أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


هذه مجموعة دروس كتبتها لنفسي ثم اردت ان اشارككم بها وهي ليس حرفية بالكامل وما تحته خط لم افهمه جيدا ولم التزم بهذا الشرط



لماذا اخترت كتاب دلائل الإعجاز، ولماذا احرص على اقرأه على الباحثين من طلاب الدراسات العليا هنا في القاهرة، وفي كل جامعة اشتغلت بها لماذا؟.
الكتب نوعان: كتب أسست المعرفة وأنتجت المعرفة، وكتب لخصت وحررت ودققت. والكتب التي لخصت وحررت ودققت، كتب جليلة جدا، وحملت إلينا العلم ويسرته لطالب العلم، وهي رائعة ورائعة جدا. أما الكتب التي أسست المعرفة، مثل كتاب دلائل الإعجاز، مثل كتاب سيبويه. هذه الكتب التي بنت علما، بنت معرفة، أنتجت معرفة. فمن الواجب جدا على الباحث الذي في طريق البحث العلمي، ومحب للمعرفة، ومحب للعلم، أن يكون اطلاعه على هذه الكبت تباعا دائما وكثيرا، لأنها تعلمه علما... وهو علم صناعة العلم، وهو علم صناعة المعرفة، علم إنتاج المعرفة، ولن يكون الباحث باحثا جيدا إلا إذا كان له رؤية لهذا الحقل مهم جدا تحصيل العلم، واهم من تحصيل العلم، أو بدرجة تحصيل العلم, مسالة كيف أنتج العلم من أنتجه. جبريل عليه السلام مكانش ....القران الكريم، ولم يقذف الله في روع محمد إلا معاني القران الكريم أما بقية هذه العلوم التي حول الكتاب والسنة، والتي تعتبر علوم الأمة الأساسية فهذه أنتجها علمائنا، كيف أنتجها هؤلاء العلماء؟ هذا هو الذي جعلني دائما احرص على أن اقرأ كتاب دلائل الإعجاز مع طلاب العلم, لان كل ما في كتاب دلائل الإعجاز لم يُسبق عبد القاهر الجرجاني إلا بكلام كما قال هو كلام غامض شديد الغموض كالرمز والإيماء والإشارة في الخفاء. فكيف استخرج من هذه الرموز وهذه الإشارات هذا العلم الجليل الذي وضعه في هذا الكتاب الذي هو دلائل الإعجاز ومن المفيد أيضا أن أقول أن هذا الكتاب الذي اسمه دلائل الإعجاز والذي دأب عبد القاهر ليكشف به حقيقة الإعجاز، ويبّين به وجه المعجزة كما سأبين بعد ذلك، هذا الكتاب سماه هو دلائل الإعجاز, واجتهد في أن يكون دليل الإعجاز, ثم شاءت المقادير أن يكون كل ما في هذا الكتاب هو العلم المسمى بيننا علم المعاني, الذي هو أصل علوم البلاغة الثلاثة، وهو الذي تحت اسم دلائل الإعجاز وآلة دلائل الإعجاز، آلة هذه المادة العلمية التي هي هذا الكتاب والتي تحت العنوان إلى علم المعاني الذي هو أصل علوم البلاغة الثلاث.
مهم جدا إنني أقرا مقدمات الكتب، ومداخل الكتب لأبين هواجس المؤلف, ودوافع المؤلف والغريب إن عبد القاهر كتب في دلائل الإعجاز، مدخل, ومقدمة. ولم يكن هذا معروفا بين المؤلفين وهو حتى في كتاب أسرار البلاغة كتب مقدمة إنما هنا كتب مدخل وكتب مقدمة فلماذا كتب المدخل ولماذا كتب المقدمة, أما المقدمة فلا يسال عن سببها لان من الطبيعي أن يقدم الناس لكتبهم, إنما كتب المدخل؟ نجيب هنا على هذا السؤال ما في المدخل من المادة العلمية, وما في المدخل من إشارة إلى التجربة العقلية الخصبة التي عاشها عبد القاهر الجرجاني في السطور الأولى من المدخل يقول وصلت باخرى ( قال د باخرى معناها بآخر العمر) إلى كلام،_ يجب أن يقرا ويجب أن يفهم_ وصلت باخرى، وفي صفحة 34 من الكتاب يقول:"ولم أزل منذ خدمت العلم انظر فيما قاله العلماء في البلاغة والفصاحة". وارد بذلك البلاغة التي ... في إعجاز القران الكريم. أنا كدارس وكقارئ لا