أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



أمّا المقصودُ بالعقيد ، فهو طاغية ليبيا الهالك الذي طغى على العباد وعلا في البلاد وتطاولَ على القرآن فقال فيه برأيه ، وتطاولَ على الشّعب اللّيبي ووضعَ له ( الكتابَ الأخضرَ ) ، مُدّعيا أنّه أتى بنظرية فريدة من نوعها سمّاها : النّظرية الثالثة / وما أشبهَ هذه النّظرية بـ[ القُلّيس ] الذي بناه أبرهةُ الأشرمُ ليكونَ بديلاً للنّاس يتوجّهون إليه بدلَ التّوجه إلى الكعبة المشرفة شرّفها الله ، فأهلكه الله عزّ وجلّ وجعلَ كيدَه في تضليل .والعقيدُ معروف بتطاوله على الله ورسوله وكتابه ودينه ، ولذلك مزّق الله ملكه ، وجعله عِبْرةً للمعتبرين . فلا داعيَ في اعتقاده الفاسد لكلمة ( قلْ ) في بداية سورة الإخلاص والمعوذتين !فهل هناك تطاول على الله ودينه ورسوله أكبرُ من تطاول العقيد الهالك ؟أمّا تطاوله على النّبي صلى اله عليه وسلم فحدّث ولا حرج . ولذلك استحق تلك النّهاية المأساويةَ التي جعلته عبرةً لكل معتبر ، حيثُ شتّت الله عزّ وجلّ شملَه ، ومزّقَ مُلكَه ، وتفرّق أبناؤه هاربين في بلدان شتّى .إنّها سنّة الله في هلاك أعدائه من الملحدين المارقين .فقد ألقيَ القبض على العقيد وهو مستتر كالجرد في قادوس مملوء بما يُستحيا من ذكره . فأين قصور باب العزيزية ، وأين السيّاراتُ الفاخرةُ ، وأين خيمة العقيد ..؟!لقد أملى ربنا لهذا الطّاغية لما فيه الكفاية ، وفي الحديث يقول سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم : إنّ الله ليملي للظالم حتّى إذا أخذه لم يُفلته . وقرأ قوله تعالى " وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد " لقد فعلَ الله بالعقيد ما لم يعفله بغيره من الكافرين المارقين ، لأنّه كان من أكبر المستهزئين بدين الله . أمّا الشّباب المسلم الملتزمُ فهم مجرد زنادقة في نظر العقيد . ولا ينبغي لمسلم يخاف الله عزّ وجلّ أن يمرّ على قصّة نهاية العقيد مروراً عابراص لانها نهاية مشابهة لنهاية أبرهة الأشرم الذي أراد هدمَ بيت الله الحرام ليصرف وجوه النّاس إلى [ القُلّيس ] وكذلك فعل العقيد عندما ألف له بعض المقرّبين منه ما يُسمى الكتاب الأخضر ، ليجعله كتاباً بديلاً للقرآن الكريم ، ولذلك كانت نهاية هذا الطاغية مخالفة لنهاية الطّغاة المارقين ، لأنه كان أكثرَ منهم جرأة على الله ، وأكثرهم استهزاءً بدينه واعتراضاً على سنّة نبيه ، وقد عامله الله عزّ وجلّ بنقيض قصده فقد كان يتمنّى نقلَ رفات الرّئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر إلى ليبيا ليجعلَ من قبره مزاراً للكارهين لشرع الله عز وجل فسلّط الله عليه من مزّق ملكه وشتت شمله وأتلف قبره ، لانّ جمال عبد الناصر كان المثلَ الأعلى للعقيد الهالك ، فكان يُقلّده في بطشه وديكتاتوريته وإحيائه للنعرات القبلية ، لانّ عبد النّاصر كان مناصراً للقومية العربية معاديا للشريعة مستهزئاً بها ، وعلى دربه سار العقيدُ الهالك . فأين ملك العقيد وأين قصر العزيزية وأين خيمة العقيد بل أين قبر العقيد ؟! : " كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25)وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27)كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ (29)" [ الدخان ] ..وستبقى سنة الله قائمةً في أعدائه الكارهين لرضوانه وشريعته فلن يكون العقيد آخرَهم كم أنه لم يكن أولَهم ، بسم الله الرحمن الرحيم " * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ * أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ "

أحمد حفو

17 / 10 / 2013
نقله / ربيع بن المدني السملالي