المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قال تعالى"أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا"*(الفرقان43)



أهــل الحـديث
15-01-2014, 06:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



قال تعالى"أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا"*(الفرقان43)
يجوز للإنسان أن يتخذ إلهه هواه ، ولا يجوز له أن يتخذ هواه إلهه، ولكن ما دام الأمر كذلك ، فلماذا يستنكر الله تعالى ويتعجب ممن يتخذ إلهه هواه؟
في الاّية تقديم وتأخير ،والذي يدل على ذلك هو الاستفهام الاستنكاري التعجبي،والأصل فيها الجملة التالية" أرأيت من اتخذ هواه إلهه" وعند إعراب هذه الاّية نقول :إلهه: مفعول به ثان رغم تقدمها،وهواه: مفعول به أول ،رغم تأخرها ، وهذا الإعراب نابع من منزلة المعنى بين الفعل والمفعولين،فالهوى :مفعول به أول لأنها في الأصل مبتدأ،وإلهه:مفعول به ثان لأنها في الأصل خبر عن المبتدأ،ولكن لم جاء هذا العدول؟ تم العدول عن الأصل للهدف المعنوي ،لأن الله تعالى يستنكر ويتعجب من الصفة التي اتُّخِذ عليها هذا الهوى،وهي صفة الألوهية، لأن الإله أكبر من أن يكون هوى،والهوى أقل شأنا من أن يكون إلها، ولا يتعجب من الشيء المتَّخَذ ، ،ولو أن هذا الإنسان اتخذ هواه شيئا اّخرغير الإله فقد يكون مقبولا،أما أن يتخذه إلها فهذا هو العجب بعينه،ولو أن الله سبحانه أراد أن يتعجب من اتخاذ الهوى لكانت العبارة على الشكل التالي:أرأيت من اتخذ هواه إلهه! ولهذا تقدم المفعول الثاني نحو الفعل وهمزة الاستنكار لأن الاستنكار منصب عليه ،وبحسب الاحتياج المعنوي ،وهذا مثل قولنا: أتتخذ قدوةً زيدا ! أي أن صفة القدوة ليست هي الصفة الملائمة التي يمكن اتخاذ زيد عليها،فالتعجب انصب على كونه قدوة أو على الصفة التي اتُّخذ عليها،ولو أنه اتُّخذ على غير هذه الصفة لما كان هناك عجب،ولهذا تقدمت الصفة التي تم اتخاذ زيد عليها والتي هي مثار العجب نحو الفعل والهمزة التي تفيد التعجب والاستنكار ،وإن أردنا التعجب من المتخَذ لقلنا:أتتخذ زيدا قدوة! وهذا يعني أن زيدا ليس بالشخص الملائم ليكون قدوة.