النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: من بطون الكتب

  1. #1

    ~ [ مراقبة سابقة ] ~

    نااايفة غرابيل
    الصورة الرمزية النااايفة
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    حيث تسمو الارواح
    المشاركات
    4,966

    من بطون الكتب

    السلام عليكم


    احبابي في الله


    فكرة رايتها في بعض المواقع اعجبتني جدا

    وهي ان نخصص هذه الصفحة لمنقولاتنا من كتبنا القيمة

    طبعا يحدد الكتاب ورقم الصفحة
    الا ترون ان نا بذلك نتعود على القراءة وننهل منها من مصادرها الصحيحة ففي بعض المواقع يزاد وينقص اوربما غير موثوقة


    نريد من المشارك ان يمسك باي كتاب مباشرة او عن طريق النت قرأ في العلوم الدينية ثم يكتب لنا اسطرا منه يثري ثقافتنا ويجدد عزمنا للقراءة


    بانتظار مشاركاتكم اخواني اخواتي
    تهون الحياة وكل يهوووون ....ولكن اسلامنا لايهووووووووون .....


    _الله جل جلاله_
    هو ملجأي هو مدرأي هو منجني ... من كيد كل منافق خوانِ









    أنا انسان مع نفسي قبل لا اكون معك انسان

    لي مبدأ ولي نظره وتحكمني قناعاتي ,,

    ا

  2. #2

    ~ [ مراقبة سابقة ] ~

    نااايفة غرابيل
    الصورة الرمزية النااايفة
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    حيث تسمو الارواح
    المشاركات
    4,966

    رد: من بطون الكتب

    من كتااب أصول في التفسير
    لشيخ../ محمد بن صالح العثيمين غفر الله له ولوالديه وللمسلمين


    التفسير لغة
    : من الفسر ، وهو : الكشف عن المغطى .

    وفي الاصطلاح
    . بيان معاني القرآن الكريم .

    وتعلم التفسير واجب لقوله تعالى : (
    كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (ص:29) ولقوله تعالى : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا
    ) (محمد:24)

    وجه الدلالة من الآية الأولى أن الله تعالى بين أن
    الحكمة من إنزال هذا القرآن المبارك ؛ أن يتدبر الناس آياته ، ويتعظوا بما فيها .

    والتدبر هو التأمل في الألفاظ للوصول إلى معانيها ، فإذا لم يكن ذلك ، فاتت الحكمة من إنزال القرآن ، وصار مجرد ألفاظ لا تأثير لها .

    ولأنه لا يمكن الاتعاظ بما في القرآن بدون فهم معانيه .

    ووجه الدلالة من الآية الثانية أن الله تعالى وبخ أولئك الذين لا يتدبرون القرآن ، وأشار إلى أن ذلك من الإقفال على قلوبهم ، وعدم وصول الخير إليها .

    وكان سلف الأمة على تلك الطريقة الواجبة ، يتعلمون القرآن ألفاظه ومعانيه ؛ لأنهم بذلك يتمكنون من العمل بالقرآن على مراد الله به فإن العمل بما لا يعرف معناه غير ممكن .


    وقال أبو عبد الرحمن السلمي : حدثنا الذي كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما ، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات ، لم يجاوزوها ، حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل ، قالوا : فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا .

    قال شيخ الإسلام ابن تيميه : والعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا في فن من العلم كالطب والحساب ، ولا يستشرحوه فكيف بكلام الله تعالى الذي هو عصمتهم ، وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم . ويجب على أهل العلم أن يبينوه للناس عن طريق الكتابة أو المشافهة لقوله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ
    )(آل عمران: الآية 187) وتبيين الكتاب للناس شامل لتبيين ألفاظه ومعانيه ، فيكون تفسير القرآن ، مما أخذ الله العهد على أهل العلم ببيانه .

    والغرض من تعلم التفسير هو الوصول إلى الغايات الحميدة والثمرات الجليلة ، وهي التصديق بأخباره والانتفاع بها وتطبيق أحكامه على الوجه الذي أراده الله ؛ ليعبد الله بها على بصيره .


