كثير منا يبحث عن ذاته في أماكن كثيرة دون أن يعلم أنه يبحث في المكان الخطأ, إن نفسك لن توجد إلا معك أنت ولن تجد ما تحلم به إلا انطلاقًا من نفسك أنت أولاً, كثير منّا يقرأ كلمات المفكر الروسي تولستوي التي تقول الكثير يبحث عن تغيير العالم والقليل من يبحث عن تغيير نفسه, بالفعل ما أصعب ذلك الشعور الذي يظل فيه يبحث عن مرفأ لتطمئنّ نفسُه وتهدأ وخاصة في عالم يموج بالصراعات ويجتاحه القلق والاكتئاب, انطلق من نفسك ومنها إلى ما تصبو إليه من نجاح وتفوق واعلم أن بداية أخرى لن توصلك لشيء سوى بعض النجاحات التي لا يستمر وهجها كثيرًا وتخبو مشاعر الرضا فيها وبالتأكيد كلنا يقرأ عن انتحار شخصيات مشهورة ووصلت إلى المجد والمال ولكن لم تتحمل حياتها والشقاء الذي عاشه هؤلاء فيفضلون مغادرة الدنيا إلى غير رجعة وهروبًا من الجحيم واليأس.
لا أعلم هل ما زالت عيوننا قاصرة إلى هذا الحد الذي يجعلنا نصر على خُطوات ستقودنا لا محالة إلى طريق تشقى فيه نفوسنا، من الممكن ذلك البريق الذي نراه أو تلك المظاهر الخدّاعة التي نتيم بها ولكن كلي ثقة ويقين أن من ذاق عرف وكلنا نرى بلا شك واقع من نعجب بهم ومآلاتهم وتلك النهايات التي يحزن لها كل قلب يخفق بحرارة الإنسانية ودفء الحب. لا تكن إلا نفسك، لأنك إذا كنتها كسبت كل شيء بل ويزيد وإذا حاولت أن تكون غيرك لن تنجح وستخسر كل شيء وأولها نفسك التي حباك الله بها واختارك لتحمل رسالته إلى العالم أجمع، ثق فيما أقوله لك وتعلم أن للحياة معاني كثيرة وليست تلك الأقوال البرّاقة أو تلك المظاهر الخدّاعة، الحياة لها مضامين عميقة تستحق التوقف أمامها في رحلتنا الدنيوية التي تحتاج لنفوس قوية وصلبة وليس لنفوس ضعيفة مرتبكة لا تعلم ماذا تريد