تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلةُ دحضِ شبهاتِ الأشاعرةِ وغيرهمُ من أهلِ الكلامِ



أهــل الحـديث
10-01-2014, 11:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:-
الشبهة الاولى:-
من عقيدة المسلم التي دلت عليها الفطرة والعقل والنقل أن ربنا سبحانه بائن من خلقه مستوىٍ على عرشه فلو سألت الطفل الصغير أين الله لأشار بيده أن فوق......
والنصوص متوافرة كثيرة في هذا المقام وعلى سبيل المثال (سبح اسم ربك الأعلى) وقال{ إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي }(آل عمران: 55 ) وقال تعالى: { بل رفعه الله إليه }(النساء: 158) وغيرها عشرات النصوص الصريحة ومن أهل العلم من قال هي فوق الألف نص من الكتاب والسنة.......................
*يقول لك الأشعري : إن خالق الزمان والمكان تنزه عن الزمان والمكان!!!!
معنى هذه الشبهة كالآتي : الله تعالى موجود قبل ان يوجد مكان من الأمكنة فهو خالق الأمكنة والأزمنة فكيف تسألون عن ربكم بأين؟؟؟؟
الجواب عن الشبهة كالآتي:-
*أولاً:كلمة المكان هذه مبتدعة محدثة لم ترد نسبتها الى الله أو نفيها عنه في الكتاب والسنة ونحن لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه او وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم فلا نثبت المكان لله ولا ننفيه عنه بل ولا نتكلم عنه أصلاً مع إقرارنا بأنه كان الله ولم يكن شئ معه!!!......... قال سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ(1) " لَوْ سُئِلْتُ أَيْنَ اللَّهُ؟ لَقُلْتُ فِي السَّمَاءِ، فَإِنْ قَالَ فَأَيْنَ كَانَ عَرْشُهُ قَبْلَ السَّمَاءِ؟ لَقُلْتُ عَلَى الْمَاءِ، فَإِنْ قَالَ: فَأَيْنَ كَانَ عَرْشُهُ قَبْلَ الْمَاءِ؟ لَقُلْتُ لَا أَعْلَمُ " قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ(2): وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ}(3).
*ثانياً:لم يقل أحدٌ من اهل السنة أن الله داخل المكان الفلاني!!! إنما قالوا كما قالت الجارية واقرها النبي صلى الله عليه وسلم(4) ((الله في السماء)) ومعنى السماء=العلو المطلق=الفوقية وليس المعنى داخل السماء كما يفهمه أهل الكلام تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا وأهل الكلام مع كثرة كلامهم عندهم جهلٌ بلغة العرب فإن الحرف -في- يأتي بمعنى -على- كما قال تعالى ((وهي تجري بهم في موج كالجبال)) فلا يقول عاقل أن سفينة نوح عليه السلام كانت غوّاصة بحرية!!!.
-------------------------------------
(1) نقلته من كتاب خلق أفعال العباد للبخاري رحمه الله.
(2)هو الإمام محمد بن اسماعيل البخاري صاحب الصحيح.
(3)قول الإمام سليمان هذا استنبطه من حديث رواه الدارمي في -الرد على الجهمية- وكذلك رواه ابن خزيمة في التوحيد وغيرهم: عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «مَا بَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَالَّتِي تَلِيهَا مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَبَيْنَ كُلِّ سَمَاءَيْنِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَبَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَبَيْنَ الْكُرْسِيِّ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، وَبَيْنَ الْكُرْسِيِّ إِلَى الْمَاءِ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، وَالْعَرْشُ عَلَى الْمَاءِ، وَاللَّهُ تَعَالَى فَوْقَ الْعَرْشِ، وَهُوَ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ» فهذا الحديث موقوف على ابن مسعود وله حكم الرفع قطعاً لأن هذا الكلام لا يُقال بالرأي وإسناده صحيح كالشمس الصافية.
(4)رواه مسلم في صحيحه رقم 33 وهو في موطأ مالك ومصنف ابن أبي شيبة وغيرهم.