بطء التعلم


أسباب عائلية واجتماعية :
ترتبط الاسباب العائلية والاجتماعية بموقف العائلة من مسألة التعليم ويعتمد هذا الموقف على:
· الوضع الاقتصادي .
· التكوين العائلي .
· الخلفية الثقافية .
· المعتقدات والوعي والعادات والقيم السائدة .
أسباب تعليمية وثقافية :
· عدم مراعاة البرنامج التعليمي لحاجات الطفل .
· عدم موائمة البرنامج التعليمي لقدرات وإمكانيات الطفل فإما يكون أقل أو أعلى .
· نقص الخبرات التعليمية والثقافية المبكرة .

حاجات الطفل بطيء التعلم :
· الحاجة إلى المأكل المناسب والملبس وممارسة الأنشطة المختلفة .
· الحاجة إلى الصحة والحب والأمن .
· الحاجة إلى الشعور بأنه مقبول من الآخرين .
· الحاجة إلى تعلم كيف يدير شؤونه بطريقة أفضل .
· الحاجة إلى التواصل والتوافق مع الواقع حتى يستطيع فهم ذاته وتقبلها كما هي .
· الحاجة إلى تعلم الموازنة بين النجاح والاخفاق .

بعض الأفكار الخاطئة والشائعة عن ذوي بطء التعلم:
· التعويض : أي الاعتقاد بأن الشخص المتأخر في ناحية لابد أن يُعوض هذا بتفوقه في ناحية أُخرى .
· الانحراف : أي الاعتقاد بأن كل طفل من ذوي بطء التعلم لديه استعداد للانحراف .
· التفكير العملي : أي الاعتقاد بأن الطفل بطيء التعلم يكون تفكيره يدوياً أو عملياً أكثر من التفكير النظري .



الصعوبات التي يواجهها ذو بطء التعلم:
بطيء التعلم لديه صعوبات في مهارات التفكير المنطقي والقائم على السبب والنتيجة (التعليل) ولذلك فسوف يكون صعب عليه تعلم مفاهيم جديدة .
لان المهارات الجديدة تحتاج إلى فهم جيد للمفاهيم ، وهذا ما يخلق مشكلة وصعوبات للطالب بطيء التعلم لان أغلبية صفه يستطيعون فهم المفاهيم ومن ثم الانتقال لمفاهيم أخرى بينما يحتاج هو لوقت أكثر حتى يستطيع الفهم ، وهذا ما يُؤدي إلى هوة وفجوة في المعرفة والمهارات الأساسية ولذلك فلن يستطيع الطالب بطيء التعلم تعلم مفاهيم جديدة وسوف يظل يكافح وفي النهاية يفشل في فهم المفاهيم الجديدة ، ومن ثم يفقد ثقته في نفسه ، ويُصاب بالقلق وتدني صورة الذات وهو في الغالب سيشعر أنه غبي ومن ثم يبدئ في كُره المدرسة لأنه يقضي معظم الوقت يفعل شيئاً صعباً بالنسبة له وجافاً وغير ممتع .
وبطيء التعلم لديه نقاط ضعف في النظام التعليمي فقدراته على التعلم بطيئة وهذا ما يجعله غير قادر على التعامل مع نظم الموهوبين أو العاديين ، ورغم ذلك فإن الانشطة العامة التي تستثير التعلم لدى الطالب العادي يمكن أن تُفيد الطالب بطيء التعلم ولكن بشرط أن يتم ذلك من خلال التأكيد أو التركيز على احتياجات الطالب بطيء التعلم التعليمية التي تُعدل من خلالها الانشطة فعلى سبيل المثال يجب تجنب الانشطة التعليمية النظرية أو التي تتضمن مفاهيم مجردة أو التعليل أو الاستنتاج أو الاستخلاص .
ويجب أن تكون الانشطة عملية وملموسة ويتم التخطيط لها بدقة ويكون التعليل بسيطاً أما الاستخلاص فيجب أن يكون الطالب معتاداً عليه .

مناهج الأطفال ذوي بطء التعلم:
يتعلم الطفل بطيء التعلم بنفس الطريقة الأساسية التي يتعلم بها الأطفال الآخرون ، فهم يتعلمون باستعمال خبراتهم السابقة ، فهم يُقلدون ويضعون الأهداف والخطط ويُفكرون ويرجعون إلى خبراتهم الماضية وينقلونها ويُعيدون تشكيلها إذا استدعت الضرورة ذلك حتى يستطيعون مواجهة المواقف الجديدة .
لكن رغم ذلك نجد أن الطفل بطيء التعلم لا يُفكر جيداًُ فهو أقل تخيلاً وأقل قدرة على التنبؤ بنتائج الأعمال وهو يميل للوصول إلى النتائج دون تفكير في الاحتمالات الأُخرى ودون تأمل وهو على استعداد لقبول أقرب الحلول وأية نتيجة وهو أقل حذراً ، ولا يقبل ترغيب شخص آخر له في سلوك معين ، وهو يُصر أن تكون النتائج سريعة .

