أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


المطلب الثامن:أنواع الذنوب التي يقع فيها الظالمون لأنفسهم :
الظالمين لأنفسهم ممن أورثهم الله الكتاب موحدون ولكنهم ارتكبوا من المعاصي والذنوب ما هو دون الكفر الأكبر والشرك الأكبر والنفاق الأكبر لأن هذه الثلاثة من نواقض التوحيد ويخلد صاحبها في النار.
والذنوب التي يرتكبها الظالمون لأنفسهم إما أن تكون كبائر وإما أن تكون صغائر، مع العلم أن الشرك الأكبر والكفر الأكبر والنفاق الأكبر من الكبائر ، ولكننا هنا سوف نعرف الكبائر وسوف نسرد فقط الكبائر دون الشرك الأكبر والكفر الأكبر والنفاق الأكبر والتي يقع فيها الظالمون لأنفسهم فانتبه.
فما المقصود بالكبيرة والصغيرة ؟ وما الفرق بين الكبيرة والصغيرة ؟
تعريف الكبيرة :
هي كل ما ثبت بنص أنه كبيرة ، وكذلك المعاصي التي فيها عقوبات مقدرة أي لها حدود ، وكذلك كل ذنب توعد صاحبه بأنه لا يدخل الجنة ولا يشم رائحتها ، وكذلك كل معصية قرنت بنار أو لعنة أو غضب أو عذاب ، وكذلك كل ماورد فيه الوعيد بنحو ليس منا أو تبرأ منه رسول الله أو نفى عنه وصف الإيمان فهو من الكبائر ، وكذلك مخالفة الأمر الواجب الذي فرضه الله على عباده.
تعريف الصغيرة : الصغائر هي ما دون الحدين والمراد بالحدين عقوبة الدنيا والآخرة حد الدنيا ووعيد الآخرة .
ما الفرق بين الكبيرة والصغيرة؟
الكبائر لابد فيها من التوبة حتى تكفر ، أما الصغائر فلها مكفرات أخرى غير التوبة ومنها الأعمال الصالحة كالصلاوات المفروضة والمحافظة على الجمعة والمحافظة على صيام رمضان كل عام .
قال تعالى (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا)النساء31.
وعن أبي هريرة أن رسول الله صصص قال (الصَّلواتُ الخمسُ والجمُعةُ إلى الجمعةِ ورمضانُ إلى رمضانَ مُكفِّراتٌ ما بينَهنَّ إذا اجتنَبَ الْكبائرَ)صحيح مسلم.


الإستهانة بالصغائر تؤدي إلى هلاك صاحبها :
وعن سهل بن سعد الساعدي أن رسول اللهقال (إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنما مثل محقرات الذنوب ؛ كمثل قوم نزلوا بطن واد ، فجاء ذا بعود ، وجاء ذا بعود ، حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم ، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه)صححه الألباني.
والمقصود بمحقرات الذنوب الذنوب الصغيرة التي يستهين بها صاحبها ولكنها إذا اجتمعت عليه أهلكته مثل الكبائر فلا كبيرة مع الإستغفار ولا صغيرة مع الإصرار.
كم عدد الكبائر؟
الكبائر كثيرة لدرجة أن عبد الله بن عباس قال أنها تصل إلى السبعمائة .
وسوف نتناول الكبائر المتعلقة بالقلب واللسان و الجوارح والتي يقع فيها الظالمون لأنفسهم وذلك في النقاط التالية :
أولا : الكبائر المتعلقة بالقلب :
1- الكبر:
وهو ما يدفع إلى عدم قبول الحق ، والمقصود هنا هو الكبر الذي هو من كبائر الذنوب دون الكفر لأن من الكبر ما يكون كفرا ، قال تعالى(فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ)النحل29، وقال تعالى (الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّار)غافر35.
وعن عبدالله بن مسعود أن رسول الله قال (لا يدخلُ الجنَّةَ مَن كان في قلبِه مثقالُ ذرَّةٍ من كِبرٍ . قال رجلٌ : إنَّ الرَّجلَ يحبُّ أن يكونَ ثوبُه حسنًا ونعلُه حسنةً . قال : إنَّ اللهَ جميلٌ يحبُّ الجمالَ . الكِبرُ بَطرُ الحقِّ وغمطُ النَّاسِ)صحيح مسلم.
بَطرُ الحقِّ وغمطُ النَّاسِ :رد الحق وإزدراء الناس.
والكبر نوعان هما :
1- كبر على الحق : وهو أن ترد الحق ، وأن ترفضه ، وأن تتعنت ، وأن يركب الإنسان رأسه ، وأن تأخذه العزة بالإثم وهو أنواع :
× فقد يستكبر العبد على الله فيستكبر عن عبادته وطاعته .
× وقد يستكبر على رسول الله فلا يطيع أمره .
× وقد يستكبر على عباد الله فلا يقبل الحق الذي معهم.
2- كبر على الخلق : وهو أن تحتقر الناس ، وأن تستهين بهم ، وأن ترى نفسك فوقهم فهو تعالِي الإنسان على غيره.
