المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحميل تفسير أرجوزة أبي نواس في تقريظ الفضـــل بـــن الربيـــــــع ..لابن جني



أهــل الحـديث
12-01-2014, 10:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



تفسير أرجوزة أبي نواس في تقريظ
الفضـــل بـــن الربيـــــــع
للأستاذ عيسى الناعوري
(الأمين العام لمجمع اللغة العربية الأردني)


أرجوزة أبي نواس الرائية التي يمدح بها الفضل بن الربيع، وزير الرشيد والأمين، من القصائد الوعرة، المغربة في صعوبة ألفاظها، وغريب معانيها. وعسير جداً أن يفهمها قارئ حديث دون أن يلجأ إلى قواميس اللغة لتفسّر له غريبها وتعقيداتها؛ هذا إذا استطاعت القواميس أن تشرح ما غمض من المعاني والتراكيب. وهذه أبيات قليلة من أول الأرجوزة:


وَبَلْدَةٍ ٌ فيها زَوَرْ
مَرْتٍ ٌ، إذا الذئبُ اقتَفَرْ
كان له من الجَزَرْ
ولا تَعَلاَهُ شَقَرْ
عَسَفْتُها على خَطَرْ
بِبَازِلٍ حين فَطَرْ
صَعراءَ، تُخْطَى في صَعَرْ
بها من القوم أثَرْ
كلّ جنين: ما اشْتَكَرْ
مَيْتِ النسا، حيّ الشُفُرْ
وغَرَرٍ من الغَرَرْ
تَهُزُّهُ جِنُّ الأَشَرْ


وتبلغ القصيدة اثنتين وخمسين بيتاً، وشطرة مؤلفة من تفعيلتين، وكلها من هذا الطراز من الألفاظ والتراكيب العسيرة، التي لا نعرفها في شعر أبي نواس السهل المأنوس في معانيه الأخرى: في المجون والخمرة، ما عدا الطرديات.
ونحن نعرف أن لأبي نواس حالتين في الشعر، تختلف الواحدة منهما عن الأخرى كل الاختلاف: فهو ثائر مجدد، سهل العبارة، لطيف المعاني إذا كتب الشعر في الخمر والمجون والحب، ولكنه وعر اللفظة غريب العبارة، معقّد المعاني إذا كتب في غير ذلك. ونعلم أنه كان يلجأ إلى هذا النوع من الشعر الخشن الوعر، لكي يثبت أنه على معرفة باللغة لا يسهل أن يجاريه فيها الآخرون، وأنه جدير بأن يُسْتَشْهد بشعره بين أكبر الشعراء. وأرجوزته الرائية المتقدمة واحدة من هذه القصائد الموغلة في الصعوبة، بألفاظها وتراكيبها ومعانيها.
هذه الأرجوزة الطويلة المتقعرة في ألفاظها وتراكيبها تَصَدَّى لها العالم النحوي أبو الفتح عثمان ابن جني، فشرح غامض ألفاظها ومعانيها، وأعربها لكي يقرّبها إلى أفهام الدارسين، ثم قام الأستاذ الشيخ محمد بهجة الأثري، عضو المجمع العراقي العلمي ومجامع اللغة العربية الأخرى، بتحقيق شرح ابن جني، وتعليق الحواشي والتعريفات الوافية عليه؛ وظهر التحقيق في منشورات مجمع اللغة العربية في دمشق، في طبعة أولى، ثم أعيد طبعه ثانية عام 1979.
بدأ المحقق بكلمة يعرّف بها الكتاب والأرجوزة. ويقول في الأرجوزة إن "الشاعر آثر فيها التغريب وجاوز فيه الحد" (ص3). ويضيف أن "أبا نواس في هذا النوع من شعره، الذي توفر فيه على الجدّ الصرف، كان يتعمّد هذا المنحى الإعرابي الخالص تعمداً، ليلفت علماء اللغة إليه فيحفلوا به، أو ليظهر لجماهير الأدباء اقتداره البالغ على مجاراة شعراء العرب الأولين، وأنه لا ينزل عن طبقتهم، إن لم يكن فوقهم طبقة، إلى جانب تجديده في اللغة والأسلوب، والأغراض والمعاني في شعره الحضري" (ص4).
ثم يضيف أيضاً أن "محصول أبي نواس من اللغة العربية ... قد بلغ مبلغاً بَهَرَ الفحول، من أمثال أبي عبيدة، والأصمعي، وأبي عمرو، وأرضى أنصار الغريب والمشغوفين به، حتى همّ بعض أئمة اللغة أن يحتجوا بشعره في كتاب الله، تبارك وتعالى، وفي حديث الرسول، عليه الصلاة والسلام، لولا ما كان يخلط شعره من الخلاعة" (ص5).
ثم يذكر المحقق أن ابن جني قد استجاب لطلب بعض أصحابه من شداة اللغة في بغداد، فوضع له هذا الكتاب ليفسّر له هذا الشعر الغريب، ويقول: "إن ابن جني قد سجَّل به مرحلة جديدة في كتابة شروح الأشعار القديمة والمحدثة، وتطويرها بالانتقال بها من طور الوقوف عند تفسير الغريب، وتدوين اختلاف الروايات، إلى طور التوسّع في هذا التفسير، وتشقيق الكلام في فنون شتى من المعارف اللغوية والأدبية وغيرها" (ص8).
ثم يورد ما قاله ابن جني نفسه في خاتمة كتابه حول ما قام به من عمل في شرح الأرجوزة النواسية، وهو: "وما رأيت أحداً من أصحابنا نشط لتعريب شعر محدث على هذه الطريقة، لأن تفسير هذه القصيدة قد اشتمل على: لغة، وإعراب، وشعر، ومعنى، ونظير، وعروض، وتصريف، واشتقاق، وشيء من علم القوافي" (ص8).
هذا فعلاً ما قام به ابن جني في تفسير الأرجوزة؛ وهو جهد موسع إلى حد كبير، يشمل جميع الجوانب اللغوية والأدبية من العمل المشروح. وما كان يمكن أن يقوم بمثل هذا العمل إلا رجل له مثل علم ابن جني في اللغة، وقواعد صرفها ونحوها، وبلاغتها وعروضها، وما إلى ذلك.
وإذا كان ابن جني قد بذل كل هذا الجهد الموسع في شرح الأرجوزة النواسية، فإن الأستاذ الأثري قد بذل كذلك جهداً كبيراً موسّعاً في تحقيق كتاب ابن جني، وأضاف إليه إضافات كثيرة، بالغة الأهمية، تجعل من الكتاب المحقق عملاً كامل الجوانب، بالدراسة الجادة المتعمقة في بحث المراجع، وتدقيق الأصول، والتثبت من صحة الكلام المنقول عن المخطوطتين المعتمدتين للتحقيق، ومن نسبة الأمثلة والشواهد الشعرية إلى أصحابها. وهو يتحدث عما قام به من جهد في تحقيقه فيقول: "لقد فسّرتُ ما أهمل ابن جني تفسيره، أو جمجم في كشف غامضه، أو أوجز عبارته فأخلَّ بمراده؛ ورقمت الآيات، وخرجت الأحاديث، وتقصيت الشواهد الشعرية المستفيضة فيه شاهداً شاهداً، فذكرت مصادر روايتها، ونسبت ما لم ينسبه ابن جني إلى قائله، وأتممت الأشطار، وترجمت لكل من ذكر فيه من الأعلام ترجمات مختصرة، ودللت على كثير من مراجعها، وفسّرت ما لا بد من تفسيره من غريب هذه الشواهد وغيرها من أمثال وردت في هذا الكتاب، ونبهت على ما وقع لبعض المعلقين من المعاصرين على ديوان أبي نواس من تخليط في شرح هذه الأرجوزة، دفعاً للاغترار به وتوهّم صحته" (ص16).
ولم يكتف المحقق بذلك، بل عمد إلى كتابة فصل مطول في التعريف بالفضل بن الربيع، وفصل آخر ضافٍ عن حياة أبي نواس وشعره. وقد جاء الفصل الذي كتبه عن الفضل بن الربيع في ثلاثين صفحة من الكتاب (من ص22 إلى ص51)، والفصل الذي كتبه عن أبي نواس في عشرين صفحة (من 52 إلى 71). ولقد اهتم المحقق بالجوانب اللغوية عامة عند أبي نواس وأفاض فيها، وبيَّن أن أبا نواس برز فيها جميعاً، وكان من أهم رواة الشعر، والمجون، والمُلَح؛ حتى لقد كان يروى دواوين ستين امرأة، وحتى صار- كما يقول المحقق- أغزر الناس حفظاً؛ فكان أهل كل علم وفن يقولون إن أبا نواس أعلم الناس بعلمهم وفنهم. لكنه غلب عليه الشعر فأخذ فيه وبرز على الأقران، وترك ما عداه، فَنُسِيَت حظوظه في العلم، ولم يُذْكر إلا شاعراً (ص58).
ومثلما تحدث المحقق فأفاض عن صلة الفضل بن الربيع بهارون الرشيد، كذلك أفاض في الحديث عن صلة أبي نواس بالرشيد والأمين، وكذلك بالفضل بن الربيع.
ثم كَتَبَ فصلاً ثالثاً مطولاً عن ابن جني، جاء في إحدى عشرة صفحة من الكتاب؛ فأشار إلى أصله الرومي، وإلى أن والده "جني" كان عبداً مملوكاً لسليمان بن أحمد الأزدي، وزير شرف الدولة قرواش، أمير بني عقيل وصاحب الموصل. ثم أفاض في الحديث عن صلته بالعلماء والأدباء والشعراء في زمانه، ولا سيما بأبي علي الفارسي، النحوي المشهور، وعنه أخذ علم النحو، حتى إذا توفي أبو علي الفارسي تصدَّر ابن جني مكانه ببغداد (ص75)، وصار الناس يأخذون عنه كما كانوا يأخذون عن أبي علي قبله. وقد وَفَّى المحقق الكلام على ابن جني، ومؤلفاته، وعلمه، وفضله.
هذه الدراسات الثلاث الوافيات، اللواتي وضعهن المحقق الأستاذ الأثري في القسم الأول من الكتاب، هي في الواقع جهد علمي مشكور وجدير بالتقدير، لأنها تضيف إلى عمل ابن جني عملاً آخر يكمله، ويجعله عملاً جديراً بالاقتناء المرجعي الوافي، وحريَّاً بالحفاوة. غير أن هذه الدراسات تظل نصف الجهد الذي قدَّمه المحقق، وأما النصف الثاني فهو الحواشي التي علقها على الكتاب في نصه، فشرح فيها الكثير مما يحتاج إلى شرح، سواء من الألفاظ الصعبة، أم من التعريف بالأعلام الواردة أسماؤهم في النص، أم من الأبيات الشعرية الغامضة؛ وفي بعض هذه الحواشي تصويب لما يحتاج إلى تصويب من الألفاظ والتعابير التي تختلف بين المخطوطتين اللتين اعتمد عليهما المحقق، أو في المصادر المختلفة التي رجع إليها، وما إلى ذلك من عمل المحقق، الذي برهن على فطنة ودقة علمية بالغة، وأكثر من ذلك، على إخلاص للعلم، وحرص على أن يكون العمل المحقَّق وافياً من كل جوانبه. فلكي يستوثق المحقق من صحة ما ورد في المخطوطتين، كان لا بد له من الرجوع إلى عشرات المصادر الأخرى، ويبيّن اختلاف الروايات، أو توافقها، فيها، ثم يبدي رأيه في ما يراه أكثر صواباً من بينها.

