لم تفاجئني ارهاصات ما بعد " حوار الأسطورة المتكاملة : سامي الجابر " لأنّ وسطنا الرياضي أشبه بجُـرٍح قديم لم يُشف بعد ، كل ما هنالك أنّ "سامي" مسّه بأحد أصابعه ليتألم صاحبه صارخاً و يخرج الصديد المنتن - أكرمكم الله - .
بعد مرور ما يُقارب القرن لم نستطع التخلّص من تراكميّة " محاربة الناجح " لأنّه يُشكِّل خطراً .. كأنّ دولاب الزمن يعود بنا لعصور الظلام التي خنقت قارة اوربا بأكملها بحجّة أنّ كل جديدٍ غريب من عمل الشيطان . " سامي " مثالٌ حيّ على ما حدث و لا أتمنّى أن يتكرر حدوثه مع " غير سامي " في المستقبل القريب .

من حقَ " سامي " أن يبدي أراءه الشخصيّة و يُقدِّم رؤيته و رؤاه لما يمتلكه من مخزون فكري أوّلاً و تجربة ريّاضيّة و إداريّة في أكثر الأنديّة السعوديّة نجاحاً و جماهيريّة ، و من حقّ الآخرين أن يحترموا ذلك بحوارٍ هادئ و متزن فيما يخدم كرتنا السعوديّة .
لكنّ ردّة الفعل .. كما قرأتم و شاهدتم و سمعتم لمدِّة ثلاثة أيامٍ متتالية كانت مجحفة كأقلّ وصف لها !
لا يهمنّي نوايا بتّال في أستدراجه لرئيس سابق لُقب بالظاهرة و حقق معه الفريق عدداً من الإنجازات مثل الأمير/محمد بن فيصل ..
و لم أقف عند تغريدات بعض الشامتين ..
نفس الحال بالنسبة لنصف ساعة مُنحت لذلك المضطرب صاحب فضيحة الإصبع .. أو يمين " محمد الدعيع " ثلاثاً ..


ضعوا كلّ ذلك جانباً لأنّ قناعتي لم تتغيّر عن وسطنا الرياضي ..
الغريب أو لأسمها الفضيحة : مداخلة الكهل " داوود الشريّان " الصحافي سابقاً و الإعلامي حاليّاً .. المنتفخ و حامل عصا موسى لكلّ مشاكل مجتمعنا الساذج في التلقّي ..
فكرة برنامجه لا تختلف نهائياً في جوهرها عن مسرحيّات الأراجوز الكويتي " طارق العليّ " كلاهما يستعينان بـ " ضعفاء " البشر من أجل اضحاك المتابعين ! ..
كيف تخلّى " داوود " عن وقاره المصطنع ؟ و عن خطّه الذي خُطّ له؟ ، عن غيرته الوطنيّة متسائلاً بعجزٍ مُضحِك : كيف تقارنون العالمي بالمحلّي ؟! و كأنّه أصغر مشجِّع في ملاعب الشميسي ؟! .
اختزل كلّ مشاكل كرتنا السعوديّة في إعلام نادي واحد،و أنّه الوحيد المسئول عن إنحدار كرتنا السعوديّة ؟! .. الهلال .. الهلال .. الهلال ! ..
سبقه " علي الموسى " في توأمة العنصريّة و الهلال ! ..
من يدري ربما يظهر لنا كتاب بعنوان " انهيار البنيوية بسبب الهلال " للدكتور عبدالله الغذامي !!

هل يعلمون مالا نعلم ؟ هل يشاهدون أموراً لا نُشاهدها ؟!
كيف استطاع التعصَب الرياضي أن يُوّحد الأغلبيّة ضد الهلال ككيان و على لاعبيه و خصوصاً أمثولة النجاح " سامي الجابر " ؟! ..
ما الذي حدث في قيمنا ليُجاهر بكره الهلال في كلّ الوسائل إلا ما ندر بهذه الصورة الفجّة و كأنّه من كوكبٍ آخر ؟! ..
سأجيبكم أجابة بسيطة و من خلال تشجيعي للهلال منذ 27 سنة تقريباً أرددها دائماً ..

لا مكان لناجح في وطن الفاشلين فلترحل .. إمّا أن ننجح جميعاً و هذا مستحيل أو لتفشل معنا يا هلال .
قتله الذئب أو يُرمى في الجُبّ .