المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع للنقاش ( العذر بالجهل في الشرك الأكبر ) .



أهــل الحـديث
11-01-2014, 02:10 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



موضوع ( العذر بالجهل في الشرك الأكبر ) موضوع خطير
فهو ليس خاص بـهؤلاء ( الجهال ) الذين يفعلون الشرك جهلاً وحسب
بل من لم يكفرهم حكمه حكمهم حيث أنه لم يكفر الكافر ورد أيات الله البينات الواضحات
لذا أردنا ان نستفيد بعلمكم ونطرح هذا الموضوع للنقاش
ومن الهدى وإتباع الحق أن لا نناقش المسألة إلا من الكتاب والسنة فكلام العلماء يستأنس به
والله عز وجل لم يتعهد بحفظ كلام الرجال
وإنما تعهد بحفظ الذكر ( الكتاب والسنة )
وكلام العلماء سيناقش أيضاً ولكن في حينه
حيث لا يستقيم عند عاقل أن يكون الإستدلال من كلام العلماء ابتداءاً
فالله عز وجل لن يسألنا يوم القيامة لماذا لم تقرأ مجموع الفتاوى أو لماذا لم تقرأ كشف الشبهات وغيره
فحجة الله تعالى على خلقه الكتاب والسنة
ونحن نفهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة
لكن قضيتنا في أصل الدين
وأصل الدين محكم واضح بيّن لا لبس فيه
فالإكراه : مثلاً كعذر معتبر قد يُعرف بالعقل لإن الإنسان له طاقة فإذا إستفرغ الإنسان طاقته بسبب العذاب أصبح كالألة لا يتحكم في إرادته
ومع ذلك حين جعل الله ( الإكراه ) عذر معتبر بيّن ذلك في أية محكمة لا يختلف اثنين في فهم أن الإكراه عذر معتبر شرعاً
فأقول وبالله التوفيق
لا يوجد عذر في دين الله تعالى في ( الشرك الأكبر ) إلا في حالتين فقط
1- الإكراه
الدليل قوله تعالى :
" مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ " النحل
2- إنتفاء قصد الفعل ( دون إختيار وأرادة ) .
الدليل
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ ، فَلَاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ ، فَأَيِسَ مِنْهَا ، فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ ، إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا " ، ثُمَّ قَالَ : " مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ " .
لاشك أن هذه المقولة (( اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ )) هي من أسنع الأقوال بل هي أشنع من قول فرعون (( ما علمت لكم من اله غيري )) وقوله (( أنا ربكم الأعلى )) .
لكن لما إنتفى عن الرجل قصد الفعل عذره الله تعالى
فالرجل تلعثم من شدة الفرح فخرجت كلمات من فمه دون أن يختارها ويقصدها وقصد غيرها
هذين هما العذرين في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
ومن أراد أن يعذر الجاهل أو المتأول فليأتنا بأية محكمة أو حديث محكم
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل