يقول الشيخ الدكتور عايض القرني: علمتني الحياة أن من لم يقرأ يتوقف نمو عقله وتصبح حياته بلا جديد أو مفيد. فالقراءة هي أكبر أسباب نمو العقل والعلم والتميز في الحياة.. ونحن أمة بدأت رسالتها بأجمل وألطف وأعمق أمر.. اقرأ.. ولكننا يبدو - للأسف - أننا أمة لا تقرأ!

ومن الكتب التي قرأتها وما زلت أراجعها بين الفينة والأخرى كتاب ''كيف تصبح الشخص الذي تتهافت عليه الشركات الناجحة؟'' How to be the person successful to companies fights to keep للمؤلفتين: بوديستا وجاتر، وترجمة مكتبة جرير 2006. خصوصا الفصل السابع الذي ذكر فيه الكتاب عشر صفات للقائد الناجح، أحببت أن أقدمها للقارئ الكريم بصورة مختصرة وبتصرف يسير. هذا وقد بدأت المؤلفتان بيان مصطلح القيادة واختلاف علماء الإدارة بشأنه، حيث عرضتا بعض التعريفات أبرزها أن القيادة هي ''القوة الموجهة''، وقالوا: هي القدرة على فرض السلطة على الآخرين. والذي يهمنا في هذه العجالة هو التعرف على الصفات التي ينبغي أن يتصف بها القائد الناجح، لكي نتأسى بها ونربي أبناءنا ومجتمعنا عليها وهي كالتالي:

1. القادة يتصفون بالثقة ويتصرفون بالأخلاق الحسنة.. فهم يخلقون جواً من الثقة والأمانة وحسن الخلق والقدرة على التعامل مع الآخرين، ولا ينتقدون زملاءهم في الغيب! ويعترفون بأخطائهم بصراحة.. وهم يحرصون دائماً على أن تكون كلماتهم وتصرفاتهم متوافقة طوال الوقت.

2. القادة متقنون رائعون ويناضلون من أجل الحصول على الكمال.. فهم لا يؤدون العمل فحسب، بل يتقنونه وينشدون الإتقان في كل مهام حياتهم.

3. القادة يشعرون الآخرين بالأهمية والتقدير.. فهم يقدرون قيمة الآخرين وآراءهم ويشعرونهم بأنهم مهمون، فهم يثنون على الآخرين عندما يكون الثناء مطلوباً وفي محله، ويهتمون بإعطاء الوقت الكافي عند القيام بمدح شخص ما، بينما يحرصون على أن تكون انتقاداتهم مختصرة ومحددة، بل ويقدمون بعض الاقتراحات القوية حول كيفية التحسين.

4. القادة يعتبرون نماذج وقدوات إيجابية.. من الصعب جداً تدريس القيم، وإنما أفضل طريقة لغرسها هو الملازمة والاحتكاك بالقادة الذين اتصفوا بها واختلطت هذه القيم بنفوسهم داخل جوانب حياتهم من القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة واحترام الآخرين.

5. القادة على استعداد تام لخدمة الآخرين.. فالقائد الجيد يجب أن يكون في خدمة الآخرين، بل ويكثر من اعتناق واستخدام كلمات التعاون، والمساعدة، والعمل الجماعي، وغيرها من الكلمات التي تعكس بدقة أكثر طبيعتهم نحو الآخرين.

6. القادة معلمون من الطراز الأول.. فالقادة البارعون معلمون ومتحدثون بارعون.. ولذلك يتفق كثير من الناس على أن القائد الجيد يجب أن يكون قادراً على أن يعلم ويدرب، وأن يكون ناصحاً لزملائه. فالقادة ذوو الفعالية لا يقومون باختزان المعلومات والابتكار، لأنهم يعلمون تمام العلم أن المعرفة لا تصبح قوة إلا إذا تم تقاسمها مع الأشخاص الآخرين الذين يمكنهم أن يقوموا بتنفيذ الرؤية التي تمثلها هذه المعرفة.

