التسول... مرض اجتماعي !!

إن التسول إحدى الظواهر الاجتماعية الممقوتة , و وسيلة من وسائل كسب و ابتزاز أموال المسلمين بطرق غير مشروعة , و هي عامل رئيس في وجود أفراد عالة على المجتمع و الوطن , يقدمون صورة سيئة و غير حضارية للإسلام و المسلمين و الوطن , و التسول مرض اجتماعي يكون سببا رئيسا في انتشار البطالة و السرقة و العداوة , و زعزعة كيان الأسر و انتشار السلوكيات الخاطئة بين أفراد المجتمع , و إن ديننا الإسلامي حذر من التسول , و حث على الترفع عن المسالة و ذلها فقال صلى الله عليه وسلم : ( ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم ) . و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر). وإن الدين القويم نهى عن المسألة , و ضيق أبوابها تضييقا شديدا و ذلك لعواقبه الوخيمة , و فتح أبواب العمـل وحث على العمل الشريف والكسب الطيب لكي يحفظ الإنسان نفسه من الفقر والعوز , وألا يذل الإنسان نفسه لمسألة الناس , كما قال الصادق المصـدوق : ( لئن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه ) . ومن الغريب أن نرى أكثر هؤلاء المتسولين لا ينتمون إلى بلادنا , بل هم غرباء عن بلادنا , وقد وفـدوا إلى مملكتنا الغالية بحجة الحج أو العمـل أو غيره , وقد احترفوا ظاهرة التسول لاستعطاف قلوب الناس , وابتزاز أموالهم , و هم قادرون على العمل , وليس بهم عاهات و لا إعاقات ينتشرون بين المساجد , ويتنقلون بين الأسواق والمحلات التجارية , و تنشط تلك الظاهرة في مواسم الأعياد , يتخذون في التسول طرقا و أشكالا لكسب المال . والأسوأ من ذلك , بل الأخطر إن سلك مسلكهم صغار السن الذين لا يدركون عواقب الأمور, و قلدوهم في المسألة و التسول , وأن ظاهرة التسول قد تجرهم إلى سلوكيات خاطئـة , أو أن يستغل ضعاف النفوس الأطفال اليتامى و الفقراء و المساكين في المسألة في أعمال سيئة , فيها تدمير لكيان الأطفال , أعمال ممقوتة تنتشر في المجتمع , وتسيء إلى الدين والوطن لا قدر الله , وإن دولتنا الرشيدة لـم تـأل جهودها المتواصلة في القضاء على هذه الظاهرة , فأنشأت أجهزة كثيرة في مختلف مناطق المملكــة ومحافظاتها لمكافحة التسول , وخصصت رواتب للعجزة والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة والتي كان لها الأثـر الطيب و المحمود في انحسـار هذه الظاهـرة . وأخيرا ينبغي على المجتمع أن يكون مجتمعا واعيا , و يكثف البرامج التربوية و التوعوية الهادفة التي تكون سببا في توعية المجتمــع عامة صغارا وكبارا ذكورا و إناثا لمسـاوئ التسول و غيره من الآفات الاجتماعية .

عبد العزيز السلامة / أوثـال