أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


نقد تحقيق د.شادي آل نعمان لكتاب "تجريد الوافي "

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد...
فقد طبع حديثا كتاب " تجريد الوافي" للحافظ ابن حجر رحمه الله طبعته مؤسسة الريان ببيروت بتحقيق: د.شادي بن محمد بن سالم آل نعمان ، وهو ضمن أعمال حديثية يصدرها مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة بصنعاء، وهذا هو اﻹصدار التاسع لهم وفقهم الله.
وبعد مطالعة مقدمة المحقق ومنهجه في التحقيق تبين لي أنه تصرف في الكتاب بما يخل بمقصود المؤلف!
وبيان ذلك فيما يلي:

أوﻻ: من حيث ضبط النص ؛ فإنه ذكر أنه اتخذ المطبوع من "الوافي بالوفيات" الذي هو أصل الكتاب نسخة ثانية، وأخذ يعارض نص المخطوط عليه، لكنه عند اختلاف اللفظ بين المخطوط واﻷصل فإنه يقدم ما في اﻷصل على ما في المخطوط !!
وحجته في ذلك أن النسخة الخطية مليئة باﻷخطاء.
وهذا تغيير مشين وتبديل لكلام المؤلف ينزع الثقة بالمطبوع ، إذ ﻻ يجوز للمحقق أن يغير ألفاظ النسخة الخطية مادام أنها صحيحة وتقرأ ، وغاية عمل المحقق أن يخرج كتاب المؤلف أقرب ما يكون إلى ما تركه عليه دون تغيير وﻻ تبديل ، فالتسلط على النسخة الخطية بتفضيل عبارة اﻷصل عليها تحكم وإخلال مردود مهما كانت المسوغات.

وثانياً: من حيث إثبات مادة الكتاب ؛ فإنه أدخل في صلب الكتاب التالي:
1/ أدخل جميع التراجم التي ذكرت في اﻷصل "الوافي بالوفيات" ولم تذكر في "التجريد" !! والغريب أنه اعتبرها ساقطة من النسخة الخطية مع عدم وجود ما يدل على السقط.
2/ أدخل تراجم الصحابة ، وتراجم رواة الكتب الستة ؛ متذرعا لذلك بقوله :" فقد ظهر لي بعد طول تأمل أن هذا أنفع للباحث ليقف في التجريد على جميع تراجم اﻷصل" ( 1/36 ) !!
وكل هذا كان يفعله باسم اﻻستدراك مما يدل أن المحقق ﻻ يفرق بين اﻻستدراك وبين التدخل غير المقبول الذي هو نوع من العبث بكتب اﻷئمة ، والحافظ ابن حجر قد نص على أنه لن يدخل في تجريده تراجم الصحابة وﻻ رواة الكتب الستة ، ونص أيضاً على إسقاط بعض التراجم من غيرهم وقال :" قد أسقطت من اﻷسماء شيئا يسيرا" ، وكل ذلك قد وقف عليه المحقق ونقله في مقدمته ( 1/28 ).

وثالثا: تقصيره في عدم وضع فهرس خاص بالتراجم التي توجد في "التجريد" وﻻ توجد في اﻷصل ، وهي قليلة ، مع أن هذا اﻷمر هو اﻹضافة الحقيقية في الكتاب كما ذكره المحقق نفسه ، واكتفى بالتنبيه عليها أثناء الكتاب ، والفهرس أنفع بكثير للباحثين.

ورابعا : من حيث اﻹخراج ؛ فإن الكتاب قد ضخم بتكثير المساحات البيضاء وتباعد اﻷسطر وتكبير الخط حتى خرج في سبع مجلدات، وكان يمكن إخراجه في مجلدين مناسبين فقط !

وفي الختام أقول :
إن تجريد الوافي المطبوع بحاجة إلى تجريد !!
والله الموفق.
اﻹثنين: 1435/1/25