يأمر الله تعالى بتدبر كتابه، وهو التأمل في معانيه وتحديق الفكر فيه وفي مبادئه وعواقبه ولوازم ذلك
فإن تدبر كتاب الله مفتاحٌ للعلوم والمعارف، وكلما ازداد العبد تأملاً فيه ازداد علماً وبصيرة، لذلك أمر الله بذلك وأخبر أنه [هو] المقصود بإنزال القرآن كما قال تعالى (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته،وليتذكر أولو الألباب) وقال تعالى (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)
ومن فوائد التدبر لكتاب الله: أنه بذلك يصل العبد إلى درجة اليقين والعلم بأنه كلام الله، لأنه يراه يصدق بعضه بعضاً، ويوافق بعضه بعضاً.
فترى الحكم والقصة والإخبارات تعاد في القرآن في عدة مواضع كلها متوافقة متصادقة لا ينقض بعضها بعضاً، فبذلك يعلم كمال القرآن وأنه من عند من أحاط علمه بجميع الأمور لذلك قال تعالى (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) أي: فلما كان من عند الله لم يكن فيه اختلاف أصلاً.
المصدر~تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنّان للشيخ عبد الرحمن السعدي