    الواجب على المسلم في تفسير القرآن
    الواجب على المسلم في تفسير القرآن أن يشعر نفسه حين يفسر القرآن بأنه مترجم عن الله تعالى ، شاهد عليه بما أراد من كلامه فيكون معظما لهذه الشهادة خائفا من أن يقول على الله بلا علم ، فيقع فيما حرم الله ، فيخزى بذلك يوم القيامة ، قال الله تعالى : (
    قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (الأعراف:33) وقال تعالى : (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ) (الزمر:60)
    </b></i>
    تهون الحياة وكل يهوووون ....ولكن اسلامنا لايهووووووووون .....


    _الله جل جلاله_
    هو ملجأي هو مدرأي هو منجني ... من كيد كل منافق خوانِ









    أنا انسان مع نفسي قبل لا اكون معك انسان

    لي مبدأ ولي نظره وتحكمني قناعاتي ,,

    ا

  3. #3

    ~ [ مراقبة سابقة ] ~

    نااايفة غرابيل
    الصورة الرمزية النااايفة
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    حيث تسمو الارواح
    المشاركات
    4,966

    رد: من بطون الكتب


    الى كل اخ حبيب جملة من آيات الله – عز وجل – واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الدالة على طريق السعادة في الدنيا والاخرة ومن أخذ منها أخذ بنصيب وافر ومن استكملها أو قارب منها فقد أحسن الى نفسه وسقاها من معين صاف رقراق لا تكدره الدلاء , واستثمر حياته الاستثمار الذي يعود عليه بالنفع والفائدة ومن ذلك أنه :

    يمطر الخير مطراً .

    بقضاء حوائج الناس وتنفيس كربهم .... يفرج هم المهمومين , ويسارع الى تفريج كربه الأرملة ويسعى في حاجة اليتيم .... ويعين الشيخ الكبير , ويفرج هم الشاب الذي وقع في هم تطاول عليه . فكم في هذه الدنيا والله من الهموم والغموم .....وكثير من الناس تنفرج همومهم بتذكيرهم بالصبر والاحتساب ويزول الجزء الاكبر من همه إذا بث حزنه الى من يستمع إليه ................


    يقدم خدماته ولا ينتظر شكرا أو ثناءاً من أحد وهو في هذا الأمر يطلب الثناء من الله والاجر والمثوبة ويطرق باب الاخلاص ويلج منه لأنه يبتغي بعمله هذا وجه البارئ جل وعلا

    قال يوسف بن الحسين : أعز شئ في الدنيا الاخلاص وكم اجتهد في اسقاط الرياء عن قلبي فكأنه ينبت على لون آخر ...........


    يتأول صنيع اخوانه ويحمله محمل الخير ماوجد الى ذلك سبيلا فهم اخوانه واحبابه ومن اولى منهم بذلك قالت بنت عبد الله بن مطيع لزوجها طلحة بن عبد الرحمن بن عوف وكان أجود قريش في زمانه : ما رأيت قوماً ألأممن اخوانك ! قال لها مه ولم ذلك ؟ قالت : أراهم إذا ايسرت لزموك وإذا أعسرت تركوك , فقال لها هذا والله من كرم أخلاقهم , يأتوننا في حال قدرتنا على إكرامهم , ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بحقوقهم .


    كلما جذبته نفسه الى الكسل وركن إ لى الفتور .....تمثل حال النار وأهلها , وتذكر نعيم الجنة وحبورها , فساقته إلى الجد والبذل والمسارعة والمدوامة , قال ابراهيم التميمي : ( مثلت نفسي في النار : أعالج أغلالها وسعيرها , وآكل من زقومها واشرب من زمهريرها , فقلت يانفس أي شئ تشتهين ؟ قالت : ارجع الى الدنيا وأعمل صالحا عملا أنجو به من النار من هذا العذاب ....... ومثلت نفسي في الجنة مع حورها , وألبس من سندسها واستبرقها وحريرها , فقلت : يانفس أي شئ تشتهين ؟ فقالت ارجع إلى الدنيا فأعمل عملا ازداد من الثواب , فقلت أنت في الدنيا وفي الأمنية


