقلبت الطاولة على رأسه، وأعلن عن إفلاسه المادي، على الرغم من أنه كان يجني مبالغ طائلة خلال سنوات احترافه.
" الوطن " فتحت هذا الملف لتلقي الضوء على وضع لاعبينا الكرويين على وجه التحديد، ولتكشف أن بعضهم الذي يرفل اليوم بأثواب الثراء والغنى، يبقى عرضة لمأساة التحول إلى مدين فيما بعد الاعتزال.
ولعل الجهل الاقتصادي الذي يكاد يبدو صفة عامة في لاعبينا إلا ما ندر، مع تفشي بعض النواقص الاجتماعية في أوساط اللاعبين، ساهم بشكل كبير في إهدارهم للثروات التي يحصلون عليها كرواتب ومقدمات عقود ضخمة.
ندم وديون
يؤكد لاعب الأهلي السابق محمد السويلم أن اللاعب لا يشعر بالندم إلا بعد اعتزاله الرياضة، حيث تقوده الحاجة حينها إلى الاستدانة لسد حاجاته التي اعتاد عليها، وهو يقول "لم نعرف قيمة المال والمكافآت الكبيرة التي نحصل عليها من الرياضة إلا بعد اعتزالنا، وربما يعود ذلك لصغر السن وعدم الإحساس بالمسؤولية خلال ممارستنا لرياضتنا، إضافة إلى عدم وجود من ينصحنا ويقنعنا بنصحه، وعلى اللاعب المحترف أن يكون ملتزماً مع نفسه وربه حتى يتحقق له مراده بتكوين ثروة مالية تؤمن مستقبله الأسري وتقيه الحاجة بعد الاعتزال".
بدوره يرى لاعب الاتحاد السابق نزار عباس الذي انتقل من نادي الخليج أن بعض لاعبي أندية الظل على وجه الخصوص يتعرض لهزة نفسية تفقده توازنه حينما يحصل على عقد احترافي من أحد الأندية الغنية قد تتجاوز قيمته المليون ريال، وهو غالباً ما يقع في دائرة المحظور ما لم يكن محصناً اجتماعياً وثقافياً وربما علمياً، وقال "بعض اللاعبين القادمين من أندية متواضعة قد ينهون حياتهم الكروية دون أن يمتلكوا شيئاً ينفعهم في مرحلة ما بعد الاعتزال، ولذلك فهم أحوج الناس للنصح والإرشاد في عملية استثمار قيمة تعاقداتهم قبل أن يغرقوا في بحر الديون".
أما لاعب نادي الرائد السابق محمد السلال فيؤكد أن اللاعب المحترف قد يحصل على مبالغ مالية كبيرة لكنه قد ينفقها بطرق عشوائية وقد ينهي حياته الرياضية مديناً، وهو حتماً بحاجة إلى وجود مدير لأعماله يقوم باستثمار هذه المبالغ، ويقدم له النصيحة التي تؤمن له المستقبل، وهو يقول "أتمنى أن يستفيد اللاعبون من تجاربنا الخاصة التي تجاهلنا فيها اللجوء إلى الاستثمار الأمثل لإيراداتنا، حتى لا تكون النتيجة ندمهم الشديد".
استثمار عقاري
في الجانب الآخر ثمة إضاءات رسمها لاعبون اتسموا بسعة الأفق والقدرة على استشراف المستقبل، والاستفادة من تجارب الآخرين في هذا الجانب فحققوا ما يضمن لهم مستقبلاً آمناً بعيداً عن مغبة الحاجة.
يقول لاعب الاتحاد السابق، لاعب نجران الحالي الحسن اليامي "أمضيت 11 عاماً كمحترف في نادي الاتحاد، وجددت عقدي معه خلالها مرتين، وقد استطعت أن أستثمر إيراداتي منذ اللحظة الأولى، دون أن أنزلق في حياة البهرجة والبذخ مثل بعض الزملاء الذين كان مصيرهم الضياع مالياً، ولذلك أنصح كل لاعب محترف يحصل على مقدمات عقود كبيرة أن يستثمرها في أحد المجالات، ولعل العقار أنسبها منذ اللحظة الأولى لأن عمره الرياضي ربما يقصر بسبب الإصابات وغيرها من الأحداث، ويجب على اللاعب المحترف أن يبحث عن مستشار مالي حتى يتحقق له ما يريد، وحتى ينهي حياته الرياضية وهو مطمئن إلى مستقبله".
