المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قال تعالى:"والله ورسوله أحق أن يرضوه"



أهــل الحـديث
14-01-2014, 12:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



قال تعالى:"والله ورسوله أحق أن يرضوه"
إذا تقدم الضمير أكثرُ من مرجع يصلح للتفسير فالأصل أن يعود الضمير على المرجع القريب وذلك بسبب منزلة المعنى وأهميته بين الضمير ومرجعه وأمنا للبس ،وقد يعود على المرجع البعيد مع القرينة اللفظية أو المعنوية كقوله تعالى"وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها " ، وكقوله تعالى "والله ورسوله أحق أن يرضوه" فالضمير في "يرضوه" عائد على لفظ الجلالة ،فليس من المعقول أن نرضي الرسول ولا نرضي الله ، فاللبس مأمون ، ولأن "أحق"خبر (مبني) على المبتدأ "الله" (المبني عليه) و" أن وصلتها " معمول (مطلوب) للخبر ، ومرتبطتان معه ، وعلى هذا فأصل الاّية هو الجملة التالية: والله أحق أن يرضوه ورسوله" وهذا يعني أن المعطوف"رسوله" ليس في مكانه الأصلي وإنما تقدم بحسب الأهمية المعنوية عند المتكلم عدولا عن الأصل ، وفصل بين المبتدأ وخبره من أجل أمن اللبس والهدف المعنوي ، لأن مجيء الأصل يعني أن الرسول مطالب بإرضاء الله ، أي أن"رسوله "معطوف على ضمير الرفع في "يرضوه" وهذا ليس مقصودا ، بل المقصود أن يرضي المؤمنون الله والرسول كذلك ، كما تم العدول من أجل الهدف المعنوي حيث يقرن الله سبحانه وتعالى بين مرضاته ومرضاة نبيه ، ،ولولا هذا التقديم أيضا لفهم أن مرضاة الرسول الكريم ليست بهذه الأهمية ، ولا نستطيع أن نعيد الضمير على المرجع القريب "الرسول" حتى لا نجعل لفظ الجلالة بلا خبر وهذا يفسد المعنى، كما جاء الضمير مفردا حتى لا نساوي بين مرضاة الله ومرضاة رسوله ،قال خطيب بحضرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أطاع الله ورسوله فقد هدى ومن عصاهما فقد غوى" فأمره صلى الله عليه وسلم أن يقول"ومن يعص الله ورسوله فقد غوى ،وأمره أن يفرق بينهما ، فهذا الرضا يترتب من الخاص إلى العام من حيث الأهمية والزمن والطبع والفضل والشرف ،والكلام يترتب بحسب الأهمية المعنوية عند المتكلم.