بد أن التفت إلى أن من أول حياته, منذ طلبت العلم وأنا اراجع ما قاله الناس في البلاغة والفصاحة, ثم يقول:" وصلت باخرة إلى كلام" الذي كتبته في هذا الكتاب. معنى هذا أن قضية الإعجاز البلاغي ومعرفة كل البلاغة المعجزة في الكتاب العزيز قضية عاشها الرجل منذ صباه, منذ بدا طلب العلم," منذ طلبت العلم ثم وصلت في نهاية المطاف إلى كذا وكذا". شي عجيب جدا إني أرى في قصة العالم وفي حياة العالم, أن يعاش عمره كله يبحث عن شيء،_ عاش حياته كلها منقطعا للبحث عن شيء_ هو الشيء الذي تجدد في القران وفي القران وأصبح القران فيه معجزة. كأنه في هذا المدخل عندما قال:" وصلت باخرة", وبالمناسبة كتاب دلائل الإعجاز مات عبد القادر وهو لم يراجعه المراجعة النهائية. لان محقق الكتاب المطبوع محمود شاكر ذكر أن النسخة التي بين يديه التي حقق عليها الكتاب, هي نسخة عبد القادر, وذكر أن عبد القادر له هوامش على هذه النسخة وهذه الهوامش في الأصل أن تدخل في الصلب، ولكنه مات قبل أن يدخلها في الصلب، يعني "وصلت باخرة" انكشفت له الحقيقة وهو على حافة القبر وهو مشغول بالقضية. منذ بدا الطلب يبحث عن ماذا كما ذكر في المدخل يبحث عن الشيء المستخرج في كلام العرب وهو قائم في الكتاب العزيز وبه كان الكتاب العزيز قاطعا للإطماع وكان حجة للنبي صلى الله عليه وسلم. والإعجاز والقران, الإعجاز بأقصر سورة من سور القران كقلب العصا حية, كمعجزة موسى عليه السلام قلب العصا حية. وان يخرج يده من جبيه فإذا هي بيضاء للناظرين، وكمعجزة عيسى عليه السلام أن يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله. الأمر المعجز الأمر الذي لا يدخل في طور البشر. فما هو الشيء الذي تجدد في القران، وصار به القران آية النبي وحجة النبي. إذن القضية التي عاش وذكر في المدخل أن النحو الذي هو علاقة الكلام، الكلمات بعضها ببعض وروابط اللغة بعضها بعض ملخصة كذا وكذا لخص النحو الذي هو بحر لا ساحل له في صفحتين. أنا كباحث اعر ف أن العالم لا يلخص علما متسعا كهذا العلم, إلا إذا كان العلم في قبضة يده. إلا إذا كان ممسكا بأوله وآخرة. لأنه لا يلخص المعرفة إلا المستوعب لها استيعابا كاملا, وهذا شيء جائز. وإنما المهم انه قال:" إن النحو موجود بروابط... يعني النحو في ذهنك لا بد أن يكون.. العلاقات التي بين الكلمات الروابط التي بين الكلمات، وهذه الروابط التي بين الكلمات هي التي نحررها نحن, أفكارنا ومذاهبنا وكلامنا واهتماماتنا إلى آخره. قال:" هذا النحو قائم في الكلام كله على الصحة والإتمام هكذا هو في منظوم العرب ومنثو هم وهكذا هو في الكلام الجيد وفي الكلام الأجوف, وهكذا هو في البقرة وشعر العرب," إذن النحو يستبعد من أن يكون له صلة بالذي اعجز والذي كان القران ولم يكن....
بأي شيء اعجز الكتاب؟ هذا هو السؤال الذي طرحه عبد القادر على نفسه من أول طلب العلم وأجاب عنه بأخرة بهذا الكتاب, و مات قبل أن يراجعه المرجعة الأخيرة. من المفيد أن أنبه أن هذا السؤال نفسه, هو أي شيء في الكتاب اعجز القران؟ طرحه الخطابي على نفسه قبل عبد القاهر. الخطابي في القرن الثاني, وعبد القادر في نهاية القرن الخامس، بينهما قرنين من الزمن. أي شي في الكتاب العزيز صار به معجزا, والإجابة مختلفة اختلافا شديدا جدا. يعني عبد القادر لم يكتفي بطرح الخطابي للسؤال, ولم يأخذ جواب الخطابي للسؤال, وإنما بحث هو.