    الصحبة في طريق الدنيا أمرها طويل . فإما الى الخير تقود , وإما الى الشر والهاوية تنحرف , وهي الاكثر تأثيراً في حياة الإنسان , ألا ترى نافخ الكير وحامل المسك كأوضح مثال وانصع بيان ! قال صلى الله عليه وسلم ( المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل ) رواه احمد
    لذا هو كثير التفقد لأخلائة إن وجد منهم المقصر نصحه ووجهه , وإن رأى معرضاً وصاداً تركه ونجا بنفسه . وهو يتذكر رفيق السوء أبو جهل عندما كان عند رأس ابو طالب وهو يردد بل على ملة عبد المطلب حتى مات على الشرك ز لذا فهو يحذر رفيق السوء وإن تطاول به العمر وتقدم .
    قال احمد بن حرب ( عبدت الله خمسين سنه فما وجدت حلاوة العباده حتى تركت ثلاثة أشياء : تركت رضا الناس حتى قدرت أن أتكلم بالحق , وتركت صحبة الفاسقين حتى وجدت صحبة الصالحين , وتركت حلاوة الدنيا حتى وجدت حلاوة الآخرة )

    يمطر الخير مطراااااااااااااا :

    يعلم أن ثمرة الخلق الحسن الالفة وانقطاع الوحشة ومتى طاب الثمر طابت الثمرة قال ابو علي صحبت عبد الله الرازي وكان يدخل البادية فقال لي انت الامير أو أنا ؟ فقلت بل أنت فقال وعليك بالطاعه فقلت نعم فأخذ مخلاة ووض ع فيها الزاد وحمله على ظهره ...... فإذاقلت له : اعطني قال ألست الأمير ؟فعليك بالطاعة , فاخذنا المطر ليلة فوقف على رأسي إلى الصباح وعليه كساء وأنا جالس يمنع عني الامطر فكنت أقول مع نفسي ليتني مت ولم أقل أني الامير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟






    اتمنى يعجبكم

    </b></i>







    كتيب اعجبني من فترة فكتبته في صفحات وورد امطر الخير مطرا
    لعبد الملك القاسم
    تهون الحياة وكل يهوووون ....ولكن اسلامنا لايهووووووووون .....


    _الله جل جلاله_
    هو ملجأي هو مدرأي هو منجني ... من كيد كل منافق خوانِ









    أنا انسان مع نفسي قبل لا اكون معك انسان

    لي مبدأ ولي نظره وتحكمني قناعاتي ,,

    ا

  4. #4
    عـــــــــــذبة الروح الصورة الرمزية حنونه
    تاريخ التسجيل
    Feb 2005
    المشاركات
    2,379

    رد: من بطون الكتب

    فكره جدا راآآآآآآآآآآآآآئعة

    لي عودة بإذن الله بكتاب مفيد

    شاكره لك أختي النااايفة

  5. #5
    عـــــــــــذبة الروح الصورة الرمزية حنونه
    تاريخ التسجيل
    Feb 2005
    المشاركات
    2,379

    رد: من بطون الكتب

    كتاب احفظ الله يحفظك
    للشيخ : عائض بن عبدالله القرني

    عنوان هذا الكتاب: "احفظ الله يحفظك" ولا تزال تتكرر هذه الكلمة ما دام في الأرض إسلام، وما دام في الأرض مسلمون.
    من يتّقِ الله يُحمد في عواقبهويكفه شرّ من عزُّوا ومن هانُوا
    من استجار بغير الله في فَزَعٍفإن ناصرَه عجزٌ وخذلانُ
    فالزم يديك بحبل الله معتصماًفإنه الركنُ إن خانتك أركانُ
    * صحّ عند الترمذي وأحمد[1] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما – قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ «يَا غُلاَمُ، إِنِّى أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ ».
    وزاد أحمد في مسنده: «وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً»[2]
    أهمية هذا الموضوع:

    هذه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للأولين والآخرين.
    قال بعض الصالحين: إذا أردتَ أن توصي صاحبك أو أخاك أو ابنك فقل له: احفظ الله يحفظك.
    وقال أحد العلماء: تأملت في هذا الحديث فكدتُ أدهش لما فيه من المعاني الجليلة.
    ولذلك قال سليمان بن داود عليهما السلام: تعلمنا مما تعلَّم الناس، ومما لم يتعلم الناس، فما وجدنا كحفظ الله في الغيب والشهادة.

