أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


المبحث الأول :أسماء الله الحسنى توقيفية:


ومعنى أنها توقيفية أي لا مجال فيها للإجتهاد بل هي توقيفية على النص من القرآن والسنة ومن ثم وجب علينا أن نثبت ما أثبته الله لنفسه ولا يجوز أن نثبت لله إسما لم يثبته الله لنفسه سواء في كتابه أو في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ودليل ذلك ما يلي :

1- قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث (أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ) فسميت به نفسك أي لابد أن يكون الله قد سمى به نفسه أي ثابتة بنص من قرآن أو سنة .

2- وكذلك الحديث (وأعوذُ بك منك لا أُحْصى ثناءً عليك أنت كما أثنيتَ على نفسِك)صحيح مسلم.

والثناء لا يكون إلا بالأسماء والصفات ومعنى أنت كما أثنيت على نفسك تفيد التوقيف فلا نثبت إلا ما أثبتته الله لنفسه من الأسماء.

والإشتقاق يتنافى مع التوقيف فلابد أن يكون الإسم ثابتا في القرآن أوالسنة ومن ثم لا يجوز أن نشتق لله من أفعاله أو صفاته أسماء كأن نشتق من فعل نزل المنزل أو من صفة الغضب الغاضب وهكذا.

ونهى الله سبحانه وتعالى عن الإلحاد في أسمائه ، قال تعالى(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)الأعراف 180.

فما هو معنى الإلحاد في أسماء الله وما هي أنواعه؟

سئل الشيخ بن عثيمين عن الإلحاد في أسماء الله فأجاب بقوله :


الإلحاد في اللغة : هو الميل ، ومنه قول الله تعالى(لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين)، ومنه اللحد في القبر فإنه سمي لحداً لميله إلى جانب منه ، ولا يعرف الإلحاد إلا بمعرفة الاستقامة ، لأنه كما قيل: بضدها تتبين الأشياء، فالاستقامة في باب أسماء الله وصفاته أن نُجري هذه الأسماء والصفات على حقيقتها اللائقة بالله عز وجل من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل ، على القاعدة التي يمشي عليها أهل السنة والجماعة في هذا الباب.

فإذا عرفنا الاستقامة في هذا الباب فإن خلاف الاستقامة هو الإلحاد ، وقد ذكر أهل العلم للإلحاد في أسماء الله تعالى أنواعاً يجمعها أن نقول هو: "الميل بها عما يجب اعتقاده فيها".

وهو على أنواع:

النوع الأول: إنكار شيء من الأسماء ، أو ما دلت عليه من الصفات:


ومثاله: من ينكر أن اسم الرحمن من أسماء الله تعالى كما فعل أهل الجاهلية ، أو يثبت الأسماء ، ولكن ينكر ما تضمنته من الصفات كما يقول: بعض المبتدعة: أن الله تعالى رحيمٌ بلا رحمة ، وسميعٌ بلا سمع.


النوع الثاني: أن يسمي الله سبحانه وتعالى بما لم يسم به نفسه:


ووجه كونه إلحاداً أن أسماء الله سبحانه وتعالى توقيفية ، فلا يحل لأحد أن يسمي الله تعالى باسم لم يسم به نفسه ، لأن هذا من القول على الله بلا علم ومن العدوان في حق الله عز وجل وذلك كما صنع الفلاسفة فسموا الإله بالعلة الفاعلة ، وكما صنع النصارى فسموا الله تعالى باسم الأب ونحو ذلك ، أو نسميه الخافض الرافع المعز المذل العدل الجليل مع عدم ثبوت هذه الأسماء من القرآن أو السنة وإنما وردت أفعال وليس أسماء.


النوع الثالث: أن يعتقد أن هذه الأسماء دالة على أوصاف المخلوقين:


فيجعلها دالة على التمثيل ، ووجه كونه إلحاداً: أن من اعتقد أن أسماء الله سبحانه وتعالى دالة على تمثيل الله بخلقه فقد أخرجها عن مدلولها ومال بها عن الاستقامة ، وجعل كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم دالاً على الكفر، لأن تمثيل الله بخلقه كفر لكونه تكذيباً لقوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، ولقوله:(هل تعلم له سمياً)، قال نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري رحمهما الله: "من شبّه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه تشبيه".