الباحث الجيد, أنا أقرا هذا كله لأتعلم منه في بداية حياتي في البحث كيف ابحث. أمامه الخطابي, والخطابي ملوش هين، صاحب غريب الحديث وصاحب معالم السنن. الخطابي قيمة وقامة لا تقل عن قامة الجرجاني, ولكن عبد القاهر ترك له جوابه وبحث هو عن جواب آخر. حين يردد بعضنا كلام بعض فلا جديد. إنما حين يحاول كل واحد منا أن يتخذ بعقله وبفكره وبجده مثقال ذرة, في حركة, في سعي, في عطاء, مثقال ذرة، مثقال ذرة. زي ما كان الجاحظ يقول لو قيل لك أن الناس حفروا في هذا المكان ولم يلقوا شيئا, حاول أن تجد أنت فيه مثقال ذرة, لأنك لو وجدت فيه مثقال ذرة تكون قد وجدت فيه شيئا ... إيه جواب الخطابي الذي لم يأخذ به عبد القادر الجرجاني, وإيه جواب عبد القاهر؟.
الخطابي, المعاناة في قضية واحدة,عقلان يعانيان مشكلة واحدة, ويبحثان عن وجواب لهذه المشكلة, ولسان العرب المبين. ولكن الغريب الذي أدهشهم أن الكلمات التي بين الدفتين هي كلمات العرب, وان الروابط والعلاقات التي بها تفيد اللغة يعني كلمات اللغة المفردة لا قيمة لها. إنما تكون اللغة ذات قيمة حين اربط الكلمات بعضها بعض, واحملها فكرتي وتصل إليك فكرتي من خلال هذه الروابط. فما هو الذي انتهى إليه الخطابي, حقيقة الخطابي انتهى إلى شيء نفيس جدا, ووضع خيط تاه الخيط من أيدينا. إيه وضع كلمة لم اقرأها لأحد غيركم قال نبحث عن البلاغة الخاصة بالقران, نبحث_ لأنه هو يستعرض ما قاله العلماء قبله في القضية قال كلام مهم جدا،_ قال لقد أكثر الناس في الحديث عن الإعجاز وما صدروا عن ري_، يعني لم يصلوا على شيء يشفي الغليل ويروي. ثم ذكر آرائهم في الإعجاز ... وكذا وكذا ثم وقف عند البلاغة وقال هو القران معجز ببلاغته, وإذا طلب منهم وصف هذه البلاغة اضطربوا وارتبكوا ولم يقولوا كلاما مقنعا. يقول ... نحن ليس بأيدينا من كتب الإعجاز إلا كتب قليلة ، كتب الخطابي كتب الباقلاني,كتب ... بعدين بعدين كتب الإفراد بتاع السيوطي, أشياء كلها معدودة, إنما يبدو انه كان بأيديهم في ذلك الزمن وقبل أن تضيع كتب الأمة كان بين أيديهم كتب. فكرة البلاغة الخاصة بالقران تتبعتها في كلام الخطابي, فوجدت أن الخطابي يبحث دون أن يصرح, يبحث في الكتاب العزيز عن آثار النفس الإنسانية فلا يجد يعني إيه يبحث عن آثار النفس الإنسانية. كل ما يصدر عن الإنسان هو مطبوع بطابع هذه النفس, وهذه النفس هي يعتريها الخطوب, ويعتريها الاختلال ولذلك ما يصدر عنها لا يأتي على خط بيان واحد. وإنما يعلوا ويهبط. ما من شاعر إلا وله فترة ضعف تطرأ على شعره, وأنا, وأنا أتكلم. وأنت, وأنت تتكلم, كلنا يعاني هذا ولكن لاحظ أن هذه الفترة التي تجعل الكلام مختلا ليست في الكتاب العزيز. وبعد الخطابي رجع الناس في تفسيرإلى قوله تعالى :"ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا". وفسروا الاختلاف الكثير بتلون الأساليب واختلافها من القوة إلى الضعف، وسلكوا هذا الطريق, أن كل ما يصدروا عن الإنسان تتجسد فيه نفس الإنسان. استطيع أن أرى النابغة نفسه ونزعاته وشهواته واهتماماته وخيره وشره في ديوانه. استطيع كذلك أن أرى زهير بن أبي سلمه في قيمه وأخلاقه ومحاسنه ومساوئه إلى آخره في ديوانه وهكذا. فوجد أن كل كلام الناس يحمل سمات الناس والقران ليس كذلك وضرب لذلك مثل واحد. كان في غاية التنسيق_ أنا مع الخطابي اللي بقابل عبد القاهر_ ذكر الخطابي_ والخطابي دا من ولد زيد بن الخطاب، عالم جليل فصيح وقرشي رفيع القدر_ قال إن عناصر الكلام ثلاثة, لفظ حامل، معنى به قائم، رباط بينهما واصل. ولو جهزت إلى الكلام وحاولت أن تجد فيه شيئا غير هذه الثلاثة فلن تجد. ليس في الكلام. شيء مدهش العالم نظره نظرة، ويعبر تعبيرا, ويستوفي استيفاء لا تستطيع أن تستدرك عليه شيئا. لفظ حامل معنى به قائم رباط بينهما واصل. وهذه الثلاثة _ الأمر اللإهي الإعجاز_لا توجد في كلام وهي كاملة الكمال إلا في الكتاب بين الدفتين. ما من شاعر إلا وقال ألفاظ كان غيرها أحق بمكانها، ما من شاعر إلا وله تراكيب لو قال كذا بدل كذا لكان أفضل. ما من شاعر إلا وله معان استهلكت. ما من شاعر إلا وله معان .... ليس هناك شاعر صحت ألفاظه كلها، وليس هناك شاعر ولا متكلم صحت تراكيبه كلها. وليس هناك ذو بيان صحت معانيه كلها. العجيب ثلاثة عشرا قرانا والقران يتلى وأعداء الله يترصدونه ويبحثون فيه ويبحثون عن غريبه, لم يقع احد على غريبة لفظة, لم يقع احد على غريزة في صياغه، لم يقع احد على نقيصة في معنى. هذا طريق الخطابي, خلو القران من نفس النفس الإنسانية التي القصور فيها والضعف فيها ضربة لازم. لا كلام في هذا. ...