وعن حارثة بن وهب الخزاعي أن رسول اللهقال (ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ كل ضعيف متضعف ، لو أقسم على الله لأبره . ألا أخبركم بأهل النار : كل عتل ، جواظ ، مستكبر)صحيح البخاري.
عتل :جافي غليظ .
والجواظ:هو الأكول الشروب البطِر الكفور.
وعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله قال (يُحشَرُ المتَكَبِّرونَ يومَ القيامةِ أمثالَ الذَّرِّ في صُوَرِ الرِّجالِ يغشاهمُ الذُّلُّ من كلِّ مَكانٍ ، يُساقونَ إلى سجنٍ في جَهَنَّمَ يسمَّى بولُسَ تعلوهُم نارُ الأَنْيارِ يَسقونَ من عُصارةِ أَهْلِ النَّارِ طينةَ الخبالِ)الترمذي وصححه الألباني.
2- العُجب :
وهو إعجاب الإنسان بنفسه ، وهو من الآفات الخطيرة التي تصيب كثيراً من الناس ، فتصرفهم عن شكر الخالق إلى شكر أنفسهم ، وعن الثناء على الله بما يستحق إلى الثناء على أنفسهم بما لا يستحقون ، وعن التواضع للخالق والانكسار بين يديه إلى التكبر والغرور والإدلال بالأعمال.
والعجب محرم ؛ لأنه نوع من الشرك ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( وكثيراً ما يقرن الرياء بالعجب ، فالرياء من باب الإشراك بالخلق ، العجب من باب الإشراك بالنفس ، وهذا حال المستكبر ، فالمرائي لا يحقق قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ } والمعجب لا يحقق قوله :{ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فمن حقق قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ } خرج عن الرياء ومن حقق قوله : { وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} خرج عن الإعجاب )).
وعن أنس بن مالك أن رسول الله قال:(ثلاثٌ مُهلِكاتٌ ، و ثلاثٌ مُنْجِياتٌ ، فقال : ثلاثٌ مُهلِكاتٌ : شُحٌّ مُطاعٌ ، و هوًى مُتَّبَعٌ ، و إعجابُ المرءِ بنفسِه . وثلاثٌ مُنجِياتٌ : خشيةُ اللهِ في السرِّ و العلانيةِ ، و القصدُ في الفقرِ و الغِنى ، و العدلُ في الغضبِ و الرِّضا)حسنه الألباني.
وعن أبي هريرة أن رسول الله قال (بينما رجلٌ يمشي في حلةٍ ، تعجبُه نفسُه ، مرجِّلٌ جمتَه ، إذ خسف اللهُ به ، فهو يتجلجلُ إلى يومِ القيامةِ)صحيح البخاري.
يمشي في حلة : يمشي في ثيابه .
مرجل جمته : ممشط الشعر ، والجمّة هي الشعر المتدلّي من الرأس إلى المنكبين .
يتجلجل : أي يسوخ في الأرض مع اضطراب شديد ، ويندفع من شق إلى شق ، فالمعنى يتجلجل في الأرض أي ينزل فيها مضطرباً متدافعاً.
والعجب يحبط العمل ، ولا يغني عن صاحبه شيئا ، قال تعالى (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ)التوبة25.
كما أن العجب عاقبته السوء ، فعن صهيب بن سنان أن رسول الله قال (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ إذا صلَّى همَسَ شيئًا ولا يخبِرُنا بهِ قالَ أفطنتُم لي قالوا نعم قالَ ذكرتُ نبيًّا منَ الأنبياءِ أُعطيَ جنودًا من قومِهِ فقالَ من يكافئُ هؤلاءِ أو من يقومُ لهم قالَ سليمانُ كلمةً شبيهةً بهذهِ فقيلَ لهُ اختر لقومِكَ بينَ إحدى ثلاثٍ بينَ أن أسلِّطَ عليهم عدوًّا من غيرِهم أوِ الجوعَ أوِ الموتَ فقالوا أنتَ نبيُّ اللَّهِ كلُّ ذلكَ إليكَ فخِر لنا فقالَ في صلاتِهِ وكانوا إذا فزعوا فزعوا إلى الصَّلاةِ فقالَ أمَّا عدوٌّ من غيرِهم فلا وأمَّا الجوعُ فلا ولكنِ الموتُ فسلِّطَ عليهم ثلاثةَ أيَّامٍ فماتَ سبعونَ ألفًا فالَّذي ترونَ أنِّي أقولُ ربِّي بكَ أقاتِلُ وبكَ أصاوِلُ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بكَ)صححه الوادعي.
فهذا النبي قد أعجب بجنوده وقال من يكافئهم أو يغلبهم فأنزل الله عقابه عليهم ، فخيره الله بين أن يسلط عليهم عدوا من غيرهم أو الجوع أو الموت فاختار لهم الموت فمات منهم سبعون ألفا ، ولذلك كان نبينا صلى الله عليه وسلم يقول : ربي بك أقاتل وبك أصاول ولا حول ولا قوة إلا بك.
فإياك إياك أن تعجب بنفسك وبعملك وتنسب الفضل في العمل لنفسك ولكن إنسب النعم والعمل وكل شيء إلى المنعم المتفضل.