أسئلة هامة :
· كيف يُكون وضع التلاميذ ذوي بطء التعلم داخل المدرسة ؟
من الاتجاهات التربوية الحديثة في تعليم التلاميذ ذوي بطء التعلم وضعهم مع التلاميذ العاديين في الفصول الدراسية العادية ، كما هو الشأن في كثير من دول العالم ، أو توزيعهم مع العاديين فيبعض المواد وعزلهم في مواد أخرى.
يُقسم التلاميذ في كل مدرسة إلى مجموعات دراسية على أساس محورين مختلفين أحدهما رأسي ( أي السنة الأولى ، السنة الثانية و السنة الثالثة ......... وهكذا ) والمحور الآخر أُفقي ( حيث تُقسم كل سنة دراسية إلى مجموعات سريعة التعلم ، متوسطة التعلم وبطيئة التعلم ....وهكذا ) .
ومن ناحية أُخرى يتم عمل مجموعات للقراءة ومجموعات للميول الخاصة على أساس حاجات وميول الأفراد وطبيعة نواحي النشاط .
· هل سيبقى الطلاب ذوي بطء التعلم في مجموعات ثابتة وفي فصول منفصلة ؟ أم أنهم سيختلطون مع الطلاب الآخرين الذين هم في نفس السن والحجم تقريباً على أساس وضعهم بطريقة عشوائية دون دراسة دقيقة ؟
إن مجرد الفصل دون إعادة تنظيم المنهج يكون قليل الفائدة بالنسبة لهؤلاء الطلاب ذوي بطء التعلم فالفصل قد يُسهل عمل المعلم إلى حد ما ، وقد يُحسن وضع بقية الطلاب في المدرسة ، ولكنه لن يستطيع أن يجعل حياة الطلاب ذوي بطء التعلم أكثر يسراً .
ومن ناحية أُخرى فاذا تركنا التلاميذ ذوي بطء التعلم في مجموعات مختلفة فهذا لن يخفف عنهم شعورهم بعدم التوافق أو يقلل مشاعر النقص لديهم ، بل قد يؤدي إلى تكوين إتجاهات عدائية ضد المجتمع ما لم يكن المنهج الموضوع مرناً ومتوافق مع حاجات وقدرات التلاميذ .
· هل من الضروري أن يوجد مدرسون مُعدون للقيام بأعمال المجموعات المُنفصلة للطلاب ذوي بطء التعلم ؟
يجب أن يكون المُعلم مُعداً انفعالياً وعقلياً ويكون راغباً في العمل ومقتنعاً بأهمية التدريس للطلاب ذو بطء التعلم ، وأن يكون قبوله لهذا العمل دون إرغام من الادارة .
· هل من الممكن تحقيق التكيف الملائم للطلاب ذوي بطء التعلم في الفصول العادية ؟
إن التنافس المستمر مع الطلاب الذين يكونون أكثر قدرة منه والاخفاق المتكرر سوف يُهبط من عزيمة الطالب بطيء التعلم ولذلك يجب أن نشير إلى ضرورة توافر المواد والوسائل الخاصة الضرورية للطلاب ذوي بطء التعلم حتى يتسنى استخدامها في أكثر من فصل في وقت واحد .
وعلى كل حال ليست المجموعات المستقلة حتمية ، فالطلاب ذوي بطء التعلم يمكنهم التعلم في الفصول المختلطة على شريطة أن تكون المدرسة راغبة وقادرة على إتاحة التكيف اللازم لإمكانيات التلاميذ ذوي بطء التعلم .


· هل يُقسم الطلاب ذوي بطء التعلم إلى سنوات دراسية ؟
إن تقسيم الطلاب ذوي بطء التعلم وتنظيم تقدمهم سواء كانوا مجموعات مستقلة أو مختلطة يجب أن يُحقق ثلاثة مطالب :
1 ) أن يُحقق التقسيم تجانساً معقولاً ويضم عدد ثابت من الطلاب المتآلفين .
2 ) أن يًنظم الانتقال من سنة دراسية لأُخرى .
3 ) أن ينهي الطلاب دراستهم الابتدائية في سن لا يتعدى 13- 14 عام .


