المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دور الاحتياج المعنوي في التجويز والمنع



أهــل الحـديث
13-01-2014, 06:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



دور الاحتياج المعنوي في التجويز والمنع
1- جاء زيد كلُّه
نقول: جاء الصفُّ كلُّه
ولا نقول:جاء زيد كلُّه
يتمايز هذان التركيبان من حيث الصحة المعنوية في إطار الصيغة ،فالأولى صحيحة معنويا ولكن الأخرى غير صحيحة ،لأن الصف يمكن أن يجيء كله ويمكن أن يأتي بعضه ،وهو من الممكن أن يتجزأ، ومن الممكن أن يأتي كله أو يأتي بعضه ،فنقوم بإزالة الشك من نفس السامع ونؤكد كلامنا فنقول:جاء الصف كله ،إلا أن جملة :جاء زيد كله "مبنية على الفعل جاء ، وزيدا ليس مما يتجزأ ،ولا يمكن أن يأتي بعضه ،وبعضه لا يأتي ،ولهذا لا نقول:جاء زيد كله،لعدم الاحتياج المعنوي بين الفعل المبني عليه وبين كلمة "كله"،ولكننا نستطيع القول:جاء زيد نفسه ،أو عينه ،فهناك تنافر معنوي بين مجيء زيد وبين كلمة "كله" ومما يدل على ذلك أننا لو استبدلنا الفعل "ظهر" بالفعل"جاء"لجاز أن نقول:ظهر زيد كله ، لأن زيد قد يظهر منه جزء ويختفي منه جزء آخر. ومن هنا فالكلام يقوم على الاحتياج المعنوي ،والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس .


2- صلَّى الناس حاشا زيدا
نقول:صلى الناس إلا زيدا
ولا نقول: صلى الناس حاشا زيدا
الجملة الأولى صحيحة معنويا ،أما الثانية فلا،وسبب ذلك هو أن الكلام مبني على الفعل صلّى،وكلمة حاشا تتعارض دلاليا مع الفعل صلّى،لأن الصلاة ليست من الأعمال التي يتنزه الإنسان عن فعلها،ومن هنا يجب أن تكون المباني منسجمة دلاليا مع المبني عليه ،وهوالفعل "صلى"،ومما يدل على ذلك هو أننا لو استبدلنا الفعل "قامر"بالفعل "صلّى"لصارت الجملة صحيحة معنويا ،لأن المقامرة من الأمور التي يتنزه عنها الإنسان، فاللغة تقوم على الاحتياج المعنوي ،والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.