7. القادة يقومون ببناء علاقات اجتماعية قوية.. فلديهم القدرة على كيفية بناء هذه العلاقات بين أفراد الفريق، مع الحفاظ عليها في الوقت نفسه، وهم يتفهمون جيداً أهمية ذلك، لذلك فمن مصطلحات عالم الأعمال اليوم مصطلح ''العمل الجماعي'' الذي يتطلب جهداً خارقاً في بناء علاقات اجتماعية قوية بين أفراد الفريق.. فهذه الصفة والقدرة يجيدها القادة والقادة فقط.

8. يتواصل القادة بفاعلية.. يجب أن يكون كل مدير قادراً على تحديد ما يحتاج إليه أو يريده، بكل ثقة ووضوح، ولكن القادة الجيدين يجب أن يصلوا إلى أبعد من ذلك، فيتعين عليهم أن يكونوا قادرين على أن يفسروا الأشياء التي يحتاج إليها أو يريدها أو يفضلها زملاؤهم أو عملاؤهم كما يلزم من ذلك أن يكونوا قادرين على إظهار احترامهم للآخرين من خلال كلماتهم وأفعالهم.. إن التواصل الفعال يعد بمثابة الخرسانة التي تشد أجزاء المؤسسة معاً، وبمثابة الأساس الذي يبنى عليه العمل الجماعي الناجح والعلاقات الجيدة مع الزملاء والعملاء.

9. القادة متفائلون ومتحمسون، ولديهم رؤية مستقبلية.. فهم يفخرون بما يقومون به، ويؤمنون بشدة ويثقون بمنظماتهم ومنتجاتهم أو خدماتهم التي يقدمونها، وهم واقعيون عند التطلع إلى المستقبل وبناء رؤاهم، وفي الوقت نفسه هم متحمسون عندما تكون أمامهم فرص سانحة بالنسبة لهم أو لمنظماتهم، وهم نادراً ما يتذمرون بشأن ما لا يمكن القيام به، فيتفاءلون ويركزون على ما يمكن إنجازه بالعمل الجاد والتصميم الكبير، ولديهم أسلوب إيجابي بالنسبة لأنفسهم وأعمالهم وحياتهم بصفة عامة، لذلك فالقادة يسخرون جهودهم لإبراز رؤية منظماتهم ويتبنونها باستمتاع..

10. القائد الجيد شخص مرن.. بينما يجاهد القادة الجيدون للاتصاف بكل السمات التسع السابقة التي تميز القائد الجيد، إلا أنهم يدركون أن لكل جواد كبوة، فهم لا يحاولون أن يكونوا كاملين ولا يطلبون من غيرهم الكمال، فهم يقدرون ذلك، ولا يجد اليأس طريقاً إلى قلوبهم أبداً، لذلك فهم ينهضون من عثراتهم ويستعيدون توازنهم إذا فشلوا، ولا يترددون في إعادة المحاولة حتى ينجحوا.

وأخيراً.. عزيزي القارئ.. في حين أن لدى بعض الأشخاص القدرة على تولي القيادة فطرياً وبصورة تلقائية، إلا أن للقيادة القوية مهارات وصفات يحتاج من يريد أن يكون من أهلها مزيدا من بذل الجهد والمران والعمل الشاق المستديم.. وهنا أؤكد على أن هذه القدرات والسلوكيات هي ما تبحث عنه الأمة بعمومها والمنظمات بخصوصها، ولن تفرط فيمن وُجدت فيه، وسيكون موضع رغبة ومطلبا الجميع.. وهذه رسالة واضحة للجميع وأخص منهم إخواني وأخواتي المقبلين على الحياة العملية، فعليهم أن يتأملوها، ولتكن نصب أعينهم.. وليحاولوا تطبيقها والاتصاف بها والتدرب عليها.. فما أحوجنا إلى القائد الناجح.

*نقلاً عن صحيفة "الاقتصادية" السعودية.


إخوتي الكرام : هذا المقال الرائع غني بممارسات الحياة .. ثري بعلمها .. كنز من كنوز علمائها !!!
لنستفيد معاً وننهل من هذه المعايير والشروط والضوابط للوصول لموقع مناجم المعارف المستمدة خارطتها من تراكم علم وخبرات علماء الامة الإسلامية الاجلاء وفقهم الله جلا وعلا لما فيه الخير والصلاح والصواب .