ثم تجيء بعد ذلك الملاحق، وتبدأ بـ"المستدركات"، ثم تصويب الأخطاء، ثم الفهرست العام، ثم ثبت بمعاني المفردات الصعبة مرتب ترتيباً هجائياً، ويقع في الصفحات 229 إلى 246، ثم فهرس المسائل، ويشمل:
1- مسائل علم العربية: النحو، والصرف، والاشتقاق.
2- مسائل العروض والقافية.
3- مسائل البيان.
4- مسائل فقهية.
يلي ذلك ثبت بالآيات الكريمة الواردة في الكتاب، فالأحاديث، فالأمثال، فالأشعار، مرتبة كلها ترتيباً هجائياً في تسع عشرة صفحة، فالأعلام، فالأمم والقبائل والأُسَر والمذاهب، فالبلدان والأمكنة والبقاع. يلي ذلك ثبت بمراجع التحقيق والمقدمة والتعليق، مرتب ترتيباً هجائياً في تسع صفحات ينتهي بها الكتاب.
هذا في ما يتعلق بعمل المحقق.
أما ما عمله ابن جني فإنه يشرحه بنفسه في بداية شرحه للأرجوزة النواسية إذ يقول:
" قال الشيخ أبو الفتح عثمان بن جني، رضي الله عنه: "سألتَ – أعزَّك الله- أن أعرب لك أرجوزة أبي نواس التي أولها: "وبلدةٍ ٌ فيها زَوَرْ"، وأن أشبع الكلام، وأن أفسر ما فيها من معنى ولغة وإعراب، وأورد في ذلك النظائر. وأنا أنتهي إلى ما سألت، بادئاً في ذلك بقضاء حق مودتك، وجارياً على الرسم فيما أدى إلى محبتك، ومغتنماً فائدة الناظر فيها، والمتصفح إن كان أهل ذلك، وواهباً ما يتحصل من الفائدة لغير المستحق لها، ومبيناً لك ذلك شيئاً فشيئاً. والله أسأل، وعليه أتوكل، وبه الثقة" (ص1 من النص).
فهو إذن يفسِّر ما في الأرجوزة من معنى، ومن لغة، ومن إعراب، ويورد في ذلك النظائر، كما يقول. وإذا كان قد جمع خلاصة عمله في هذا العدد القليل من الألفاظ، فإن العمل نفسه ليس بالشيء القليل، ولا الهين الذي يستطيع أن يتصدّى له من يشاء، بل هو عمل يتطلب علماً، وإحاطة، وتعمقاً في اللغة بكل جوانبها، وبالشعر وأصوله وقواعده، كما يتطلب ذوقاً ومقدرة، واطلاعاً واسعاً. ومَنْ أقدر من أبي الفتح بن جني على ركوب هذا المركب العسير؟.
وفي ما يلي أقدم مثالاً من عمل ابن جني، من بداية شرحه للأرجوزة، حيث يقول:
"هذه الأرجوزة من الضرب الخامس من الرجز، ووزنها من العروض "مستفعلن مستفعلن"، إلا أن الزحاف يدركها، فيجوز في مستفعلن "مفاعلن، ومفتعلن، وفعلتن"، وبيتها في كتاب العروض: "يا ليتني فيها جَذَع". وهذا الضرب يقال له "المنهوك"، وكأن الخليل بن أحمد، رحمه الله، إنما اشتق هذا الاسم من قول العرب: "نهكته الحمى"، إذا أنحفته وأذابته. فكأن الرجز، لما كان أصله ستة أجزاء، كل جزء منها "مستفعلن"، ثم لحق البيت ما لحقه من النقص، فأضافه إلى جزءين، صار حكمه في ذلك حكم من نهكته الحمى وتخوَّنت جسمه ..." (ص4-7).
ولم يكتف ابن جني بكل هذه الفوائد الشعرية والعروضية، بل استمر في هذا الشرح حتى ملأ صفحة أخرى من الكتاب. حتى إذا انتهى من الشرح العروضي للرجز، ولهذه الأرجوزة النواسية، مضى إلى التعريف بأبي نواس، صاحب الأرجوزة، بثمانية أسطر من الصفحة (8-9)، وبعد ذلك أورد البيت الأول من الأرجوزة، وهو:

