يتوارث أبناء عائلة نواه عشق كرة القدم أباً عن جد. حيث كان الجد زاكاري لاعباً محترفاً في ملاعب الساحرة المستديرة، بينما كان يانيك شغوفاً بمشاهدة المباريات رغم احترافه كرة المضرب والغناء والموسيقى بعد ذلك. ويجري حب هذه الرياضة في عروق الحفيد جواكيم أيضاً، حيث يواظب على ممارستها كل صيف، خصوصاً مع صديقه ستيف ناش، ويتابع مبارياتها عبر التلفزيون كلما استطاع بقية السنة.

وضربنا موعداً مع لاعب كرة السلة ووصيف بطل أوروبا 2011 في غرفة ملابس نادي شيكاجو بولز، وتجاذب معه أطراف الحديث بعد هزيمة عريضة، وأتاح له فرصة تغيير الأفكار.



يواكيم أي من اللاعبين تختار للفوز بالكرة الذهبية لهذه السنة؟

يواكيم نواه: زلاتان إبراهيموفيتش، وسيكون اختيار القلب. لأنه في البداية سويدي الأصل، وأنا من عشاق هذا البلد وأبنائه. أضف إلى أنه مفخرة باريس وملعب حديقة الأمراء، ويكن له بقية لاعبي باريس سان جيرمان التقدير والإحترام. إنه لاعب موهوب خارق للعادة والجميع يقدره.


أنت واحد من أنصار باريس سان جيرمان، فهل تتمكن من متابعة المباريات والنتائج بانتظام خلال الموسم؟

لا، يصعب هذا الأمر عندما يعيش المرء في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنني سعيد بوجود زلاتان في باريس. كنت من المتتبعين خلال حقبة جورج وياه وراي وديفيد جينولا ودانييل برافو. وكان ضمن الفريق أيضاً برونو نجوتي والعملاق برنار لاما بطبيعة الحال. كنت أستمتع كثيراً عندما كان يروض الكرة بالقدمين لما يعيدها له المدافعون عوض انتزاعها باليدين. ذلك هو فريقي، وكنت حينها أذهب إلى الملعب كل يوم سبت.


هل تعود أول ذكرياتك مع كرة القدم إلى تلك الحقبة؟

نعم. كنت أرافق أبي إلى حديقة الأمراء عندما كنت صغيراً، وأتذكر كرة على الطائر للاعب أمارا سيمبا، ربما كان ذلك ضد فريق نانت. كان حماسي بعدها كبيراً، فمشاهدة هدف بتلك الطريقة الجميلة في ملعب حديقة الأمراء أمر لا يصدق. كان عمري حينها 7 أو 8 سنوات وأقول مع نفسي الآن "يا سلام، كنت هناك، وشاهدت ذلك الهدف في الملعب."


وما هي أفضل ذكرياتك مع الساحرة المستديرة؟

كان ذلك خلال كأس العالم 1998، ولا أقصد مباريات المنتخب الفرنسي، فقد كنت خلالها في السويد. بيد أنني حضرت المباراة الإفتتاحية بستاد دو فرانس بين البرازيل وإسكتلندا. كنت جالساً إلى جانب 4 إسكتلنديين مرحين وكثيري المزاح، ربما أكثروا ليلتها من الشرب، وكانت الأجواء لا تصدق. كانوا يرتدون الزي الإسكتلندي المسمى الكيلت، وقد أعجبني كثيراً. وكانوا يصرخون كلما قام رونالدو بحركة جملية لكن دون تقليل من الإحترام. لا تحضرني الآن نتيجة تلك المواجهة، لكنني أتذكر أنها كانت مثيرة وأننا جلسنا في المدرج العلوي. الأجواء داخل الملعب وحماس الإسكتلنديين جعلني أعتبرها أفضل مباراة في حياتي. كان أمراً رائعاً. لقد أعجبت بهم كثيراً لدرجة أنني صرت أشجع منتخب بلادهم في نهاية المطاف، مع العلم أنني كنت في البداية مع البرازيل (يضحك).


ما هي بقية الأسماء التي ترشحها بعد زلاتان إذا عدنا بك إلى موضوع الكرة الذهبية؟

أضع ديدييه دروجبا في المركز الثاني، لأنني أحبه كثيراً، وأرشح صامويل إيتو للمركز الثالث لأنه كاميروني.


هل كان من الصعب إيجاد وقت لكرة القدم في شبابك بحكم دراستك ومزاولتك لكرة السلة؟

تصعب مشاهدة المباريات عندما يعيش المرء في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنني كنت أتمكن من ذلك رغم كل شيء. كنت أتابع أهم مباريات باريس سان جيرمان وخصوصاً ضد أولمبيك مرسيليا. وكنت سنة 1993 في ملعب ميونيخ بمناسبة النهائي بين مرسيليا وميلانو، ورافقت حينها والدي. وذهبت إلى ماراكانا لمشاهدة فلامينجو عندما كنت في البرازيل مع شيكاجو بولز، وكانت تجربة رائعة. شاهدت مباريات مهمة، أضف أن أجواء مباريات كرة القدم لا تصدق، ولا يمكن تضييعها. يستطيع حتى من لا يتابع الكرة يومياً ولا يعرف اللاعبين جميعاً الإستمتاع في ملاعب الساحرة المستديرة، في أوروبا أو في البرازيل، وما أعشقه أنا هو الأجواء في أوساط الجماهير.


ختاماً، هل تعتقد أن هناك قواسم مشتركة بين كرة القدم وكرة السلة؟

أنا واثق أن هناك نقاط تشابه فيما يخص التضحيات الضرورية في سبيل الفريق. لقد تحدثت مع والدي في الموضوع، وأعلم أن هناك قواسم مشتركة حتى بين الرياضات الفردية والجماعية.