ما الفرق بين العجب والكبر؟
إعجاب المرء بنفسه هو ملاحظته لها بعين الكمال ، مع نسيان نعمة الله ، فإن احتقر غيره مع ذلك فهو الكبر المذموم ، فالكبر هوالعجب وزيادة .
3- الرياء والسمعة:
وهي محبطة للأعمال ، قال تعالى (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ* الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ* وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ)الماعون 4 : 7.
وعن جندب بن عبدالله أن رسول الله قال(من سمَّع سمَّعَ اللهُ بهِ ، ومن يُرائي يُرائي اللهُ بهِ)صحيح البخاري.
وعن أبي هريرة أن رسول الله قال (إنَّ أولَ الناسِ يُقضى يومَ القيامَةِ عليه ، رجُلٌ استُشهِد. فأتى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: قاتَلتُ فِيكَ حتى استُشهِدتُ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ قاتَلتَ لِأَنْ يُقالَ جَريءٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه حتى أُلقِيَ في النارِ. ورجُلٌ تعلَّم العِلمَ وعلَّمه وقرَأ القرآنَ. فأُتِي به. فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: تعلَّمتُ العِلمَ وعلَّمتُه وقرَأتُ فيكَ القرآنَ. قال: كذَبتَ ولكنَّكَ تعلَّمتَ العِلمَ لِيُقالَ عالِمٌ. وقرَأتُ القُرآنَ لِيُقالَ هو قارِئٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقِي في النارِ. ورجُلٌ وسَّع اللهُ عليه وأعطاه مِن أصنافِ المالِ كلِّه. فأتَى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: ما ترَكتُ مِن سبيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنفَقَ فيها إلَّا أنفَقتُ فيها لكَ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ فعَلتَ لِيُقالَ هو جَوَادٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه. ثم أُلقِي في النارِ)صحيح مسلم.
4- اليأس من روح الله والأمن من مكر الله :
قال تعالى (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)يوسف87.
وقال تعالى (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)الأعراف99.
عن عبدالله بن عباس أن رسول الله قال (الكبائرُ : الشِّركُ باللهِ ، والإْياسُ من رَوْحِ اللهِ ، و القُنوطُ من رَحمةِ اللهِ)حسنه الألباني.
5- سوء الظن بالله :
وسوء الظن بالله من أعظم الكبائر ، قال تعالى (وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ)فصلت23. وقال تعالى (بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا)الفتح12. وقال تعالى (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)الفتح6.
وعن جابر بن عبدالله : سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، قبل موتِه بثلاثةِ أيامٍ ، يقول( لا يموتنَّ أحدكم إلا وهو يحسنُ الظنَّ باللهِ عزَّ وجلَّ )صحيح مسلم.
6- إرادة العلو والفساد :
وهي صفة من صفات إبليس ، كما قال تعالى (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ)ص75.
وهي كبيرة تكون غالبا في علية القوم من الحكام والأمراء والأغنياء ، قال تعالى (تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)القصص83.
7- محبة إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا:
فمن الناس من يشيع الفاحشة من خلال القنوات الفضائية الإنحلالية العربية التي لا تراعي حرمة لدين ولا مباديء أخلاقية ولا قيود إجتماعية ، قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)النور19.
8- مودة أعداء الله :
فمن الناس من يحب أعداء الله ويتبعهم شبرا بشبرا وذراعا بذراع حتى ولو دخلو جحر ضب لدخلوه خلفهم فلبسوا لباسهم وتعروا عريهم وشربوا خمرهم وألفوا سكرهم وتغنوا بإنحلالهم وفعلوا أفعالهم وتكلموا بكلامهم ووالوهم على المسلمين الموحدين ، والولاء تعنى المحبة والنصرة ، قال تعالى (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)المجادلة22.
9- بغض الصالحين :
فبغض الصالحين من الكبائر لا سيما الصحابة والتابعين ومن سلك سبيلهم من علماء السلف الصالح ، فعن أبي هريرة أن رسول الله قال (إنَّ اللهَ قال : من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه ، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه ، فإذا أحببتُه : كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به ، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به ، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها ، ورِجلَه الَّتي يمشي بها ، وإن سألني لأُعطينَّه ، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه ، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه ترَدُّدي عن نفسِ المؤمنِ ، يكرهُ الموتَ وأنا أكرهُ مُساءتَه)صحيح البخاري.
عن أبي هريرة أن رسول الله قال (لا يبغضُ الأنصارَ رجلٌ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ)صحيح مسلم.
10- الحسد:
وهو تمنى زوال النعمة سواء كانت نعمة دين أو دنيا ، والحسد هو في الحقيقة إعتراض على قضاء الله وقدره وحكمته في نزول الرزق إلى خلقه ولذلك طرد إبليس من رحمة الله بسبب حسده وحقده.
فعن أبي هريرة أن رسول الله قال (لا يجتَمِعانِ في النَّارِ مُسلمٌ قتلَ كافرًا ثمَّ سدَّدَ وقاربَ ، ولا يجتَمعانِ في جوفِ مؤمنٍ غبارٌ في سبيلِ اللَّهِ وفيحُ جَهَنَّمَ ، ولا يجتمعانِ في قلبِ عبدٍ الإيمانُ والحسدُ)النسائي وحسنه الألباني.
