أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



قوله : { وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } ؛ يعني : وحرم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون؛ فحرام علينا أن نقول على الله ما لا نعلم ، سواء كان في ذاته أو أسمائه أو صفاته أو أفعاله أو أحكامه .
فهذه خمسة أشياء حرمها الله علينا .

وفيها رد على المشركين الذين حرموا ما لم يحرمه الله .
إذا قال قائل : أين الصفة السلبية في هذه الآية ؟
قلنا : هي : { وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } ؛ فالثنتان جميعا من باب الصفات السلبية : { وأن تشركوا } يعني : لا تجعلوا لله شريكا لكماله . { وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } كذلك ؛ لكماله ؛ فإنه من تمام سلطانه أن لا يقول عليه أحد ما لا يعلم .

الفائدة المسلكية من هذه الآية هي أن نتجنب هذه الأشياء الخمسة التي صرح الله تعالى بتحريمها .

وقد قال أهل العلم : إن هذه المحرمات الخمسة مما أجمعت الشرائع على تحريمها .

ويدخل في القول على الله بغير علم تحريف نصوص الكتاب والسنة في الصفات وغيرها ، فإن الإنسان إذا حرف نصوص الصفات ؛ مثل أن يقول : المراد باليدين النعمة فقد قال على الله ما لا يعلم من وجهين :
الوجه الأول : أنه نفى الظاهر بلا علم .
والثاني : أثبت لله خلافه بغير دليل .
فهو يقول : لم يرد الله كذا ، وأراد كذا ، فنقول : هات الدليل على أنه لم يرد كذا ، وعلى أنه أراد كذا ! فإن لم تأت بالدليل ؛ فإنك قد قلت على الله ما لا تعلم .





[ شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين رحمه الله ( 1 / 372 - 373 ) ]