أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


خاطرة في اقتران الصبر بالاستغفار والتسبيح

قال تعالى "فاصبِر إِنَّ وَعدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاستَغفِر لِذَنبِكَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ بِالعَشِىِّ وَالإِبكٰرِ" غافر 55

الصبر يكون بعد المصيبة، والاستغفار يكون بعد الذنب، والتسبيح تنزيه لله وهو مشروع في كل حال ولكنه آكد في حال إساءة العبد مع ربه أو إساءة الظن به. وهنا يمكن أن نرى الارتباط الوثيق بينها فالمصيبة سببها الذنب والذنب سببه جهل العبد بربه. فالصبر علاج المصيبة، والمصيبة سببها الذنوب وعلاجها الاستغفار والذنوب سببها سوء الظن أو الجهل بالله أو مع الله وعلاج ذلك التسبيح.

ويمكن أن نشبه المصيبة بأعراض المرض والصبر بالعلاج لتلك الأعراض، والاستغفار بالوقاية من المرض والتسبيح بتقوية المناعة. فمن داوم على التسبيح في كل وقت عظم الله في نفسه وقويت مناعته للمعصية.

ولطيفة أخرى وهي أن من تقع عليه مصيبة غالباً ما يلوم غيره من الأعداء ونحوهم، ولكن الله تعالى أرشدنا إلى أن نراجع أنفسنا وأن نتفقد قصورنا وتقصيرنا وأن لانسارع في لوم الغير بل لنعلم أن مصيبتنا من أنفسنا وأن سببها ذنوبنا وتقصيرنا. وقد يصاب الإنسان بمصيبة فيسيء الظن بربه، وتوسوس له نفسه قائلة له أين رحمة الله وعفوه؟ فناسب أن يحارب وسوسته بتنزيه ربه وتعظيمه في كل وقت لاسيما عند وقوع المصائب.

ولطيفة أخرى وهي أن الخطاب موجه لأتقى الخلق وأعلم الخلق بالله، محمد،صلى الله عليه وسلم، كي لايحسن أحد الظن بنفسه ويساوره الظن الخاطئ بأنه من العباد الصالحين وأنه قريب من الله فمصائبه من غيره لا من نفسه. فكل عبد فهو مقصر وكل مصيبة إنما هي بسبب ذنوبنا وتقصيرنا ولولا عفو الله ورحمته لم يبق منا على ظهر الأرض أحد.

والله أعلم