المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دور الاحتياج المعنوي في الحديث من العام إلى الخاص



أهــل الحـديث
15-01-2014, 11:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



دور الاحتياج المعنوي في الحديث من العام إلى الخاص
الإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة، فهو يقول وهو يفكر ويفكر وهو يقول تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،والإنسان يتحدث من الخاص إلى العام كقولنا:أكرم زيدٌ عمرا ،ومن العام إلى الخاص كقولنا:عمرا أكرم زيدٌ ، حيث دعت الحاجة المعنوية إلى تقديم المفعول ،ويقوم المتكلم بنصبه والفعل ما زال في عقله ،لأنه يريد أن يجعله مفعولا للفعل القادم ،ويربط بينهما برابط الاحتياج المعنوي ،ومثله قوله تعالى ""ويومَ القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين"(الزمر60)
عندما نقول أو نقرأ هذه الاّية الكريمة فإننا ننصب الظرف قبل أن نذكر الفعل،وهذا يعني أن المتكلم يختزن في ذاكرته علامات أمن اللبس ويستخدمها كيفما شاء وبحسب المعنى المقصود،وهذا يعكس كذلك الافتراض المسبق في ذهن المتكلم في أنه سيجعل من هذه المفردة ظرفا لفعل الرؤية القادم،والتقديم هنا يفيد التخصيص ،وهذا شبيه بقولي:احتراما له عمرا أكرم زيدٌ،حيث أقوم بنصب "احتراما"و"عمرا" لأنني أريد أن أجعلهما مفعولا لأجله ومفعولا به للفعل المتأخرالذي بينه وبينهما علاقة احتياج معنوي سواء أتقدم الكلام أم تأخر،والتقديم هنا يفيد التخصيص كذلك ،وهذا يعني أن المتكلم يقول وهو يفكر، ويفكر وهو يقول،ويتكلم كما يريد وبحسب المعنى الذي يقصده، تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ، وهذا يعني أيضا أن المتكلم عندما يحرك شفتيه يمارس عملية اختيار على صعيد المعنى ،ولهذا فهو يقول:أما اليتيمَ فلا تقهر،ويقول:أما اليتيم ُفلا تقهره،فينصب اليتيمَ إن أراده مفعولا للفعل المتأخر،ويرفع (اليتيمُ) إن أراده مبتدأ محتاجا للخبر،ثم يقوم بإشغال الفعل المتأخر بضمير الاسم المتقدم لأن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،وكذلك الحال عندما نقول أو نقرأ قوله تعالى"أئفكا اّلهة دون الله تريدون "فإننا ننصب المفعولين لأننا سنجعلهما مفعولين للفعل القادم الذي ما زال في الذاكرة، كما أن المفعول لأجله اتصل مع همزة الاستنكار بفعل قوة العلاقة المعنوية والاحتياج المعنوي ،كما نقول:على نفسها جنت براقش ،وفي بيته يؤتى الحكم ،والضمير يعود على المتأخر في اللفظ والمرتبة والتقديم كذلك يفيد التخصيص ،فالإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة ،فهو يقول وهو يفكر ويفكر وهو يقول تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم.