[align=center]هل تريد أن تكون قواداً على محارمك ؟[/align]
الحمد لله الذي حرم على نفسه الظلم وجعله بين الناس محرماً , فهو الحسيب الرقيب الشهيد العالم المحيط المقتدر السميع فلا يخفى عليه شيئ,
و الصلاة والسلام على الحبيب البشير النذير عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أما بعد ....
قد يبدو العنوان غريباً بعض الشيئ , ولكنه ((( الحقيقة المرة ))) ,
التي يجب أن لا يغفل عنها العابثون بأعراض المسلمين , والمستهترون بمحارم الله .
وقد دعاني لكتابة هذا الموضوع منظر رأيته في أحد الأسواق شاب يمشي مع أختيه ( يفترض أنه محرم لهن ) ولكنه ينشغل عنهن بغمزة لفتاه تمر بجانبه أو بمد رقمه لفتاة أخرى وأخواته ملئن السوق ضحكاً وهن يرون ما يفعله أخاهن فأصبح كل من يمر من الشباب يقف ليتأمل هاتان الفتاتان وما يفعلانه , منظر يندى له الجبين ,
شاب يتعرض لبنات المسلمين , وأخواته يلاقين نفس المضايقات في نفس الوقت .
منزل خرج منه مثل هذا الشاب ماذا يدور بداخله ؟
الله أعلم !!!!!! .
وقصة أوردها لي من أثق فيه حيث يقول : ( أٌعطي لي رقم هاتف لمنزل فيه فتاة تتكلم مع الشباب ,
يقول عندما نظرت إلى الرقم إندهشت فهو رقم أحد زملائي في المدرسة , فأخذتني الغيرة وذهبت له وصارحته بما حصل ليحل المشكلة التي في منزلة قبل أن تكبر , فقال له أخو الفتاة ( تخيلو ماذا قال له )
قال: ( أنا قلت لها تكلمي في الهاتف كما تشائين ولكن خرجة من البيت مافي )
أنظروا الى النخوة والغيرة !!!!!!!
يقول من أورد لي القصة فما استغربت من تصرفه لأني أعرف أنه من هوات المعاكسات الهاتفية .
تأملوا في الأحاديث التالية :
روى البخاري في صحيحة
حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن عمرو عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال : - ( لا أحد أغير من الله ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ) .
وروى البخاري في صحيحة أيضاً
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يا أمة محمد ما أحد أغير من الله أن يرى عبده أو أمته تزني يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ) .
في البداية يجب تعريف الزنا تعريفاً دقيقا
هل الزنا هو الوقوع على مرأة بالحرام , ام أن لفظ الزنا أعم من ذلك يبين لنا ذلك الحديث التالي
عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: (كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة: العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وهذا لفظ مسلم، ورواية البخاري مختصرة.
فبدأ في الحديث بزنى العين لأنه أصل زنى اليد والرجل والقلب والفرج ونبه بزنى اللسان بالكلام على زنى الفم بالقُبل وجعل الفرج مصدقاً لذلك إن حقق الفعل أو مكذباً له إن لم يحققه
في هذا الموضوع لن أتكلم عن نجاسة الزنا ومفاسده ومضاره على الجسم ومضاره على القلب , ولكني أحيل من أراد القراءة في هذا الموضوع إلى مصنفات العالم الرباني شمس الدين إبن قيم الجوزية رحمه الله , فيمكن الرجوع إلى كتبه , روضة المحبين , الداء والدواء , بدائع الفوائد , الطرق الحكمية , إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان , فقد زاد وأفاض رحمه الله في هذا الجانب ,
ولكني سأتكلم عن أثر الزنا بدرجاته المختلفة على محارم الزاني أخواته بناته زوجته وحتى أمه والعياذ بالله ,
في البداية أورد هذه القصه للعابثين بالأعراض , سواءاً بالنظرات أو الكلمات أو اللمسات أو ماهو أكبر
(( يحكى أن أحد التجار بعث ابنه في تجارة له , وعند وداع التاجر لإبنه قال له : ( يابني حافظ على عرض أختك )
استغرب الولد من كلمة أبيه
وقال له يا أبتي أنت من سيبقى عند أختي فأنت من سيحافظ على عرضها ,
فقال له الأب مرة أخرى ( حافظ على عرض أختك ) .
وبعد سفر الإبن بفترة شاهد ذلك التاجر السقاء الذي لم يعهد عليه غدر شاهده يقبل إبنته ,
فعلم أن ابنه قد خان الأمانه ولم يعمل بنصيحة أبيه .