وتسللت هذه الطريقة تسللت إلى كتب علماء علوم القران. ولم تتسلل إلى كتب البلاغة. طريق المعرفة مهم جدا، بس الناس تشتغل والناس دي مبتدركشي جهودهم, إلا من كد كدهم، وجد جدهم, إنما وأنت نايم لا ما فيش كلام من دا. سيدنا على قال:" لا يبلغ الحق إلا بجد". ولذلك جيل الشباب الذي لم يتدرب على الجد ولم يألف الجد ولم يودع الجد يا ضيعة...
المهم هذه الطريقة تسلسلت إلى علماء علوم القران وساندوها ب" أفلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا". وفسروا الاختلاف الكثير بالذي قلته, التلون، الذي هو مهما اجتهدت في أن لا اضعف, اضعف غصب عني. مهما اجتهدت أنت في أن لا تضعف لا بد أن تضعف.
ثم وجدت هذه النزعة تتسع عند الباقلاني, ووجدت الباقلاني يرفض الاعتراف بأي سر بلاغي يوجد في كلام البشر، يرفض الاعتراف بأي سر بلاغي يوجد في كلام البشر. يعني لا تقل لي أن القران معجز ببديعه لان البديع يوجد في كلام الشعراء, لا تقل لي أن القران معجز بجناسه لان الجناس يوجد في كلام العرب, لا تقل لي أن القرن معجز بأي فن من فنون البلاغة لان كل هذه الفنون في الشعر وفي كلام الناس وما دام يُتعلم فالعلم ... القران. طبعا الباقلاني ليس على صواب فيما ذهب فيه في هذا الكلام ... إنما لما حار عبد القاهر حيذهب ان كلام الباقلاني وكلامه لم يكن دقيقا، مع ان الباقلاني قامة تنازع قامة الخطابي/ الباقلاني شيء مذهل وكتابه في الإعجاز البلاغي كتاب مذهل جدا جدا. ثم لما ابعد هذه الأمور البلاغية عن أن يكون لها مدخل في معرفة الإعجاز حاول_ شيء مذهل_ حاول أن يستخرج هو من الكتاب العزيز عناصر اعجازية وكأنه كان يحاول أن يضع علم إعجاز آخر غير البديع الذي. أراه الله.