بساطة ونجاح
ويؤكد لاعب الرائد سابقاً تركي محمد الشهراني أنه حصل قبل 7 مواسم على مبلغ 146 ألف ريال نظير تعاقده مع ناديه، وخشية من انزلاقه في مغبة البذخ التي يمضي فيها كثير من اللاعبين استثمر المبلغ على الرغم من أن البعض يصفه بالمتواضع في شراء قطعة أرض، وهو يقول" ما فعلته بهذا المبلغ كان البداية التي جعلتني اليوم من المستثمرين، وجعلتني بعيداً عن القلق على مستقبلي المالي والحمد لله، وأنا اليوم أمتلك 8 قطع أراض بالقصيم، وشققاً مفروشة بالمجمعة، كما أواصل دراستي ساعياً للحصول على الماجستير".
المحترف الكروي السعودي يتحول من الثراء إلى سجن الديون لتواضع فكره الاستثماري
بريدة: علي اليامي
لا يعتد بتطور الإنسان، ما لم يشتمل هذا التطور على الجوانب الـ4 الرئيسية للحياة، وهي جوانب اجتماعية وثقافية ودينية "روحية" وأخيراً اقتصادية.
وجميع الدراسات التي عنيت بمفهوم التطور أقرت خطورة نمو جانب من الجوانب الأربعة على حساب الآخر، حتى ذهب البعض إلى تشبيه عملية التطور بالطاولة التي لا يمكن أن تثبت على الأرض بقوة دون أن تعتمد على 4 أرجل، فإذا كانت إحداها أطول من الأخريات اختل التوازن.
وكذلك الحال على المستوى الإنساني، لن يحقق أحد التطور ما لم يهتم بنمو كافة الجوانب الأربعة المكونة للحياة البشرية.
ومن هنا فإن اعتراف مؤسساتنا الكروية بمنظومة الاحتراف، واعتبارها أحد أهم سبل التطور الكروي أزاح الستار عن الخلل الذي تعانيه شخصية اللاعب المحلي الذي يعد أحد طرفي العملية الاحترافية، لأن الطفرة المالية التي عاشها، وساهمت بشكل أساسي في نموه الاقتصادي دون أن يكون جاهزاً لها من الجانبين الاجتماعي والثقافي أحدثت لديه شرخاً في تحقيق التوازن، حتى إذا ما أعلن عن اعتزاله الكرة، انقلبت الطاولة على رأسه، وأعلن عن إفلاسه المادي، على الرغم من أنه كان يجني مبالغ طائلة خلال سنوات احترافه.
" الوطن " فتحت هذا الملف لتلقي الضوء على وضع لاعبينا الكرويين على وجه التحديد، ولتكشف أن بعضهم الذي يرفل اليوم بأثواب الثراء والغنى، يبقى عرضة لمأساة التحول إلى مدين فيما بعد الاعتزال.
ولعل الجهل الاقتصادي الذي يكاد يبدو صفة عامة في لاعبينا إلا ما ندر، مع تفشي بعض النواقص الاجتماعية في أوساط اللاعبين، ساهم بشكل كبير في إهدارهم للثروات التي يحصلون عليها كرواتب ومقدمات عقود ضخمة.
