خــــالـــــد
27-05-2007, 10:28 AM
السلام عليكم
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
إن في تقلب الليل والنهار وتحول الفصول عبرة وعظة لنا، كما قال ربنا تبارك وتعالى: يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ [النور:44]
وقال جلّ شأنه: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً [الفرقان:62]
أخي / أختي الحبيبـ(ـة): حديثي إليكم في هذه الأسطر عن فصل من هذه الفصول , نعم.. إنه فصل الصيف.. هذا الفصل الذي يذكّر حرّه بأمور كثيرة، منها:
تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: ( اشتكت النار إلى ربها، فقالت: يا رب آكل بعضي بعضاً، فأذن لها بنفسين؛ نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر من سموم جهنم، وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم ).
فالمؤمن يتذكر النار، عند رؤيته لأمور كثيرة: منها تذكره لها كلما لفحته رياح الصيف وألهبت وجهه الناعم بحرها.. ويقول في نفسه: إذا كان هذا من نفس جهنم فكيف بجهنم نفسها؟؟!! عياذاً بالله تعالى منها.
وإذا كنا أخي الحبيب لا نحتمل نار الدنيا وهي جزء من تسعة وستين جزءاً من نار الآخرة، فما الشأن في نار الآخرة؟!! ولذا قال بعض السلف: لو أخرج أهل النار منها إلى نار الدنيا لقالوا فيها ألفي عام. يعني أنهم ينامون فيها ويرونها برداً.
ومن ذلك: تذكر أحوال السلف الصالح رحمهم الله الذين كانت قلوبهم حية.... فكل ما يرونه ويشاهدونه في الدنيا يذكرهم بالآخرة, ومن ذلك أن بعض السلف كان إذا شرب الماء البارد في الصيف بكى وتذكر أمنية أهل النار حينما يشتهون الماء، فيحال بينهم وبينه.
ويقولون لأهل الجنة: أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ الأعراف:50
ومن ذلك، أن بعض السلف كان إذا دخل الحمام في الصيف وشعر بحر المكان تذكر النار، وتذكر يوم تطبق النار على من فيها وتوصد عليهم ويقال لهم: خلود فلا موت، فإذا خرجوا من الحمام أحدث ذلك التذكر لهم عبادة..ومن ذلك أيضاً، أن بعض الصالحين صبّ على رأسه ماء من الحمام فوجده شديد الحر، فبكى وقال: ذكرت قوله تعالى ( يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ) الحج: 29
فلا إله إلا الله ما أشد تذكرهم.. وما أعظم اعتبارهم!! ورأى عمر بن عبدالعزيز رحمه الله قوماً في جنازة قد هربوا من الشمس إلى الظل، وتوقوا الغبار
فبكى، ثم أنشد:
من كان حين تصيب الشمس جبهته=أو الغبار، يخاف الشين والشعثا
ويألف الظلّ كي تبقي بشاشته=فسوف يسكن يوماً راغماً جدثا
في ظلّ مقفرة غبراء مظلمة=يطيل تحت الثرى في غمّها الليثا
تجهّزي بجهاز تبلغين به=يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثا
وكان بعضهم إذا رجع من الجمعة في حرّ الظهيرة، يذكر انصراف الناس من موقف الحساب إلى الجنة أو النار، فإن الساعة تقوم يوم الجمعة
قد روى
الإمام أحمد في المسند من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم عاد مريضًا من وعكٍ كان به , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبشر فإن الله يقول : هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار في الآخرة
و كان ابن عمر و غيره من السلف إذا شربوا الماء البارد , بكوا و ذكروا أمنية أهل النار و هم يشتهون الماء البارد , و قد حيل بينهم و بين ما يشتهون ,يقولون لأهل الجنة كما اخبر الله تعالى : ((وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ))
فكان رد أهل الجنة عليهم كما أخبر رب العزة سبحانه : (( قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ )) [الأعراف : 50
هذا و قد قال الله عز و جل : ((وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)) [الذاريات : 55
فأسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا و أن يعلمنا ما جهلنا و أن يزدنا علماً, ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار, و صلِّ اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
أخوكـ/خالد
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
إن في تقلب الليل والنهار وتحول الفصول عبرة وعظة لنا، كما قال ربنا تبارك وتعالى: يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ [النور:44]
وقال جلّ شأنه: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً [الفرقان:62]
أخي / أختي الحبيبـ(ـة): حديثي إليكم في هذه الأسطر عن فصل من هذه الفصول , نعم.. إنه فصل الصيف.. هذا الفصل الذي يذكّر حرّه بأمور كثيرة، منها:
تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: ( اشتكت النار إلى ربها، فقالت: يا رب آكل بعضي بعضاً، فأذن لها بنفسين؛ نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر من سموم جهنم، وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم ).