    لمن هذا الكتاب؟

    هذا الكتاب لا يوجّه لصنف من الناس، وإنما هو للملوك، وللأمراء، وللوزراء، وللموظفين، وللأطباء، وللمهندسين، وللتجار، وللفلاحين، وللعسكريين، وللرجال، وللنساء.
    دعها سماوية تجري على قدر لا تفسدنها برأي منك منكوس
    وقال الآخر:
    يا حافظَ الآمال أنت حفظتني وعدى الظلوم عليَّ كي يجتاحني فنصرتني
    فانقاد لي متخشعاً لما رآك منعتني

    حفظ الله تعالى:

    الله سبحانه وتعالى خلق خلقه، وهو يحفظهم ويتولاهم، فما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها، (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف:64].
    رأي رجلٌ عصفوراً يطير من شجرة إلى شجرة، وبفمه لحمة ينقلها إلى أعلى نخلة، فصعد الرجل إلى أعلى النخلة، فوجد في أصل النخلة حية عمياء كبيرة السن، فكان إذا اقترب منها العصفور وَشْوَشَ لها، فتفتح فاهها فيلقي فيه قطعة اللحم. حية رزقها يصلها إلى رأس النخلة، بعصفور وهي عمياء، ويصرصر لها العصفور فترفع فكَّها.
    من الذي دلّ العصفور؟ إنه الواحد الأحد!! إنه رب العصفور!!
    من الذي رزق الحية؟ إنه الحيّ القيوم، ربُّ الحيّة. (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَىاللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍمُبِينٍ) [هود:6].
    * والله سبحانه وتعالى يحفظ من حفظه من عباده في حالات ومقامات متنوعة، لا يمكن لأحد حصرها أو عدّها. يحفظه في دينه، وذلك أغلى ما عند المسلم، ويحفظه في دنياه من كل سوء، ويسخر له مخلوقاته، (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف:64].
    * وحفظ الله تعالى المرءَ في دينه كثيراً ما يغيب عن الأذهان بالرغم من أهميته وخطورته.. فيحفظ الله قلبه من الشبهات والشكوك، ويحميه من الشرك والنفاق، ويحفظه من الحيرة والتردد، ومن كل مبدأ دخيل هدام.. والناس من حوله صرعى بلا هدف ولا وجهة.. وهو قد حفظه الله، فعرف درب الخير والفلاح.
    ويحفظه عند ساعة الاحتضار، عند فراق هذه الدنيا، في تلك اللحظة الحرجة التي يحرص الشيطان على اصطياد المرء فيها، ولكن المؤمن الصادق يثبته الله بقوله الثابت، ويحفظه ويسدده، ويوفقَّه لقول كلمة التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
    وكم من شخص ضيَّع حدودَ الله.. وعند الموت خانه لسانه فعجز عن التلفظ بالشهادة.. وندم وتحسَّر، وأسف على ما قدَّم ولات ساعة مندم!! لأنه لم يحفظ الله تعالى! فلم يحفظه سبحانه، فخسر الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين!

    [1]الترمذي (2516) وأحمد في مسنده (1/293، 303، 307)

    [2]أحمد (1/307)



    حفظ الله لأوليائه في الدنيا

    أما حفظه تعالى لأوليائه وعباده الصالحين في الدنيا، فله صور وأنواع متنوعة، وإليك أخي القارئ أمثلة من ذلك:
    1- الحفظ من مكر الأعداء:

    دعا نبي الله إبراهيم عليه السلام قومه، فلما ضاقوا به ذرعاً أجمعوا أمرهم على إلقائه في النار، ووضعوا إبراهيم في المنجنيق، وأشعلوا له ناراً، وأوقدوها وقالوا: ألقوه في النار. فأتى جبريل في تلك اللحظة إلى إبراهيم عليه السلام، فقال: يا إبراهيم، هل لك إليَّ حاجة؟ قال: أما إليك فلا! وأمّا إلى الله فبلى[1]؟
    وفي البخاري[2] عن ابن عباس موقوفاً، قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل" قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا:(إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) [آل عمران:173]
    ألقوه نبي الله إبراهيم في النار، وهو في الهواء، يقول: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. وفي أثناء وقوعه قال الله للنار: (كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ) [الأنبياء:69]، فخرج ونجا من كيدهم.
    (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف:64]، فمن الذي يطفئ النار؟ إنه الله!! ومن الذي ينجي من اليم؟ إنه الله!! ومن الذي يصل الحبل بعبده؟ إنه الله.
    كم نطلب الله في شرًّ يحلّ بنا فإن تولت بلايانا نسيناه
    ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا فإن رجعنا إلى الشاطي عصيناه
    ونركب الجوَّ في أمن وفي دعة فما سقطنا لأن الحافظ الله
    2- الحفظ من كيد الطغاة والحكام:

    * موسى عليه السلام أرسله الله سبحانه إلى فرعون الطاغية، فذهب إليه ليدعوه إلى الله سبحانه وتعالى، وقبل أن يدخل إلى إيوانه وديوانه يعرف أن الموت في الديوان، من الذي في

    [1]انظر تفسير ابن كثير 3/294

    [2]البخاري: (4563)



  6. #6
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية كاسب العز
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    جــــــــــــده
    المشاركات
    26,890

    رد: من بطون الكتب



    فكره رائعه بارك الله فيك

    لك مني أجمل تحية

    تقبل مرورى

    كاسب العز

    {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }

    أنت الزائررقم

    لمــواضيعي





    جـــده

  7. #7

    رئيس مجلس الإدارة
    الصورة الرمزية جميل الثبيتي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الدولة
    في اطهر البقاع
    المشاركات
    16,180

    رد: من بطون الكتب

    جزاك الله خيرا يالنااايفة ورفع ربي قدرك

    فكرة مثمرة اسأل الله أن تؤتي أوكلها

    حماك الله

  8. #8

    مشرفة سابقة

    الصورة الرمزية طالبة قانون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    667

    رد: من بطون الكتب

    مشكورة وعساك على القوة ...ولي رجعة ان شا اللله
    سبحاااااااااااااااااااان الله..
    اعطيتك حسنة ...اعطني دعوة


  9. #9

    المراقبة العامة للتعليم الموازي

    الصورة الرمزية الابتسامه المهاجرة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    قلب أمي الراحل
    المشاركات
    9,932

    رد: من بطون الكتب

    فكره رائعه جدا ولي عوده


  10. #10

    ~ [ مراقبة سابقة ] ~

    نااايفة غرابيل
    الصورة الرمزية النااايفة
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    حيث تسمو الارواح
    المشاركات
    4,966