حين تجد العالم يكدح ليأتي شيئا جديدا... القصة هي ان يكدح العقل وان يستخرج العقل وان ينتج العقل. ربنا أراد أن الأرض الجرذ يصيبها الماء فتنبت كلا, وعقولنا ليست أسوأ من الأرض الجرد, المهم أننا لما أجد واحد زى الباقلاني يحاول أن يثبت لا ترى العين ولا تسمع الإذن أفضل من عالم يحاول أن يثبت معرفة جديدة.
محاولة الباقلاني كأنها امتداد لمحاولة الخطابي رغم أنه لم يذكر الخطابي ورغم منزعه غير منزع الخطابي. الخطابي كان خطاه بطريقة أكثر علمية .. لا يستطيع احد أن ينازع في هذا هذه العناصر الثلاثة يعني لم تجد صوابها في كلامه إنما حنجد شاعر جيد الألفاظ ولكن ضعيف المعاني, جيد المعاني ولكن ألفاظه تافه إلى آخره. إنما .. ولذلك كلمة الخطابي بالعناصر الثلاثة تلهمني حقيقة مهمة جدا في الإعجاز وهو أن وجه الإعجاز هو الكمال المطلق. لا يوجد هناك كلام يوصف بالكمال المطلق إلا الذي بين الدفتين. وهذا ليس بعيدا لان القران كلام الله والله سبحانه وتعالى موصوف بكل كلام ومنزه عن كل نقص... يعني أنا ممكن جدا جدا انهي قضية الإعجاز بهذا التصور. القران كلام الله, والله سبحانه وتعالى موصوف بكل كمال منزه عن كل نقص....
عبد القاهر لم يسلك هذا الطريق، الأشعري اللي هو الباقلاني والسني اللي هو الخطابي سبقاه بما قال, وتلامحا كلام الخطابي مع كلام الباقلاني. وعبد القاهر أراد أن يكدح وحده وان يطرق الباب وحده وان يفتح الباب وحده....
وأنا طبعا ذكرت الإعجاز والموضوع دا لأنه هو موضوعي ولو ترجع للنحو سيبويه والخليل حتجد كدح فوق هذا الكدح. تقرا رسالة الشافعي تجد شيئا من هذا, تقرا الكتب الأولى التي أسست, ولذلك القرون الثلاثة المفضلة أنا عشت حياتي كلها وأنا افهم إنها مفضلة لان أصحابها لم يلوثوا تدينهم ببدعة، ولأن أصحابها كانوا من اشد الناس محافظة على الكتاب والسنة. كانوا من اشد الناس استجابة لما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم, وده صح ثم فطنت باخرة زي ما قال عبد القاهر علومنا تمت بهذا القرون المفضلة النحو تم على يد الخليل سيبويه واحد مات 175 والثاني ميتين وشوية يعني أول القرن الثالث كان النحو مكتمل. الأئمة الفقهاء الأربعة عاشوا في هذه القرون. فلاحظت أن هذه القرون مفضلة بالعبادة والعمل العلمي, أنا مش حقول بالعبادة والعلم لان العلم عبادة فهم سبقوا بالعبادة, لأنه وضع الفقه عبادة وضع النحو عبادة وهكذا
والجاحظ الذي هو.... الاول بعد عبد القاهر الجرجاني مات في هذه القرون الثلاثة المفضلة
مراحل خصبة ... ولظروف تعليمية ولضر وف كثيرة جدا جدا منها ما نعلم ومنها ما لا نعلم ومنها ما الله به اعلم، جعلت انه إحنا بنعيش على حساب الأشياء الجاهزة. فكر جاهز .. كل شيء جاهز لا ننتفع به على غير أن يكدح. قل هذا في العلم وقل هذا في الطعام والشراب, وقل هذا في كل شان من شئون الحياة, وده خطأ ليس هو الصواب، إنما الصواب أن تشتغل.

عبد القاهر أمامه رجلين لا يقدح احد في مكانتهما، إمام أهل السنة الخطابي، وإمام الأشاعرة الباقلاني. وانتهيا إلى نتائج متقاربة وكان تقارب النتائج ..... وقال أنا وصلت باخرة إلى كلام يجب أن يقرا وكذا وكذا, الذي هو في هذا الكتاب, والذي هو علم المعاني.

أهم النقاط الواردة في المحاضرة

*الكتب نوعان: كتب أسست المعرفة وأنتجت المعرفة، وكتب لخصت وحررت ودققت
_ ولن يكون الباحث باحثا جيدا إلا إذا كان له رؤية لهذا الحقل مهم جدا تحصيل العلم، واهم من تحصيل العلم، أو بدرجة تحصيل العلم, مسالة كيف أنتج العلم من أنتجه
_
لان كل ما في كتاب دلائل الإعجاز لم يُسبق عبد القاهر الجرجاني إلا بكلام كما قال هو كلام غامض شديد الغموض كالرمز والإيماء والإشارة في الخفاء.