وعند عودة الإبن من سفره سأله أبوه ماذا عملت من عمل يغضب الله
وبعد إلحاح من التاجر قال له الولد ( لم أعمل شيئاً إلا أنني خطفة قبلة من فتاة )
فقال له التاجر ( دقة بدقة ولو زدت لزاد السقاء )
وللقصة رواية أخرى لا حاجة لإيرادها لأنها تؤدي نفس المعنى .
وقصة أخرى: فلما قيل لبعض الملوك إن الزنى يؤخذ بمثله من ذرية الزاني فأراد تجربته بابنة له وكانت في غاية الحسن فأنزلها مع امرأة وأمرها ألا تمنع أحدا أراد التعرض لها بأي شيء شاء، وأمرها بكشف وجهها، فطافت بها في الأسواق فما مرت على أحد إلا وأطرق حياء وخجلا منها، فلما طافت بها المدينة كلها ولم يمد أحد نظره إليها رجعت إلى دار الملك، فلما أرادت الدخول أمسكها إنسان وقبلها ثم ذهب عنها، فأدخلتها المرأة على الملك وذكرت له القصة فسجد شاكرا وقال: الحمد لله تعالى، ما وقع مني في عمري قط إلا قبلة لأجنبية وقد قوصصت بها الآن، أي وقع القصاص به في ابنته
والقصة وإن كانت ليست محلا للقدوة - فلو سأل ربه العافية لكان أوسع له - لكنها يؤخذ منها عبرة، فهل يصدق الآن من يزني أن بيته مصاب لا محالة ؟ ! ! ( المصدر موقع الإسلام )
فهل يصدق الآن من يزني أن بيته مصاب لا محالة....
فهل يصدق الآن من يزني أن بيته مصاب لا محالة ....
وهذا هو مناسبة العنوان الذي اخترته لهذا الموضوع
هل تريد أن تكون قواداً على محارمك ؟
فلو دققنا النظر لوجدنا أن من انتهك أعراض المسلمين فكأنه يقود محارمه إلى من ينتهك أعراضهن
فالزنى كما تعلمون ديْن ولابد أن يٌقتص من عرض الزاني ولو بعد حين
و رد الدين دائماً يكون أصعب من أخذ الدين
فلو اقترضت مبلغا من المال لبددته وصرفته بسهولة ولكن عند رد القرض ستجد أن الموضوع أصعب بكثير
فمن أخذ من أعراض الناس كلمة فسيؤخذ من عرضه كلمات
ومن اخذ من أعراض الناس لمسة فسيؤخذ من عرضه لمسات
ومن أخذ أكثر من ذلك فسيؤخذ من عرضه ما هو أكبر
فمن انتهك أعراض الناس وهم في غفلة فسينتهك عرضه أمام عينية ولن يستطيع أن يحرك ساكناً
كمثل قصة ذلك الرجل الذي شاب وهو منغمس في الملذات والشهوات فابتلاه الله بحادث أصيب على إثره بشلل رباعي , فأصبح يرى الرجال الأجانب يدخلون بيته ويخرجون أمام عينية وهو لا يملك الا دموع الحرقة والندم ,
نسأل الله السلامة والعافية لنا ولكم ولسائر المسلمين إنه سميع مجيب
ويرد على خاطري في هذه اللحظات أبيات للإمام الشافعي رحمه الله حيث يقول:
عفوا تعف نساؤكم في المحرم ..... وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
إن الزنا دين فإن أقرضته ..... كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
يا هاتكا حرم الرجال وقاطعا ..... سبل المودة عشت غير مكرم
لو كنت حرا من سلالة ماجد ..... ما كنت هتاكا لحرمة مسلم
من يزن يزن به ولو بجداره ..... إن كنت يا هذا لبيبا فافهم
من يزن في قوم بألفي درهم ..... يزن في أهل بيته ولو بالدرهم
وما ذكرته ينطبق على من ابحر في الانترنت للأيقاع بالفتيات
ولمن ابحر في القنوات الفضائية للنظر للمحرمات
ولمن استخدم الهاتف للمعاكسات
ولمن وقف في الأسواق لتوزيع الأرقام
ولمن تجول بجانب المدارس والكليات لمضايقة بنات المسلمين
ولمن ......................................... والقائمة تطول
فكله دين عليك وسيسدد من أعراض محارمك
[align=center]فهل تريد أن تكون قواداً على محارمك ؟[/align]
همسة للفتيات ( أثبتت دراسة أجريت في الأزهر الشريف أن جميع الفتيات اللاتي يتعرضن للمضايقات والاغتصابات هن فتيات متبرجات , فهل تتعظين أختي وتلتزمي بالحجاب الشرعي )
وأخيراً أقول :
هل من توبه ؟
قال العبد المذنب الذليل:
يا رب هل من توبة.............. تمحو الخطايا والذنوب
قال الله التواب الجليل:
( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى ) [ طه : 82 ]
وقال ( إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما ) [الفرقان : 70 ]
وهنا أورد قصة ماعز الاسلمي رضي الله عنه :
فقد أتى إلى الرسول صلى الله عليه واسلم وشهد على نفسه أربع شهادات أنه زنى فلما تأكد الرسول صلى اله عليه وسلم من أنه وقع في فاحشة الزنا قال له صلى الله عليه وسلم : (فماذا تريد بهذا القول ؟ )
قال: تطهرني، فأمر به فرجم )
فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلين من أصحابه يقوله أحدهما لصاحبه: انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه، فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب، فسكت عنهما - صلى الله عليه وسلم - ثم سار ساعة حتى مر بجيفة حمار شائل برجله، فقال: " أين فلان وفلان " فقالا: نحن ذان يا رسول الله، فقال: " انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار " فقالا: يا نبي الله من يأكل هذا، قال: " فما نلتما من عرض أخيكما آنفا أشد من أكل منه، والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها ) .