وعن أنس بن مالك أن رسول الله قال (لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه)صحيح مسلم.
ثانيا : الكبائر المتعلقة باللسان :
1- شتم الرجل والدية :
عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله قال (من الكبائرِ شتمُ الرَّجلِ والدَيْه . قالوا : يا رسولَ اللهِ ! وهل يشتُمُ الرَّجلُ والدَيْه ؟ قال . نعم . يسبُّ أبا الرَّجلِ ، فيسُبُّ أباه . ويسُبُّ أمَّه ، فيسُبُّ أمَّه)صحيح مسلم.
وهذا الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، هو السب غير المباشر فيسب الرجل أبا رجل آخر فيسب أباه فكيف بنا اليوم في هذا الزمان يسب الرجل أباه وأمة سبا مباشرا ؟
2- الكذب:
عن عبدالله بن مسعود أن رسول اللهقال(.....وإنَّ الكذِبَ يَهدي إلى الفُجورِ ، وإنَّ الفجورَ يَهدي إلى النَّارِ ، وإنَّ الرَّجُلَ ليَكذِبُ ، حتَّى يُكتَبَ عندَ اللَّهِ كذَّابًا)صحيح البخاري.
وقال تعالى (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)النحل105.
3- إخلاف الوعد :
قال تعالى (فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)التوبة77.
وعن أبي هريرة أن رسول اللهقال(آيةُ المنافقِ ثلاثٌ : إذا حدَّثَ كذبَ ، وإذا وعَدَ أخلفَ ،وإذا اؤتُمِنَ خان)صحيح البخاري.
4- شهادة الزور:
وقد قرنها الله بالرجس من الأوثان ، فقال تعالى (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)الحج30.
وعن نفيع بن الحارث الثقفي أن رسول الله قال (ألا أنبِّئُكم بأَكبَرِ الكبائرِ . قُلنا : بلَى يا رسولَ اللَّهِ ، قالَ: الإشراكُ باللَّهِ ، وعقوقُ الوالدينِ - وَكانَ متَّكِئًا فجلسَ فقالَ - ألا وقولُ الزُّورِ وشَهادةُ الزُّورِ ، ألا وقولُ الزُّورِ وشَهادَةُ الزُّورِ )صحيح البخاري.




5- قذف المحصنات :
فعن أبي هريرة أن رسول الله قال (اجتنبوا السبعَ الموبقاتِ . قالوا : يا رسولَ اللهِ ، وما هن ؟ قال : الشركُ باللهِ ، والسحرُ ، وقتلُ النفسِ التي حرّم اللهُ إلا بالحقِّ ، وأكلُ الربا ، وأكلُ مالِ اليتيمِ ، والتولي يومَ الزحفِ ، وقذفُ المحصناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ)صحيح البخاري.
قال تعالى (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )النور:4.

المحصنات: العفائف .

الغافلات: عن الفواحش وما قذفن به.

والقذف: هو الرمي بالفاحشة لمن هو بريء منها.

6- النميمة :
فعن عبدالله بن عباس (مرَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ على قبرينِ فقالَ إنَّهما يُعذَّبانِ وما يُعذَّبانِ في كبيرٍ أمَّا هذا فكانَ لا يستنزِهُ منَ البولِ وأمَّا هذا فكانَ يمشي بالنَّميمةِ ثمَّ دعا بعسيبٍ رطبٍ فشقَّهُ باثنينِ ثمَّ غرسَ على هذا واحدًا وعلى هذا واحدًا وقالَ لعلَّهُ يخفَّفُ عنهما ما لم ييبِسا قالَ هنَّادٌ يستترُ مكانَ يستَنْزِهُ)أبي داود وصححه الألباني.
ومعنى النميمة : نقل الكلام بين الناس لقصد الإفساد وإيقاع العداوة والبغضاء .
التنزه من البول : التحرز منه فربما أصاب بدنه وثوبه مما يترتب عليه بطلان عبادته التي يشترط فيها الطهارة، فربما أصاب الإنسان بدنه أو ثوبه رزاز البول وهنا يجب أن يغسل مكان هذا الرزاز ، كما أن الرجل إذا بال وجب عليه أن يتأكد أنه لن ينزل بول مرة آخرى لأن الإنسان إذا بال وجب عليه أن يعصر ذكره مرة واثنين وعشرة حتى يتيقن أن البول لن يأتي بعد ذلك ويعلم الإنسان هذا الأمر بالتجربة فالأنسان على نفسه بصيرة .
الرسول صلى الله عليه وسلم قد وضع على كل قبر عشب أخضر ورجا ودعا أن يخفف عنهم عذاب القبر وهذا خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم لأننا نرى كثيرا من الجهال يفعلون ذلك حتى يخفف عن أصحاب القبور عذابهم.
7- لعن المسلم لأخيه:
فعن ثابت بن الضحاك أن رسول الله قال (من حلف بغيرِ ملةِ الإسلامِ فهوَ كما قال ، قال : ومن قتل نفسَه بشيٍء عُذِّبَ به في نارِ جهنمَ ، ولعنُ المؤمنِ كقتلِه ، ومن رمى مؤمنًا بكفرٍ فهو كقتلِه)صحيح البخاري.