_
كل ما في هذا الكتاب هو العلم المسمى بيننا علم المعاني, الذي هو أصل علوم البلاغة الثلاثة.
_
والغريب إن عبد القاهر كتب في دلائل الإعجاز، مدخل, ومقدمة. ولم يكن هذا معروفا بين المؤلفين
_
كتاب دلائل الإعجاز مات عبد القادر وهو لم يراجعه المراجعة النهائية

_ عبد القاهر لخص النحو في صفحتين في المدخل وهذا يعني انه ممسك بهذا العلم الذي هو بحر لا ساحل له بقبضة يمينه.

_" إذن النحو يستبعد من أن يكون له صلة بالذي اعجز والذي كان القران به معجزا
_
بأي شيء اعجز الكتاب؟ هذا هو السؤال الذي طرحه عبد القاهر على نفسه من أول طلب العلم وأجاب عنه بأخرة بهذا الكتاب, و مات قبل أن يراجعه المرجعة الأخيرة

_هذا السؤال نفسه, هو أي شيء في الكتاب اعجز القران؟ طرحه الخطابي على نفسه قبل عبد القاهر. الخطابي في القرن الثاني, وعبد القادر في نهاية القرن الخامس، بينهما قرنين من الزمن. أي شي في الكتاب العزيز صار به معجزا, والإجابة مختلفة اختلافا شديدا جدا. يعني عبد القادر لم يكتفي بطرح الخطابي للسؤال, ولم يأخذ جواب الخطابي للسؤال, وإنما بحث هو

_ولكن الغريب الذي أدهشهم أن الكلمات التي بين الدفتين هي كلمات العرب, وان الروابط والعلاقات التي بها تفيد اللغة، يعني كلمات اللغة المفردة لا قيمة لها. إنما تكون اللغة ذات قيمة حين اربط الكلمات بعضها بعض, واحملها فكرتي وتصل إليك فكرتي من خلال هذه الروابط

_. فكرة البلاغة الخاصة بالقران تتبعتها في كلام الخطابي, فوجدت أن الخطابي يبحث دون أن يصرح, يبحث في الكتاب العزيز عن آثار النفس الإنسانية فلا يجد و آثار النفس الإنسانية هي كل ما يصدر عن الإنسان، هو مطبوع بطابع هذه النفس, وهذه النفس يعتريها الخطوب, ويعتريها الاختلال ولذلك ما يصدر عنها لا يأتي على خط بيان واحد. وإنما يعلوا ويهبط. ما من شاعر إلا وله فترة ضعف تطرأ على شعره, ولكن لاحظ أن هذه الفترة التي تجعل الكلام مختلا ليست في الكتاب العزيز.
_ وبعد الخطابي رجع الناس في التفسير إلى قوله تعالى :"ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا". وفسروا الاختلاف الكثير بتلون الأساليب واختلافها من القوة إلى الضعف

_والخطابي قال: إن عناصر الكلام ثلاثة, لفظ حامل، معنى به قائم، رباط بينهما واصل. ولو جهزت إلى الكلام وحاولت أن تجد فيه شيئا غير هذه الثلاثة فلن تجد
_ هذه الطريقة تسلسلت إلى علماء علوم القران وفسروا" أفلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا". وفسروا الاختلاف الكثير بالذي قلته, التلون.

_ ثم وجدت هذه النزعة تتسع عند الباقلاني, ووجدت الباقلاني يرفض الاعتراف بأي سر بلاغي يوجد في كلام البشر، يعني لا تقل لي أن القران معجز ببديعه لان البديع يوجد في كلام الشعراء, لا تقل لي أن القران معجز بجناسه لان الجناس يوجد في كلام العرب, لا تقل لي أن القرن معجز بأي فن من فنون البلاغة لان كل هذه الفنون في الشعر وفي كلام الناس

_ ثم لما ابعد الباقلاني هذه الأمور البلاغية عن أن يكون لها مدخل في معرفة الإعجاز حاول_ شيء مذهل_ حاول أن يستخرج هو من الكتاب العزيز عناصر اعجازية وكأنه كان يحاول أن يضع علم إعجاز آخر .
_ عبد القاهر أمامه رجلين لا يقدح احد في مكانتهما، إمام أهل السنة الخطابي، وإمام الأشاعرة الباقلاني. وانتهيا إلى نتائج متقاربة, ولكن عبد القاهر سلك طريق غير طريقهما