باختصار لو تم التركيز على بعض الأعمال كالتحصيل وتعديل السلوك فقط لرأينا ثمار ذلك في الميدان لكن عمل المرشد هو حزمة من التشتت الذي يجعل المرشد في كثير من الأحيان يقضي ساعات خارج الدوام في منزله لإعداد برامج التوجيه والارشاد التي تتلاءم مع مدرسته ومع مديره الفاضل والمعلمين الأفاضل وطلابه النجباء!!! والتنقل من مكتبة إلى مكتبة لتصوير بعض الأوراق والتنقل كذلك من خطاط إلى خطاط لعمل بعض اللوحات الارشادية ولا بد من ضمان أن يكون السعر شبه مجاناً حتى يوافق المدير على عرض السعر الذي سوف يأتي به المرشد!!! ويصرف وقت راحته في الفترة المسائية في المفاوضة مع خطاطين ونجارين وحدادين وسرعان ما تفشل كل هذه الجهود عند حساب التكلفة التي غالباً ما يرفضها المدير بحجة (فيه ارخص منه) فيضطر المرشد للبحث من جديد و يا قلب لا تحزن!!!!
ثم بعد جهد مضني في البحث وعند الموافقة على ما سيتم عمله ما تلبث هذه اللوحات الارشادية أن يتم العبث بها وتمزيقها والكتابة عليها من قبل أبناءنا الطلاب وفقهم الله!!!
وأذكر في إحدى المدارس في مبنى مستأجر بعدما تم تركيب لوحات خاصة بالارشاد في مكتبي وفي بعض نواحي المدرسة جاءت أمطار ونزلت المياه على اللوحات في مكتبي وفي بعض الممرات في المدرسة واتلفتها فكأنك يا أبو زيد ما غزيت!!! وجاء المشرف في آخر الفصل وسال عن اللوحات وطلب تغييرها لاعتقاده أنها قديمة حيث تشوهت تماماً من آثار الأمطار ونزول المياه التي خالطتها بوية الجدار مع الكثير من التراب والطين على اللوحات فشوهتها تماماً!!!
وأي مرشد لا يصرف وقت راحته في الفترة المسائية في السعي بين الخطاطين والمكتبات لإنجاز أعمال الارشاد فحتماً سيعد مقصراً في عمله بسبب كثرة الأعباء وكثرة المسئوليات والتشتت الذي لا فائدة منه ما عدا الروتين ومحاصرة المرشد الطلابي بحجة إشغاله حتى لا يكون عنده وقت فراغ وبذلك يكون هناك فجوة أو أزمة ثقة بين المرشد والمسئولين عنه هذه الفجوة تقتل الابداع والانجاز فيضطر بعض المرشدين لممارسة دور كاتب يقوم بحصر الحالات فقط!!
باختصار: ما يحتاجه الطالب حقيقة من خدمات أكثر المدارس بعيدة عنه!!!

ألا توافقونني الرأي؟!