أيها المسرف على نفسك: أما آن لك أن تتوب فيتوب عليك غفار الذنوب ؟
فباب التوبة مازل مفتوحاً
روى البخاري في صحيحة
حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن الحارث بن سويد حدثنا عبد الله بن مسعود حديثين أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم والآخر عن نفسه قال إن المؤمن يرى
ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا قال أبو شهاب بيده فوق أنفه ثم قال لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال أرجع إلى مكاني فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده ) .
نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية
وفي ختام الختام أذكر نفسي وإياكم بنصيحة للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله ذكرها في محاضرة بعنوان (آداب الطلب) موجودة على موقع البث الإسلامي .
وهي والله نصيحة تكتب بماء الذهب حيث يقول حفظه الله : ( أما مسألة قيام الليل وصية مختصرة , بعد صلاة العشاء اقفل باب بيتك اترك عنك الزيارات إلا لشيئ ضروري أو شيئ مع أهل الإنسان , كثرة الزيارات في الليل هي التي أضاعت الأوقات ومحقت البركة من الساعات فأغلق باب بيتك ثم قم فصلي تجلس ساعتين تقرأ فيهما مالا يقل عن جزئين إلى ثلاثة أجزاء , ملايين من الحسنات والدرجات .
والله لن تصبح إلا وقد وجدت أثر ذلك وبركته حتى أن لسانك يسدد ( إن ناشئة الليل هي أشد وطئاَ وأقوم قيلا ) قائم الليل محفوظ اللسان محفوظ الجوارح والأركان وجرب ثلاثة أيام إلى اسبوع وستجد حياتك كلها تغيرت , قيام الليل لاتتركه أبدأً , أين حق الله ؟ , أين حق ملك الملوك ؟ , وأنت في كل طرفة عين تغدو في نعمه .
حفظك الله قائماً قاعداً نائماً مستيقظاً , تستكثر عليه قيام ساعة , تقول حاولت قيام الليل وما قدرت !! (المحروم من حرم) ,ووالله إن لم تتدارك نفسك اليوم بالجد والإجتهاد في طاعة الله لتبكين بكاء الندم والألم ساعةً لا ينفع فيها البكاء والندم .
تدارك نفسك قم وإذا لم تكن حافظاً للقرآن فافتح المصحف واقرأ منه ما تيسر وابك وتضرع لربك , واستغفر من ذنوبك واسأله القبول لأعمالك الصالحة , وتدعو لك ولوالديك ولأموات المسلمين ولعلماء المسلمين ولكل ذي حق في هذا الدين .
كم من الأجور والحسنات ؟
وستصبح وترى بركة ذلك إنشاء الله , وبيني وبينك ثلاثة أيام جرب ثلاثة أيام متعاقبه لا تترك ورداً من الليل وسترى عاقبة ذلك إنشاء الله , ولا تنسنا من صالح دعوة فقد دللتك على باب عظيم فلا تتقاعس ) إنتهى كلام الشيخ حفظه الله
ولاتنسو أخاكم النعماني من صالح دعائكم
اللهم اهد شباب المسلمين واهد نسائهم وردهم إليك رداً جميلا
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد مع اقتباس
-new.gif)