فالمؤمن يتذكر النار، عند رؤيته لأمور كثيرة: منها تذكره لها كلما لفحته رياح الصيف وألهبت وجهه الناعم بحرها.. ويقول في نفسه: إذا كان هذا من نفس جهنم فكيف بجهنم نفسها؟؟!! عياذاً بالله تعالى منها.
وإذا كنا أخي الحبيب لا نحتمل نار الدنيا وهي جزء من تسعة وستين جزءاً من نار الآخرة، فما الشأن في نار الآخرة؟!! ولذا قال بعض السلف: لو أخرج أهل النار منها إلى نار الدنيا لقالوا فيها ألفي عام. يعني أنهم ينامون فيها ويرونها برداً.
ومن ذلك: تذكر أحوال السلف الصالح رحمهم الله الذين كانت قلوبهم حية.... فكل ما يرونه ويشاهدونه في الدنيا يذكرهم بالآخرة, ومن ذلك أن بعض السلف كان إذا شرب الماء البارد في الصيف بكى وتذكر أمنية أهل النار حينما يشتهون الماء، فيحال بينهم وبينه.
ويقولون لأهل الجنة: أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ الأعراف:50
ومن ذلك، أن بعض السلف كان إذا دخل الحمام في الصيف وشعر بحر المكان تذكر النار، وتذكر يوم تطبق النار على من فيها وتوصد عليهم ويقال لهم: خلود فلا موت، فإذا خرجوا من الحمام أحدث ذلك التذكر لهم عبادة..ومن ذلك أيضاً، أن بعض الصالحين صبّ على رأسه ماء من الحمام فوجده شديد الحر، فبكى وقال: ذكرت قوله تعالى ( يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ) الحج: 29
فلا إله إلا الله ما أشد تذكرهم.. وما أعظم اعتبارهم!! ورأى عمر بن عبدالعزيز رحمه الله قوماً في جنازة قد هربوا من الشمس إلى الظل، وتوقوا الغبار
فبكى، ثم أنشد:
من كان حين تصيب الشمس جبهته=أو الغبار، يخاف الشين والشعثا
ويألف الظلّ كي تبقي بشاشته=فسوف يسكن يوماً راغماً جدثا
في ظلّ مقفرة غبراء مظلمة=يطيل تحت الثرى في غمّها الليثا
تجهّزي بجهاز تبلغين به=يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثا
وكان بعضهم إذا رجع من الجمعة في حرّ الظهيرة، يذكر انصراف الناس من موقف الحساب إلى الجنة أو النار، فإن الساعة تقوم يوم الجمعة
قد روى
الإمام أحمد في المسند من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم عاد مريضًا من وعكٍ كان به , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبشر فإن الله يقول : هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار في الآخرة
و كان ابن عمر و غيره من السلف إذا شربوا الماء البارد , بكوا و ذكروا أمنية أهل النار و هم يشتهون الماء البارد , و قد حيل بينهم و بين ما يشتهون ,يقولون لأهل الجنة كما اخبر الله تعالى : ((وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ))
فكان رد أهل الجنة عليهم كما أخبر رب العزة سبحانه : (( قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ )) [الأعراف : 50
هذا و قد قال الله عز و جل : ((وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)) [الذاريات : 55
فأسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا و أن يعلمنا ما جهلنا و أن يزدنا علماً, ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار, و صلِّ اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
أخوكـ/خالد