وعن أبي سعيد الخدري :(خرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أضحى ، أو فِطرٍ ، إلى المصلَّى ، فمر على النساءِ ، فقال : يا معشرَ النِّساءِ تصَدَّقنَ فإني أُريتُكُنَّ أكثرَ أهلِ النارِ . فقُلْن : وبم يا رسولَ اللهِ ؟ قال :تُكثِرنَ اللَّعنَ ، وتَكفُرنَ العَشيرَ ،....)صحيح البخاري.

8- المجاهرة بالمعصية:
فعن أبي هريرة أن رسول اللهقال (كلُّ أمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرينَ ، وإنَّ منَ المُجاهرةِ أن يعمَلَ الرَّجلُ باللَّيلِ عملًا ، ثُمَّ يصبِحَ وقد سترَه اللَّهُ ، فيقولَ : يا فلانُ ، عمِلتُ البارحةَ كذا وَكذا ، وقد باتَ يسترُه ربُّهُ ، ويصبِحُ يَكشِفُ سترَ اللَّهِ عنهُ)صحيح البخاري.
9- إفشاء السر :
إفشاء السر كبيرة ، وقد تكون خيانة تؤدي إلى إهلاك أمة ووقوع الضرر الماحق كما في قصة حاطب بن أبي بلتعة ، فعن علي بن أبي طالب (بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد بن الأسود ، قال : ( انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ ، فإن بها ظعينة ، ومعها كتاب فخذوه منها ) . فانطلقنا تعادى بنا خيلنا ، حتى انتهينا إلى الروضة ، فإذا نحن بالظعينة ، فقلنا : أخرجي الكتاب ، فقالت : ما معي من كتاب ، فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب ، فأجرجته من عقاصها ، فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه : من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة ، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا حاطب ما هذا ) . قال : يا رسول الله لا تعجل علي ، إني كنت أمرأ ملصقا في قريش ، ولم أكن من أنفسها ، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة ، يحمون بها أهليهم وأموالهم ، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم ، أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي ، وما فعلت كفرا ولا ارتدادا ، ولا رضا بالكفر بعد الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لقد صدقكم ) . قال عمر : يا رسول الله ، دعني أضرب عنق هذا المنافق ، قال : ( إنه قد شهد بدرا ، وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) صحيح البخاري.
ومنه إفشاء الزوجة لسر زوجها وإفشاء الزوج لسر زوجته ، فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال (إنَّ من أشرِّ النَّاسِ عندَ اللَّهِ منزلةً يومَ القيامةِ الرَّجُلَ يفضي إلى امرأتِهِ وتُفضي إليْهِ ثمَّ ينشُرُ سرَّها)صحيح مسلم.
الرَّجُلَ يفضي إلى امرأتِهِ:أي يعلمها سره.
10- الحلف بغير الله :
كالحلف بالأمانة والكعبة والنبي والعشرة ورأس أبي والخضرة والختمة الشريفة والخضرة الشريفة والولي(والحسين – الجيلاني - الدسوقي – الرفاعي – البدوي – إلخ) والوالدين والأبناء فإنه من الشرك الأصغر وهو كبيرة من الكبائر ، فعن بريدة بن الحصيب الأسلمي أن رسول الله قال (مَنْ حلفَ بالأمانةِ فليسَ منَّا)أبي داود وصححه الألباني .
و عن سعد بن عبيده أن رسول الله قال (سمعَ ابنُ عمرَ رجلًا يحلفُ لا والكعبةِ فقالَ لَه ابنُ عمرَ إنِّي سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ( من حلفَ بغيرِ اللَّهِ فقد أشرَك))أبي داود وصححه الألباني.
11- المن بالعطاء:
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)البقرة262.
وعن أبي ذر الغفاري أن رسول الله قال (ثلاثةٌ لا يُكَلِّمُهم اللهُ يومَ القِيامةِ ، ولا يَنظُرُ إِليهِمْ ، ولا يُزَكِّيهِمْ ، ولَهُمْ عذابٌ ألِيمٌ ، قال فَقَرَأَهَا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثلاثَ مِرارٍ . قال أبُو ذَرٍّ : خَابُوا وخَسِرُوا . مَن هُم يا رسولَ اللهِ ؟ قال :( الْمُسْبِلُ والمَنَّانُ والمُنْفِقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الكاذِبِ)صحيح مسلم.
ثالثا : الكبائر المتعلقة بالجوارح:
1- قتل النفس :
قتل النفس من الكبائر، وقد قال تعالى (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)النساء93.
وقال تعالى (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا)الفرقا68 – 69.
وعنه أنه قال(اجتَنبوا السَّبعَ الموبقاتِ . قالوا : يا رسولَ اللهِ : وما هنَّ ؟ قال : الشِّركُ باللهِ ، والسِّحرُ ، وقتلُ النَّفسِ الَّتي حرَّم اللهُ إلَّا بالحقِّ ، وأكلُ الرِّبا ، وأكلُ مالِ اليتيمِ ، والتَّولِّي يومَ الزَّحفِ ، وقذفُ المحصَناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ) متفق عليه.