ندم وديون
يؤكد لاعب الأهلي السابق محمد السويلم أن اللاعب لا يشعر بالندم إلا بعد اعتزاله الرياضة، حيث تقوده الحاجة حينها إلى الاستدانة لسد حاجاته التي اعتاد عليها، وهو يقول "لم نعرف قيمة المال والمكافآت الكبيرة التي نحصل عليها من الرياضة إلا بعد اعتزالنا، وربما يعود ذلك لصغر السن وعدم الإحساس بالمسؤولية خلال ممارستنا لرياضتنا، إضافة إلى عدم وجود من ينصحنا ويقنعنا بنصحه، وعلى اللاعب المحترف أن يكون ملتزماً مع نفسه وربه حتى يتحقق له مراده بتكوين ثروة مالية تؤمن مستقبله الأسري وتقيه الحاجة بعد الاعتزال".
بدوره يرى لاعب الاتحاد السابق نزار عباس الذي انتقل من نادي الخليج أن بعض لاعبي أندية الظل على وجه الخصوص يتعرض لهزة نفسية تفقده توازنه حينما يحصل على عقد احترافي من أحد الأندية الغنية قد تتجاوز قيمته المليون ريال، وهو غالباً ما يقع في دائرة المحظور ما لم يكن محصناً اجتماعياً وثقافياً وربما علمياً، وقال "بعض اللاعبين القادمين من أندية متواضعة قد ينهون حياتهم الكروية دون أن يمتلكوا شيئاً ينفعهم في مرحلة ما بعد الاعتزال، ولذلك فهم أحوج الناس للنصح والإرشاد في عملية استثمار قيمة تعاقداتهم قبل أن يغرقوا في بحر الديون".
أما لاعب نادي الرائد السابق محمد السلال فيؤكد أن اللاعب المحترف قد يحصل على مبالغ مالية كبيرة لكنه قد ينفقها بطرق عشوائية وقد ينهي حياته الرياضية مديناً، وهو حتماً بحاجة إلى وجود مدير لأعماله يقوم باستثمار هذه المبالغ، ويقدم له النصيحة التي تؤمن له المستقبل، وهو يقول "أتمنى أن يستفيد اللاعبون من تجاربنا الخاصة التي تجاهلنا فيها اللجوء إلى الاستثمار الأمثل لإيراداتنا، حتى لا تكون النتيجة ندمهم الشديد".
استثمار عقاري
في الجانب الآخر ثمة إضاءات رسمها لاعبون اتسموا بسعة الأفق والقدرة على استشراف المستقبل، والاستفادة من تجارب الآخرين في هذا الجانب فحققوا ما يضمن لهم مستقبلاً آمناً بعيداً عن مغبة الحاجة.
يقول لاعب الاتحاد السابق، لاعب نجران الحالي الحسن اليامي "أمضيت 11 عاماً كمحترف في نادي الاتحاد، وجددت عقدي معه خلالها مرتين، وقد استطعت أن أستثمر إيراداتي منذ اللحظة الأولى، دون أن أنزلق في حياة البهرجة والبذخ مثل بعض الزملاء الذين كان مصيرهم الضياع مالياً، ولذلك أنصح كل لاعب محترف يحصل على مقدمات عقود كبيرة أن يستثمرها في أحد المجالات، ولعل العقار أنسبها منذ اللحظة الأولى لأن عمره الرياضي ربما يقصر بسبب الإصابات وغيرها من الأحداث، ويجب على اللاعب المحترف أن يبحث عن مستشار مالي حتى يتحقق له ما يريد، وحتى ينهي حياته الرياضية وهو مطمئن إلى مستقبله".
بساطة ونجاح
ويؤكد لاعب الرائد سابقاً تركي محمد الشهراني أنه حصل قبل 7 مواسم على مبلغ 146 ألف ريال نظير تعاقده مع ناديه، وخشية من انزلاقه في مغبة البذخ التي يمضي فيها كثير من اللاعبين استثمر المبلغ على الرغم من أن البعض يصفه بالمتواضع في شراء قطعة أرض، وهو يقول" ما فعلته بهذا المبلغ كان البداية التي جعلتني اليوم من المستثمرين، وجعلتني بعيداً عن القلق على مستقبلي المالي والحمد لله، وأنا اليوم أمتلك 8 قطع أراض بالقصيم، وشققاً مفروشة بالمجمعة، كما أواصل دراستي ساعياً للحصول على الماجستير".