النوع الرابع: أن يشتق من أسماء الله تعالى أسماء للأصنام:


كاشتقاق اللات من الله ، والعزى من العزيز، ومناة من المنان ، ووجه كونه إلحاداً: أن أسماء الله تعالى خاصة به ، فلا يجوز أن تنقل المعاني الدالة عليها هذه الأسماء إلى أحد من المخلوقين ليعطى من العبادة مالا يستحقه إلا الله عز وجل ، هذه أنواع الإلحاد في أسماء الله تعالى) مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب الأسماء والصفات.


هل يجوز أن نتسمى بأسماء الله؟


سئل الشيخ بن عثيمين هذا السؤال فإجاب قائلا:

(التسمي بأسماء الله عز وجل يكون على وجهين :

الوجه الأول : وهو على قسمين :

القسم الأول : أن يُحلَّى بـ "ال" ففي هذه الحالة لا يُسمَّى به غير الله عز وجل :
كما لو سميت أحداً بالعزيز والسيد والحكيم وما أشبه ذلك ، فإن هذا لا يسمى به غير الله ، لأن "ال" هذه تدل على لمح الأصل ، وهو المعنى الذي تضمنه هذا الاسم .

القسم الثاني : إذا قصد بالاسم معنى الصفة وليس محلى بـ "ال" فإنه لا يسمى به :
ولهذا غَيَّر النبي صلى الله عليه وسلم كُنْيَةَ أبي الحَكَم التي تَكَنَّى بها ، لأن أصحابه يتحاكمون إليه ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام : (إنّ اللهَ الحَكَمُ ، وإليه الحُكْم) ثم كناه بأكبر أولاده شُريح . فدل ذلك على أنه إذا تسمى أحد باسم من أسماء الله ملاحظاً بذلك معنى الصفة التي تضمنها هذا الاسم فإنه يمنع ، لأن التسمية تكون مطابقة تماما لأسماء الله سبحانه وتعالى ، فإن أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف ، لدلالتها على المعنى الذي تضمنه الاسم .

الوجه الثاني : أن يتسمى بالاسم غير محلى بـ "ال" وليس المقصود معنى الصفة :

فهذا لا بأس به مثل : "حكيم" ، ومن أسماء بعض الصحابة : "حَكِيم بن حِزَام" الذي قال له النبي عليه الصلاة والسلام : (لا تَبعْ ما لَيْسَ عِنْدَكَ) وهذا دليل على أنه إذا لم يقصد بالاسم معنى الصفة فإنه لا بأس به .
لكن في مثل "جبار" لا ينبغي أن يتسمى به وإن كان لم يلاحظ الصفة ، وذلك لأنه قد يؤثر في نفس المُسمَّى فيكون معه جبروت وعلو واستكبار على الخلق . فمثل هذه الأشياء التي قد تؤثر على صحابها ينبغي للإنسان أن يتجنبها. والله أعلم) فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله"فتاوى العقيدة" (صـ 37) .

والتسمي بأسماء الله مع ما دلت عليه من المعنى فهذا نوع من الإلحاد في أسماء الله والميل بها عن الحق إلى الباطل :

كمن يسمى القدير والعليم والرحيم والحكيم مع اعتقاد ما دل عليه الإسم من معنى.
ولا يجوز أن نتعبد الله بأسماء لم يسمي به نفسه لأن ذلك ذريعة إلى الشرك كمن يسمي عبد الحسين ، عبد الفضيل ، عبد الزهراء ، غلام أحمد ، غلام مصطفى ، وكلمة غلام تعنى عبد.

من كتاب المنة العظمى في أسماء الله الحسنى

حمل الكتاب مرفق بالأسفل


<div style="padding:6px"> الملفات المرفقة
: ژاâهèث ژاâـژظوî ژف ژأژسوةژء ژاâم ژاâدژسèî.pdf&rlm;
: 1.05 ميجابايت
: <font face="Tahoma"><b> pdf