وعنه أنه قال(لايزالُ المؤمنُ في فسحةٍ من دينِه ، ما لم يصبْ دمًا حرامًا)صحيح البخاري.
وعنه أنه قال(والَّذي نفسي بيدِهِ لقَتلُ مؤمنٍ أعظمُ عندَ اللَّهِ من زوالِ الدُّنيا)النسائي وصححه الألباني.
وعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله قال (الكبائرُ : الإشراكُ باللهِ ، وعقوقُ الوالديْنِ ، وقتلُ النفسِ ، واليمينُ الغَموسُ)صحيح البخاري.
وعنه أنه قال(من قتل مُعاهَدًا لم يَرَحْ رائحةَ الجنَّةِ ، وإنَّ ريحَها توجدُ من مسيرةِ أربعين عامًا)صحيح البخاري.
فإذا كان هذا هو حال من قتل معاهدا فما بال من قتل مؤمنا .
وعن نفيع بن الحارث الثقفي أن رسول الله قال :(إذا التقى المسلمان بسيفِهما فالقاتلُ والمقتولُ في النارِ . فقلتُ: يا رسولَ اللهِ هذا القاتلُ ، فما بالُ المقتولِ ؟ قال: إنه كان حريصًا على قتلِ صاحبِه)صحيح البخاري.
وهذا إنما يكون كذلك إذا لم يكونا يقتتلان على تأويل يحسب صاحبه أنه يقاتل نصرة للحق وإعلاء لدينه ، إنما على عداوة بينهما وعصبية أو طلب دنيا ، أو رئاسة أو علو .
ولا يدخل في هذا الحكم ما يلي :
1- من قاتل أهل البغي على الصفة التي تجب قتالهم بها ، فمن قاتل باغيا أو قاطع طريق من المسلمين فإنه لا يحرص على قتله ، إنما يدفعه عن نفسه فإن انتهى صاحبه كف عنه .
2- من دفع عن نفسه أو ماله أو حريمه ، لأنه مأمور بالقتال للذب عن نفسه غير قاصد به قتل صاحبه ، إلا إن كان حريصا على قتل صاحبه فهذا يدخل في الحكم ، فمن يدفع عن نفسه أو ماله أو عرضه غير قاصد للقتل فإن انتهى المعتدي عن ذلك كف عنه .
2- منع الزكاة :
قال تعالى(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ*الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ)فصلت6-7.
فقد قال الله (وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ*الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ) تأمل حكم الله عليهم بالشرك.
وقال تعالى(......وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ* يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ)التوبة34-35.
والمقصود بالإكناز عدم إخراج الزكاة المفروضة ، ويكون جزاءه يوم القيامة أنه يحمى على تلك الأموال في نار جهنم وتكوى به جبهته وجنبه وظهره.
3- إفطار يوم في رمضان بغير عذر:
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)البقرة183.
وعن نافع مولى بن عمر أن رسول الله قال (بني الإسلام على خمس : إيمان بالله ورسوله ، والصلاة الخمس، وصيام رمضان، وأداء الزكاة ، وحج البيت)صحيح البخاري.
4- ترك الحج مع القدرة :
قال تعالى(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)آل عمران97.
5- عقوق الوالدين :
عن نفيع بن الحارث الثقفي أن رسول الله قال (ألا أنبِّئُكم بأَكبَرِ الكبائرِ . قُلنا : بلَى يا رسولَ اللَّهِ ، قالَ: الإشراكُ باللَّهِ ، وعقوقُ الوالدينِ - وَكانَ متَّكِئًا فجلسَ فقالَ - ألا وقولُ الزُّورِ وشَهادةُ الزُّورِ ، ألا وقولُ الزُّورِ وشَهادَةُ الزُّورِ )صحيح البخاري.
والمقصود بعقوق الوالدين :عدم بر قسمهما ، أو عدم طاعتهما ، أو خيانة أمانتهما ، أو عدم إعطاءهم إذا سألوا العطاء ، أوإيذائهما بالقول أو بالفعل .
6- قطع الأرحام:
فعن جبير بن مطعم أن رسول اللهقال (لا يدخلُ الجنةَ قاطعُ رحمٍ)صحيح مسلم.
وقطع الأرحام تعني هجر أقاربه وعدم وصلهم ببره وإحسانه ، فصلوا الأرحام ولو بالسلام .
7- الزنا:
قال تعالى (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا*يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا)الفرقان 68-69.
وقال تعالى (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)النور2.
والجلد إنما يكون في حالة الزاني غير المحصن ، أما المحصن والذي سبق له الزواج فجزاءه الرجم حتى الموت.
وعن عبدالله بن مسعود أن رسول الله قال (سأَلتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أيُّ الذَنْبِ أعظمُ عِندَ اللهِ ؟ قال : ( أن تَجعَلَ للهِ نِدًّا وهو خلَقَك ) . قلتُ : إنَّ ذلك لعظيمٌ ، قلتُ : ثم أيٌّ ؟ قال : ( ثم أن تَقتُلَ ولدَك تَخافُ أن يَطعَمَ معَك ) . قلتُ : ثم أيٌّ ؟ قال : ( ثم أن تُزانِيَ بحَليلَةِ جارِك ))صحيح البخاري.