    رد: من بطون الكتب

    كتاب شرح العقيدة الواسطيه لشيخنا ابن عثيمين رحمه الله

    هنا يقول الله عز وجل: ]وقالت اليهود يد الله مغلولة[: ]يد[: أفردوها، لأن اليد الواحد أقل عطاء من اليدين الثنتين، ولهذا جاء الجواب بالتثنية والبسط، فقال: ]بل يداه مبسوطتان[.
    * ولما وصفوا الله بهذا العيب، عاقبهم الله بما قالوا، فقال: ]غلت أيديهم[، أي: منعت عن الإنفاق، ولهذا كان اليهود أشد الناس جمعاً للمال ومنعاً للعطاء، فهم أبخل عباد الله، وأشدهم شحاً في طلب المال، ولا يمكن أن ينفقوا فلساً، إلا وهم يظنون أنهم سيكسبون بدله درهماً، ونرى نحن الآن لهم جمعيات كبيرة وعظيمة، لكن هم يريدون من وراء هذه الجمعيات والتبرعات أكثر وأكثر، يريدون أن يسيطروا على العالم.
    فإذا، لا تقل أيها الإنسان: كيف نجمع بين قوله تعالى: ]غلت أيديهم[، وبين الواقع اليوم بالنسبة لليهود؟! لأن هؤلاء القوم يبذلون ليربحوا أكثر.
    * ]ولعنوا ما قالوا[، أي: طردوا وأبعدوا عن رحمة الله عز وجل، لأن البلاء موكل بالمنطق، فهم لما وصفوا الله بالإمساك، طردوا وأبعدوا عن رحمته، قيل لهم: إذا كان الله عز وجل كما قلتم لا ينفق، فليمنعكم رحمته حتى لا يعطيكم من جوده، فعوقبوا بأمرين:
    1- بتحويل الوصف الذي عابوا به الله سبحانه إليهم بقوله: ]غلت أيديهم[.
    2- وبإلزامهم بمقتضى قولهم، بإبعادهم عن رحمة الله، حتى لا يجدوا جود الله وكرمه وفضله.
    * ]بما قالوا[: الباء هنا للسببية، وعلامة الباء التي للسببية: أن يصح أن يليها كلمة (سبب).
    و (ما) هنا يصح أن تكون مصدرية، ويصح أن تكون موصولة، فإن كانت موصولة، فالعائد محذوف، وتقديره: بالذي قالوه. وإن كانت مصدرية، فالفعل يحول إلى مصدر، أي: بقولهم.
    * ثم أبطل الله سبحانه وتعالى دعواهم، فقال: ]بل يداه مبسوطتان[.
    * ]بل[: هنا للإضراب الإبطالي.
    وانظر كيف اختلف التعبير: ]بل يداه مبسوطتان[، لأن المقام مقام تمدح بالكرم، والعطاء باليدين أكمل من العطاء باليد الواحدة.
    * ]مبسوطتان[: ضد قولهم: ]مغلولة[، فيد الله تعالى مبسوطتان واسعتا العطاء:
    كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يد الله ملأى سحاء (كثيرة العطاء) الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق مذ خلق السماوات والأرض، فإنه لم يغض ما فيه يمينه"[109].
    من يحصى ما أنفق الله منذ خلق السماوات والأرض؟! لا يحصيه أحد! ومع ذلك لم يغض ما في يمينه.
    وهذا كقوله تعالى في الحديث القدسي: "يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، قاموا في صعيد واحد، فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا غمس في البحر"[110].
    ولننظر إلى المخيط غمس في البحر، فإذا نزعته، لا ينقص البحر شيئاً أبداً، ومثل هذه الصيغة يؤتى بها للمبالغة في عدم النقص، لأن عدم نقص البحر في مثل هذه الصورة أمر معلوم، مستحيل أن البحر ينقص بهذا، فمستحيل أيضاً أن الله عز وجل ينقص ملكه إذا قام كل إنسان من الإنس والجن، فقاوموا فسألوا الله تعالى، فأعطى كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك من ملكه شيئاً.
    لا تقل: "نعم، لا ينقص من ملكه شيئاً، لأنه انتقل من ملكه إلى ملكه"، لأنه لا يمكن أن يكون هذا هو المراد، لأنه لو كان هذا المراد، لكان الكلام عبثاً ولغواً.
    لكن المعنى: لو فرض أن هذه العطايا العظيمة أعطيت على أنها خارجة عن ملك الله، لم ينقص ذلك من ملكه شيئاً.