وَبَلْدَةٍ ٌ فيها زَوَرْ
صَعْراءَ، تُخْطَى في صَعَرْ



وبدأ بشرحه على الوجه التالي:
"قوله: "وبلدة"، قيل في هذه الواو قولان: أحدهما أنها للعطف، والآخر أنها عوض عن (رب)، فكأنهم إنما هربوا من أن يجعلوها عاطفة لأنها في أول القصيدة، وأول الكلام لا يعطف. ولا يمتنع العطف على ما تقدم من الحديث والقصص، فكأنه كان في حديث، ثم قال: "وبلدة"، فكأنه وَكَلَ الكلام إلى الدلالة في الحال. ونظير هذا قوله تعالى: "إنّا أنزلناه في ليلة القَدْر"، وإن لم يَجْرِ ذكر للقرآن. وكذلك قوله تعالى: "حتى توارت بالحجاب"، يعني الشمس، فأضمرها وإن لم يَجْرِ لها ذكر. وهذا في كلام العرب واسع فاشٍ" (ص10- 12).
بعد الفائدة العروضية جاء شرح الفائدة النحوية، ثم تلا ذلك بفائدة ثالثة تتعلق بالصرف، ومعاني الألفاظ، فقال:
"وجمع بلدة: بلاد. ونظيره: صحفة وصحاف، وقصعة وقصاع. ويجوز أن يكون (البلاد) جمع (بلد)، نحو: جَبَل وجِبَال، وجَمَل وجِمَال.
"والزَّوَر: الاعوجاج: ومنه شهادة الزور، المعدولة عن جهتها ...، ومنه: "قوس زوراء"، وهي المعوجّة. قال امرؤ القيس:



عارض زوراءَ من نَشَم
غير باناةٍ على وَتَرِهْ





"قال عنترة:

فازوَرَّ مِن وَقْعِ القنا بِلَبَانِه
وشكا إلى بِعَبْرَةٍ وَتَهَمْهُمِ



يصف الفرس أنه مال عن الطعن".
هذا نموذج من عمل ابن جني، يجمع بين الفوائد العروضية، والنحوية، والصرفية، ومعاني الألفاظ. وهو يتمثل لذلك بشواهد من الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة، والشعر العربي القديم، وأمثال العرب، وكلامهم. وهو إذ يفعل ذلك، إنما يدلّ على غزارة علم، ورجاحة رأي، وعلى طول باع في علوم اللغة وآدابها.
وإذا كان هذا شأن ابن جني، وهذا جهده العلمي في هذا الكتاب، فقد أتيح له من يكمل جهده، ويضيف إليه جهداً مثله قيمة وأهمية، ويجعله أكثر نفعاً وأعم فائدة، وهو محقق الكتاب، الأستاذ الشيخ محمد بهجة الأثري، جزاه الله خيراً.





عيسى الناعوري

..........................

التحميل

تفسير أرجوزة أبي نواس في تقريظ الفضل بن الربيع وزير الرشيد والأمين
صنعة : أبي الفتح عثمان بن جني
تحقيق : محمد بهجة الأثري
مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق
الطبعة الثانية

https://archive.org/details/lis00095

[ المصدر : مدونة لسان العرب ]