الحقيقة


تبدأ أحداث قصتنا في بيتٍ جميل في كندا في مدينة أونتاريو حيث كانت تعيش فيه عائلةٌ سعيدة مكونة من أب وأم وبنتان وصبي، الأب شرطي والأم موظفةٌ في مصرف ام الأخت الكبرى ايميلي فهي طالبة في الثانوية وإيمي الأخت الوسطى طالبة في الاعدادية، والصبي جاك هو ولدٌ ضريرٌ في الثامنة وكونه ضريراً جعله مميزاَ فعيناه مغطاتان دائماً بضمادة سوداء وفوقها حزام اسود محكم الربط، كان جاك يتعلم في مدرسةٍ خاصة بالعميان لذلك لم يسأله أحد عن سبب وجود الحزام المربوط ولذلك لم يجده أمرا غريبا. لكن في أحد الأيام استيقظ جاك من النوم صباحاً وبينما كان يهم بالدخول للحمام ارتفع الحزام عن الضماد فامسك جاك به...
جاك: آآه ليس مجدداً كم مرةً يجب علي تثبيته...
وبينما كان جاك يحاول اعادة الحزام الى مكانه لمح شيئاً يشع ضئيل الضوء فاقترب منه وإذا بالضوء يقوى فواصل السير الى أن وصل الى النافذة وفتحها واخرج راسه لاحقاً بالضوء لكنه توقف خوفا من ان يقع ويؤذي نفسه كون غرفته في الطابق الثاني...
جاك مبهور: أنا أرى...أجل يا إلهي أنا أرى...
فاخذ يقفز من الفرح...
جاك: يجب ان أخبر أمي...أجل فهي ستسعدُ كثيراً وعندها سأتخلص من هذا الضماد المزعج...
فاسرع الى الاسفل متناسيا وجود الدرج فتعثر وتدحرج ثم قام
غير مبالٍ بآلامه واسرع الى أمه التى كانت تجلسُ في غرفة المعيشة كعادتها صباح الأحد...
ايزابيل: عزيزي انتبه هل انت بخير؟؟
جاك يلهث فرحاً:امي..لن تصدقي ذلك...أمي..
إيزابيل: حسناً اهدء اولاً ثم أخبرني وسارى عندها ان كنت ساصدقك ام لا...
جاك بابتسامة عريضة: أمي انا ارى...اجل انا ارى امي...انا ارى...
فصدمة ايزابيل: مماذا تقول!!!
جاك:لقد رايت شيئاً غريبا لا اعلم ما هو ولكني رايته اقسم لك أمي...
فتغيرت ملامح وجه ايزابيل: لا لا هذا غير ممكن لابد بانه حلم...انا متاكدة فهذا غير منطقي...
جاك: اعلم ذلك ولكن صدقيني امي فقد رايته كان شيئاً لا يمكنني وصفه لكني متاكدٌ من اني رايته...
ايزابيل بحزن: بني اسمعني انت لا تستطيع الرؤية.
فقاطعها جاك: ولكنني رايت شيئا يختلف عن الظلام الذي اعتدتُ عليه، فقط لو نزعت هذا الضما لتأكدنا...
ففزعت ايزابيل وامسكت بكتفيه بقوة: جاك هل حاولت نزع الضماد؟؟
جاك: لا أمي...أنا فقط...
فعاتبته ايزابيل: الم اخبرك بان عيناك تتحسسان من الضوء وانه من الخطر عليك خلعها من دون اشراف الطبيب...
جاك: اعلم امي..
ايزابيل: إذاً لما تقولها بكل تلك البساطة...
جاك: وددت ان اثبت لك فقط..
فامسكت ايزابيل بيده: بني لقد اكد الطبيب بانك ستظل اعمى طوال حياتك لذا لا توهم نفسك بذلك ارجوك فانت تحزنني كثيرا عليك بذلك...
فاحبط جاك: ولكن...
فسقطت دمعة ايزابيل على يد جاك: بني لا تبني آمال على شيء مستحيل.
فجلس على الاريكة يائسا: آسفٌ امي ارجوك لا تبكي بسببي...
فاقتربت منه وحضنته وقبلت راسه حزينةً على حاله، وفي المساء استيقظ جاك عطشاً فنزل للاسفل متجها الى المطبخ عندما سمع صوت جدال كان يدور في مكتب والده فاخذ يسترق السمع ليعرف السبب كعادته...
لويس يصرخ منزعجا: الم اطلب منك التاكد من الحزام كلما خلد للنوم؟؟
ايزابيل تبكي: آسفة فقد كنت مشغولة جداً بالامس ولم اجد الوقت لتأكد فلم يحصل ذلك سابقا لذا ظننتُ..
فقاطعها لويس: وبسبب ظنك هذا وصلنا لهذا الحال، فالقليل من الاهتمام في الموضوع ما كان ليقتل وقتك وانشغالتك والان وصلنا الى اليوم الذي كنا نخشى حدوثه...
ايزابيل: ولكني اقنعته بعكس ذلك..
لويس: وما ادراك بانه لن يحاول نزعها ليتأكد...
ايزابيل وهي تبكي:لا اعلم آآه، يا إلهي لو يعلم بان بامكانه الابصار واننا منعناه من ذلك لكرهنا مدى الحياة يال ابني المسكين...
فجمد جاك:ماذا!!!
لويس بحزم: لا تقلقي لن يعلم بذلك ابدا وساعمل على إخفاء الامر كما فعلنا معه عندما كان في الخامسة، فلا يجب ان يرى جاك وانا لن أسمح بذلك مجدداً...

(للراغبين في قراءة الرواية بسرعة وكاملة يمكنكم طلبها من دار القلم)

http://daralqalamdubai.com/bookv.php?id=149

أو دار العلوم

وستتواجد ان شاء الله هذا العام في معرض الكويت للكتاب