    ولو كان المعنى هو الأول، لم يكن فيه فائدة، فمعروف أنه لو كان عندك عشرة ريالات، أخرجتها من الدرج الأيمن إلى الدرج الأيسر، وقال إنسان: إن مالك لم ينقص، لقيل: هذا لغو من القول!
    المهم أن المعنى: لو أن هذا الذي أعطاه السائلين خارج عن ملكه، فإنه لا ينقصه سبحانه وتعالى.
    وليس إنفاق الله تعالى لما نحصل من الدراهم والمتاع، بل كل ما بنا من نعمة فهو من الله تعالى، سواء كانت من نعم الدين أم الدنيا، فذرات المطر من إنفاق الله علينا، وحبات النبات من إنفاق الله.
    أفبعد هذا يقال كما قالت اليهود عليهم لعائن الله: (يد الله مغلولة) ؟!
    لا والله! بل يقال: إن يدي الله عز وجل مبسوطتان بالعطاء والنعم التي لا تعد ولا تحصى.
    لكن إذا قالوا: لماذا أعطى زيداً ولم يعط عمراً؟
    قلنا: لأن الله تعالى له السلطان المطلق والحكمة البالغة، ولهذا قال رداً على شبهتهم: ]ينفق كيف يشاء[، فمن الناس من يعطيه كثيراً، ومنهم من يعطيه قليلاً، ومنهم من يعطيه وسطاً، تبعاً لما تقتضيه الحكمة، على أن هذا الذي أعطي قليلاً ليس محروماً من فضل الله وعطائه من جهة أخرى، فالله أعطاه صحة وسمعاً وبصراً وعقلاً وغير ذلك من النعم التي لا تحصى، ولكن لطغيان اليهود وعدوانهم وأنهم لم ينزهوا الله عن صفات العيب، قالوا: ]يد الله مغلولة[.
    فالآيتان السابقتان فيهما إثبات صفة اليدين لله عز وجل.
    ولكن قد يقول قائل: إن لله أكثر من يدين، لقوله تعالى: ]أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً[ [يس: 71]، فأيدينا هنا جمع، فلنأخذ بهذا الجمع، لأننا إذا أخذنا بالجمع، أخذنا بالمثنى وزيادة، فما هو الجواب؟
    فالجواب أن يقال: جاءت اليد مفردة ومثناة وجمعاً:
    أما اليد التي جاءت بالإفراد، فإن المفرد المضاف يفيد العموم، فيشمل كل ما ثبت لله من يد، ودليل عموم المفرد المضاف قوله تعالى: ]وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها[ [إبراهيم: 34]، فـ ]نعمت[: مفرد مضاف، فهي تشمل كثيراً، لقوله: ]لا تحصوها[، إذاً: فما هي واحدة ولا ألف ولا مليون ولا ملايين.
    ]يد الله[: نقول هذا المفرد لا يمنع التعدد إذا ثبت، لأن المفرد المضاف يفيد العموم.
    أما المثنى والجمع، فنقول: إن الله ليس له إلا يدان اثنتان، كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة.
    ففي الكتاب:
    في سورة ص قال: ]لما خلقت بيدي[ [ص:57]، والمقام مقام تشريف، ولو كان الله خلقه بأكثر من يدين، لذكره، لأنه كلما ازدادت الصفة التي بها خلق الله هذا الشيء، ازداد تعظيم هذا الشيء.
    وأيضاً: في سورة المائدة قال: ]بل يداه مبسوطتان[ [المائدة: 64]، في الرد على من قالوا: ]يد الله[، بالإفراد، والمقام مقام يقتضي كثرة النعم، وكلما كثرت وسيلة العطاء، كثر العطاء، فلو كان لله تعالى أكثر من اثنتين لذكرهما الله لأن العطاء باليد الواحدة عطاء ، فباليدين أكثر وأكمل من الواحدة ، وبالثلاث ـ لو قدر كان أكثر ، فلو كان لله تعالى أكثر من اثنتين لذكرهما الله ؛ لأن العطاء باليد الواحدة عطاء فباليدين أكثر وأكمل من الواحدة ؛ وبالثلاث لو قدر كان أكثر ب فلو كان لله تعالى أكثر من أثنتين لذكرهما.
    أما السنة فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: "يطوي الله تعالى السماوات بيمينه والأرض بيده الأخرى"[111].
    قال صلى الله عليه وسلم: "كلتا يديه يمين[112].
    ولم يذكر أكثر من اثنتين.
    وأجمع السلف على أن لله يدين اثنتين فقط بدون زيادة.