والمقصود بحليلة الجار : زوجته.
8- اللواط :
عن عبد الله بن عباس أن رسول الله قال(لعن الله من عمل عمل قوم لوط)صححه الألباني.
وقال تعالى عن قوم لوط (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ)هود82.
9- الربا:
عن أبي هريرة أن رسول اللهقال (اجتَنبوا السَّبعَ الموبقاتِ . قالوا : يا رسولَ اللهِ : وما هنَّ ؟ قال : الشِّركُ باللهِ ، والسِّحرُ ، وقتلُ النَّفسِ الَّتي حرَّم اللهُ إلَّا بالحقِّ ، وأكلُ الرِّبا ، وأكلُ مالِ اليتيمِ ، والتَّولِّي يومَ الزَّحفِ ، وقذفُ المحصَناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ)صحيح البخاري.
وعن جابر بن عبد الله أن رسول اللهقال (لعن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ آكلَ الربا ، ومُوكِلَه ، وكاتبَه ، وشاهديْه ، وقال : هم سواءٌ)صحيح مسلم.
وروي عنه (الربا اثنان و سبعون بابا أدناها مثل إتيان الرجل أمه ، و إن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه)صححه الألباني.
وروي عنه (إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل ، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم)صححه الألباني.
10- شرب الخمر وعصرها وحملها وبيعها وشراءها :
فعن عبدالله بن عباس أن رسول الله قال (أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ! إن الله عز و جل لعن الخمر ، و عاصرها ، و معتصرها ، و شاربها ، و حاملها ، و المحمولة إليه ، و بائعها ، و مبتاعها ، و ساقيها ، و مسقيها)صححه الألباني.
11- السرقة :
قال تعالى (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)المائدة38.
12- تشبه النساء بالرجال والنساء بالرجال :
عن عبدالله بن عباس (لعَن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المُتَشَبِّهينَ من الرجالِ بالنساءِ ، والمُتَشَبِّهاتِ من النساءِ بالرجالِ)صحيح البخاري.
13- ضرب الناس بالسياط ظلما :
عن أبي هريرة أن رسول اللهقال (صنفانِ من أهلِ النارِ لم أرَهما . قومٌ معهم سياطٌ كأذنابِ البقرِ يضربون بها الناسَ . ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ . رؤوسُهنَّ كأسنِمَةِ البختِ المائلةِ . لا يدخلْنَ الجنةَ ولا يجدْنَ ريحَها . وإن ريحَها لتوجدُ من مسيرةِ كذا وكذا)صحيح مسلم.
14- تعري النساء:
ودليله الحديث السابق .
نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ : يدخل في هؤلاء من يلبسون ثياب شفافة تصف الجسد ، ويدخل فيه من تلبس ثيابا ضيقة غير شفافة فهي تستر ما تحتها ولكنها تبين مافتن المرأة ، ويدخل فيه من تلبس ثيابا لا تستر العورة.
مميلاتٌ مائلاتٌ :قِيلَ : زَائِغَات عَنْ طَاعَة اللَّه تَعَالَى , وَمَا يَلْزَمهُنَّ مِنْ حِفْظ الْفُرُوج وَغَيْرهَا , وَمُمِيلَات يُعَلِّمْنَ غَيْرهنَّ مِثْل فِعْلهنَّ , وَقِيلَ : مَائِلَات مُتَبَخْتِرَات فِي مِشْيَتهنَّ , مُمِيلات أَكْتَافهنَّ , وَقِيلَ : مَائِلات إِلَى الرِّجَال مُمِيلات لَهُمْ بِمَا يُبْدِينَ مِنْ زِينَتهنَّ وَغَيْرهَا.
رؤوسُهنَّ كأسنِمَةِ البختِ المائلةِ:يُعَظِّمْنَ رُءُوسهنَّ بِالْخُمُرِ وَالْعَمَائِم وَغَيْرهَا مِمَّا يُلَفّ عَلَى الرَّأْس , حَتَّى تُشْبِه أَسْنِمَة الجمال ، فالجمل له سنام وهو ما يعلو ظهر الجمل.
15- الرشوة:
فعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله قال (لعن رسولُ اللهِ الرَّاشي والمرتشي)صححه الألباني.
16- إسبال الثوب :
وعن أبي ذر الغفاري أن رسول الله قال (ثلاثةٌ لا يُكَلِّمُهم اللهُ يومَ القِيامةِ ، ولا يَنظُرُ إِليهِمْ ، ولا يُزَكِّيهِمْ ، ولَهُمْ عذابٌ ألِيمٌ ، قال فَقَرَأَهَا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثلاثَ مِرارٍ . قال أبُو ذَرٍّ : خَابُوا وخَسِرُوا . مَن هُم يا رسولَ اللهِ ؟ قال :( الْمُسْبِلُ والمَنَّانُ والمُنْفِقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الكاذِبِ)صحيح مسلم.
