لوحة فنية من رسم صفية فازت في أحد النشاطات المدرسية
أبها: نادية الفواز
صفية فايع عسيري فتاة سعودية تخرجت من الثانوية العامة بتقدير جيد جداً وتميزت بإبداعها في مجال الرسم وفن الخط، ولكن أهم ما يميز هذه الفتاة أنها تكتب وترسم بدون ذراعين مكتملتين، حيث ولدت على هذا النحو، لكن الإعاقة زادتها رغبة في الحياة والنجاح والتحدي وتحقيق الذات.
تميزت صفية منذ صغر سنها بتفوقها في مواد الدين واللغة العربية والمواد العلمية وحلمت بالحصول على شهادة جامعية وبذلت كل جهدها للحصول على شهادة الثانوية العامة. وكانت قد حصلت على جوائز في مدرستها في فن الخط والرسم والزخرفة.
تحدت صفية إعاقتها بفكرها وبتطلعها للمستقبل، وفي حوارها مع "الوطن" كشفت أنها ولدت وهي تعاني من مشكلة بسبب عدم وجود الأطراف السفلية من اليد، حيث لا يوجد لها غير إصبعين في اليد اليسرى موجودين تحت الكوع مباشرة، وأصبع واحد في اليد اليمنى.
وقالت إنها كانت تذهب إلى المدرسة وكانت تتعامل وتحتك بصديقاتها بكل ثقة، كما أنها لم تجد منهن إلا الدعم والمؤازرة. مشيرة إلى أنها كانت موفقة في التعليم العام، فقد حصلت على شهادة الثانوية العامة بتقدير جيد جداً مرتفع وبنسبة 85%. وأضافت صفية "لم تقف إعاقتي أبدا أمام طموحي وتطلعي، حيث تميزت في مدرستي بالرسم وبجمال الخط، وقد كان هذا الأمر محل تعجب من مدرساتي وزميلاتي. ومن هواياتي القراءة والمطالعة".
وتشير إلى أنها على الرغم من إعاقتها تقوم بمساعدة أمها في كنس المنزل وغسيل الصحون، كما أنها تساهم في كافة الأعمال المنزلية. مضيفة أنها عودت نفسها على العمل ولم تجعل إعاقتها تقف سبباً بينها وبين الآخرين أو أن تنطوي على نفسها وأن تنعزل عن العالم الخارجي. وعن الجوائز التي حصلت عليها، أبانت أنها حصلت على العديد من الجوائز في التفوق الدراسي وفي الأنشطة المدرسية وجماعة المصلى، كما لفتت إلى أنها تجيد استخدام الكمبيوتر، وأنها تملك موهبة كبيرة في التعامل مع كافة برامج الحاسب الآلي. وقالت: لقد قدمت أوراق قبولي لجامعة الملك خالد مطلع هذا العام واستغربت من عدم قبولي، فأنا أتمنى أن أتخصص في دراسة الكمبيوتر، وهذا الحلم يراودني منذ كنت طفلة صغيرة، وأتمنى أن أتوفق وأن يساعدني الحظ في تحقيق حلمي وأن أتخرج من الجامعة بعد أن أتخصص في دراسة الحاسب الآلي. وقد توجهت "الوطن" إلى عميد القبول والتسجيل في جامعة الملك خالد الدكتور مرعي القحطاني الذي أكد أنه سيتم النظر في موضوع قبول الطالبة صفية فايع عسيري وفقاً للوائح والأنظمة. وأضاف الدكتور القحطاني "أن جامعة الملك خالد خصصت أكثر من 70 مقعداً خلال العام الحالي للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة في العديد من كليات الجامعة". لافتاً إلى أنه تم قبول العديد من الصم والبكم وذوي الإعاقات الحركية في بعض التخصصات وذلك إدراكاً من الجامعة لأهمية إتاحة الفرصة للمعاقين للالتحاق بالدراسة في التخصصات التي تتناسب معهم، كما عملت الجامعة على إعداد قاعات مناسبة لهم وتهيئة كافة الظروف التعليمية لهم لكي يستطيعوا الحصول على التعليم المناسب وقد تم تعميد وتوجيه عمداء الكليات بهذا الخصوص. ومن جهته، قال والد صفية: إن أمل ابنته أن تدرس في الجامعة، وقد تم رفض قبول طلبها للدراسة في الجامعة بسبب إعاقتها، مؤكداً أن ابنته مبدعة في الخط والرسم والأعمال المنزلية، فهي تعمل كل شيء وأنا ووالدتها نتمنى لها أن تحصل على تعليم عال يحقق طموحها. وأضاف: تملك ابنتي العقل الواعي والتفكير الناضج، فقد ولدت صفية ولديها هذا النوع من الإعاقة وغير ذلك فهي فتاة طبيعية تستحق أن تحلم وتحقق طموحها، مشيراً إلى أنه ووالدتها حاولا تركيب أطراف صناعية لابنتهما وتمت مراجعة المستشفى التخصصي بهذا الشأن، لكن الأطباء اشترطوا الموافقة على قطع أصابع صفية، فتخوفت من الوضع وفضلت البقاء على ما هي عليه.
رد مع اقتباس