تعديل مناهج التعليم العادية وفق حاجات طلاب بطء التعلم :
التعليم الجيد يحدث عن طريق النمو المستمر ، إعادة التخطيط وتعديل أنماط السلوك وهو عملية تراكمية . وبالإضافة إلى أن المنهج يستهدف إكساب التلاميذ قدراً معيناً من الخبرات الكمية والكيفية فيجب أن يستهدف أيضاً إكسابهم صفات معينة في صورة صفات سلوكية أو سمات شخصية أو استعدادات .
و تقوم البرمجة الأكاديمية في المرحلة الابتدائية على المهارات الأساسية التي تمكن التلاميـذ ذوي بطء التعلم من النجاح . ولا تختلف أهدافهم عن أهداف جميع التلاميذ ، ولكن قد تخـــتلف الوسائل المطلوبة لتحقيقها اختلافا واضحا.
والنواحي التي يجب تغطيتها هي القراءة ، الخط ،الإملاء ، اللغة المكتوبة ، الرياضيات.
أما البرمجة الأكاديمية للمرحلة الثانوية فتتطلب توجها مختلفا عنه في المراحل الابتدائية ، حيث يواجه الطالب الذي لديه مشكلات في التعلم اتساعا في الفجوة بين القدرة والتحصيل. إضافة إلى أن الطرق والأساليب العلاجية المستعملة من قبل المعلم في الابتدائي لم تعد ملائمة للمستوى الثانوي ، لأن التركيز في المرحلة الثانوية يكون على تنمية مهارات تنطبق على جميع المواد.

أسس تعديل ( تكيف ) مناهج الطلاب العادين في تعليم الطلاب ذوي بطء التعلم:
الطريقة التي تستخدم غالباً في تعديل أو تكييف المحتوى التعليمي لتعليم الطالب بطيء التعلم هي تلك الطريقة التي يتم فيها تخفيض سرعة عرض محتوى المنهاج ويُدرس بما يتناسب مع قدرات وحاجات بطيء التعلم ويعتمد ذلك على أسس كثيرة وهي :
1) خفض مستوى المنهاج العادي من حيث الحجم ودرجة التعقيد .
2) تغير العناصر الأساسية التي يُركز عليها المنهاج العادي ليتناسب مع خبرات واهتمامات بطيء التعلم .
3) يجب أن يتضمن أسئلة توضيحية ملموسة بدلاً من المجردة .
4) توسيع خلفية المادة التعليمية حتى يتوفر لبطيء التعلم قواعد أساسية لفهمها .
5) استخدام أسلوب التعلم المبني على العمل والخبرة المباشرة وإتاحة الفرصة للتلميذ لكي يُعبر عما يقوم به من أعمال والبعد عن أسلوب الشرح والاصغاء .
6) استخدام التعزيز المناسب .
7) عرض المادة بأسلوب يتيح لبطيء التعلم استخدام أكثر من حاسة أثناء التعلم ليسهل عملية التعليم ويجعل لها هدف ومعنى .
8) استخدام بعض الانشطة لأجراء اختبار قبلي حتى نتعرف على قدرات واستعدادات التلميذ واختبار بعدي لنقيس مدى تحصيله ومدى تقدمه ونموه .
أُمور هامة تتصل بتوجيه تعليم بطيء التعلم :
· أن يكون النشاط مبسطا أي غير ما يقدم للعادين .
· يجب الحرص على استمرار الخبرة أي الانتقال من خبرة إلى أُخرى .
· يجب التوسع في استخدام وسائل الايضاح المحسوسة أكثر من استعمال المجردات .
· يجب زيادة التدريب والممارسة لان الطالب بطيء التعلم يختلف عن الطالب العادي من حيث الممارسة والتدريب خاصة في النواحي التعليمية .أي لابد من إعادة الأفكار والعمليات بطريقة مرتبة أو بصورة ثابتة ، فهناك عمليات أساسية كما في الحساب والقراءة ومهارات خاصة تحتاج إلى تثبيت وتحتاج إلى خبرة أكثر لدى ذوي بطء التعلم كما أنهم يحتاجون إلى توجيه وتوضيح بأمثلة أكثر من العاديين .


· الحاجة إلى زيادة مرات التقويم أكثر من الطلاب العاديون وهذا يرجع إلى ما يأتي :
أ- هناك كثير من الطلاب ذوي بطء التعلم يُعانون من الاحباط العام لانهم أقل اهتماما وهم بحاجة إلى تأكيد مستمر بأن ما يفعلونه مرض ، لان الثقة بالنفس تنقصهم . فالتقويم للتلميذ بطيء التعلم يجعله يتابع دراسته وعمله ، وفي نفس الوقت يجب ألا نتردد في تصحيح الأخطاء .
ب- يوجد كثير من بطيء التعلم ممن يتعرضون للخطأ والانحراف في أعمالهم يسيرون على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ويرضون بالنتائج التقريبية ومثل هؤلاء يجب أن تتاح لهم الفرصة لمعرفة أخطائهم من خلال المواقف التي يحيونها .

مشرف التدريبات السلوكية : خالد القحطاني