والمقصود بإسبال الثوب:إرخاء الثوب وإرساله أسفل الكعبين ، والمقصود بالكَعْبُالعظْمُ البارز عند ملتقى الساق والقدم (بز الرجل) ، وفي كل قدم كعبان عن اليمين والشمال .
وسئل الشيخ بن عثيمين عن الإسباب فأجاب:
إسبال الثوب على نوعين:
أحدهما:أن يكون خيلاء وفخراً فهذا من كبائر الذنوب وعقوبته عظيمة:
ففي الصحيحين من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة) ، وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم) ، قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات. قال أبو ذر: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال(المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف والكذب)).
فهذا النوع هو الإسبال المقرون بالخيلاء ، وفيه هذا الوعيد الشديد أن الله لا ينظر إلى فاعله ، ولا يكلمه ، ولا يزكيه يوم القيامة وله عذاب أليم.
وهذا العموم في حديث أبي ذر رضي الله عنه مخصص بحديث ابن عمر رضى الله عنهما فيكون الوعيد فيه على من فعل ذلك خيلاء لاتحاد العمل والعقوبة في الحديثين.
النوع الثاني من الإسبال: أن يكون لغير الخيلاء، فهذا حرام ويخشى أن يكون من الكبائر:
لأن النبي صلى الله عليه وسلم توعد فيه بالنار، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار) ، ولا يمكن أن يكون هذا الحديث مخصصاً بحديث ابن عمر رضي الله عنهما ، لأن العقوبة مختلفة ، ويدل لذلك حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أزرة المؤمن إلى نصف الساق ولا حرج) ، أو قال: (لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين ، وما كان أسفل من ذلك فهو في النار، ومن جر إزاره بطراً لم ينظر الله إليه(رواه مالك، وأبو دواد، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه.
ففرق النبي صلى الله عليه وسلم بين من جر ثوبه خيلاء ومن كان إزاره أسفل من كعبيه.
لكن إن كان السروال ينزل عن الكعبين بدون قصد وهو يتعاهده ويرفعه فلا حرج ، ففي حديث ابن عمر السابق أن أبا بكر رضي الله عنه قال: يا رسول الله: إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم(لست ممن يصنعه خيلاء)رواه البخاري.
17- السحر:
18- القمار والميسر:
19- الغش في البيع والشراء والكيل والوزن:
20-
الخــــــلاصـــــة

وغير ذلك من الكبائر ، فالكبائر كثيرة وليس هنا المجال لبسطها وشرحها ، ولكن انتظرونا إن شاء الله تعالى في كتابنا الكبائر الذي سوف نقوم بتصنيفه إن يسر الله تعالى لنا الأمر و كان في العمر بقية .


1- الظالمون لأنفسهم موحدون ولكنهم ارتكبوا من المعاصي والكبائر التي لا تخرج من الملة.
2- والكبيرة هي : هي كل ما ثبت بنص أنه كبيرة ، وكذلك المعاصي التي فيها عقوبات مقدرة أي لها حدود ، وكذلك كل ذنب توعد صاحبه بأنه لا يدخل الجنة ولا يشم رائحتها ، وكذلك كل معصية قرنت بنار أو لعنة أو غضب أو عذاب ، وكذلك كل ماورد فيه الوعيد بنحو ليس منا أو تبرأ منه رسول الله أو نفى عنه وصف الإيمان فهو من الكبائر ، وكذلك مخالفة الأمر الواجب الذي فرضه الله على عباده.
3- و الصغائر هي ما دون الحدين والمراد بالحدين عقوبة الدنيا والآخرة حد الدنيا ووعيد الآخرة .
4- الكبائر أنواع منها ما هو متعلق بالقلب ومنها ما هو متعلق باللسان ومها ما هو متعلق بالجوارح.
5- من الكبائر المتعلقة بالقلب : الكبر ، العجب ، الرياء والسمعة ، اليأس من روح الله ، الأمن من مكر الله ، سوء الظن بالله ، إرادة العلو والفساد في الإرض ، محبة إشاعة الفاحشة في المؤمنين ، مودة وحب أعداء الله ، بغض الصالحين ، الحسد .
6- من الكبائر المتعلقة باللسان : شتم الرجل والدية ، الكذب ، إخلاف الوعد ، شهادة الزور ، قذف المحصنات ، النميمة ، لعن المسلم لأخيه المسلم ، المجاهرة بالمعصية ، إفشاء السر ، الحلف بغير الله ، المن بالعطاء .
7- من الكبائر المتعلقة بالجوارح : قتل النفس ، منع الزكاة ، الإفطار في رمضان دون عذر ، ترك الحج مع القدرة ، قطع الأرحام ، عقوق الوالدين ، الزنا ، اللواط ، تشبة الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، الربا ، شرب الخمر ، السرقة ، ضرب الناس بالسياط ظلما ، تعري النساء ، الرشوة ، إسبال الثياب ، السحر ، القمار والميسر ، الغش في البيع والشراء والمكيال والميزان .

من كتاب السراج المنير في شرح العقيدة الإسلامية

لتحميل الكتاب أدخل على الرابط التالي في الملتقى - المرفقات أسفل الموضوع

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=318807