المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شَكُّ سيبويه يتحول إلى حقيقة



أهــل الحـديث
14-01-2014, 01:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



شَكُّ سيبويه يتحول إلى حقيقة
قال سيبويه عندما تكلم عن تقديم الفاعل والمفعول:كأنهم يُقدِّمون ما هم به أهم وهم ببيانه أعنى وإن كانا جميعا يَهُمّانِهم ويَعنِيانهم ".وقد استخدم سيبويه كلمة"كأنهم"فلم يكن متأكدا من كلامه ،وهي كلمة تدل على الشك لأنها دخلت على الفعل المضارع،وقال"وإن كانا جميعا يهمانهم ويعنيانهم" فعدل عن كلامه الأول،أو نقض أول كلامه بآخره ، كما أنه ساوى بين تقديم الفاعل وتقديم المفعول قائلا:وكلاهما عربي جيد ، ولم يفرق بينهما في المعنى ،والذي يبدو لي أن المتقدم في المنزلة والمكانة متقدم في الموقع والمتأخر في المنزلة والمكانة متأخر في الموقع كذلك ،فالإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،سواء أتقدم الكلام أم تأخر ،فالفعل يدل على فاعل ومفعول وظرف وسبب ومصاحب ،.....إلخ ،وباستطاعتنا أن نضع إلى جانب الفعل أي شيء يدل عليه الفعل ،كقولنا:أكرم زيد عمرا "إن سلطنا الفعل على الفاعل ،بفعل علاقة الاحتياج المعنوي بينهما، ونقول:أكرم عمرا زيدٌ "إن سلطنا الفعل على المفعول ،وأردنا التخصيص بفعل الجاذبية المعنوية بينهما ،ونعكس ونقول:عمراأكرم زيد " فنقدم المفعول لإرادة التخصيص كذلك ،وننصب المفعول قبل ذكر الفعل ،لأننا نريده مفعولا للفعل القادم ،لأن هناك احتياجا معنويا بينهما سواء أتقدم الكلام أم تأخر ،فإن وَلِي الفعل شيء ليس بينه وبين الفعل علاقة تَحوَّل الكلام إلى مستوى الكلام المستقيم غير الحسن أو القبيح ،كقول العرب:جاء إلا زيدا القوم ُ،وقام ثم عمرو زيدٌ ،فقد تقدمت إلاوالمستثنى بحسب الحاجة المعنوية عند المتكلم ،إلا أنه لا يوجد علاقة معنوية بين الفعل وبين "إلا " فالفعل لا يدل على "إلا" مما يؤدي إلى تصنيف هذا الكلام في خانة المستقيم غير الحسن أو القبيح ،ومثل ذلك قول العربي:قام ثم عمرو زيدٌ ،وليست هناك علاقة معنوية بين الفعل"قام" وبين "ثم" والفعل "قام" لا يدل على "ثم" مما يؤدي إلى تصنيف الكلام في خانة المستقيم غير الحسن أو القبيح،لفقدان الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب،مما يعني أن الإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بحسب الحاجة المعنوية والأهمية المعنوية وبمستويات متعددة وبلغات متعددة ،فهو يقول وهو يفكر ويفكر وهو يقول تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض ،وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،والقواعد لا مكان لها تحت الشمس.