    فعندنا النص من القرآن والسنة والإجماع على أن لله تعالى يدين اثنتين، فيكف نجمع بين هذا وبين الجمع: ]مما عملت أيدينا[ [يس: 71]؟!
    فنقول الجمع على أحد الوجهين:
    فإما أن نقول بما ذهب إليه بعض العلماء، من أن أقل الجمع اثنان، وعليه، فـ]أيدينا[ لا تدل على أكثر من اثنتين، يعني: لا يلزم أن تدل على أكثر من اثنين، وحينئذ تطابق التثنية: ]بل يداه مبسوطتان[، ولا إشكال فيه.
    فإذا قلت: ما حجة هؤلاء على أن الجمع أقله اثنان؟
    فالجواب: احتجوا بقوله تعالى: ]إن )إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا )(التحريم: من الآية4) ، وهما اثنتان، والقلوب جمع، والمراد به قلبان فقط، لقوله تعالى:)مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ )(الأحزاب: من الآية4)ٍ، ولا لامرأة كذلك.
    واحتجوا أيضاً بقول الله تعالى:) فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ)(النساء: من الآية11) جمع، والمراد به اثنان.
    واحتجوا أيضاً بأن جماعة الصلاة تحصل باثنين.
    ولكن جمهور أهل اللغة يقولون: إن أقل الجمع ثلاثة، وإن خروج الجمع إلى الاثنين في هذه النصوص لسبب، وإلا فإن أقل الجمع في الأصل ثلاثة.
    وإما أن نقول: إن المراد بهذا الجمع التعظيم، تعظيم هذه اليد وليس المراد أن لله تعالى أكثر من اثنتين.
    ثم إن المراد باليد هنا نفس الذات التي لها يد، وقد قال الله تعالى:)ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) (الروم:41) ، أي: بما كسبوا، سواء كان من كسب اليد أو الرجل أو اللسان أو غيرها من أجزاء البدن، لكن يعبر بمثل هذا التعبير عن الفاعل نفسه.
    ولهذا نقول: إن الأنعام التي هي الإبل لم يخلقها الله تعالى بيده، وفرق بين قوله: ]مما عملت أيدينا[، وبين قوله: ]لما خلقت بيدي[، فـ: ]مما عملت أيدينا[، كأنه قال: مما عملنا، لأن المراد باليد ذات الله التي لها يد، والمراد بـ]بيدي[: اليدان دون الذات.
    وبهذا يزول الإشكال في صفة اليد التي وردت بالإفراد والتثنية والجمع.
    فعلم الآن أن الجمع بين المفرد والتثنية سهل، وذلك لأن هذا مفرد مضاف فيعم كل ما ثبت لله من يد.
    وأما بين التثنية والجمع، فمن وجهين:
    أحدهما: أنه لا يراد بالجمع حقيقة معناه ـ وهو الثلاثة فأكثر ـ بل المراد به التعظيم كما قال الله تعالى: ]إنا[ و ]نحن[ و ]وقلنا[.... وما أشبه ذلك، وهو واحد، لكن يقول هذا للتعظيم.
    أو يقال: إن أقل الجمع اثنان، فلا يحصل هنا تعارض.
    وأما قوله تعالى: ]والسماء بنيناها بأيد[ [الذاريات: 47]، فالأيد هنا بمعنى القوة، فهي مصدر آد يئيد، بمعنى: قيد، وليس المراد بالأيد صفة الله، ولهذا ما أضافها الله إلى نفسه، ما قال: بأيدينا! بل قال: ]بأيد[، أي: بقوة.
    ونظير ذلك قوله تعالى: ]يوم يكشف عن ساق[ [القلم: 42]، فإن لعلماء السلف في قوله: ]عن ساق[: قولين:
    القول الأول: أن المراد به الشدة.
    والقول الثاني: أن المراد به ساق الله عز وجل.
    فمن نظر إلى سياق الآية مع حديث أبي سعيد[113]، قال: إن المراد بالساق هنا ساق الله. ومن نظر إلى الآية بمفردها، قال: المراد بالساق الشدة.
    فإذا قال قائل: أنتم تثبتون أن لله تعالى يداً حقيقية، ونحن لا نعلم من الأيدي إلا أيادي المخلوقين، فيلزم من كلامكم تشبيه الخالق بالمخلوق.
    فالجواب أن نقول: لا يلزم من إثبات اليد لله أن نمثل الخالق بالمخلوقين، لأن إثبات اليد جاء في القرآن والسنة وإجماع السلف، ونفي مماثلة الخالق للمخلوقين يدل عليه الشرع والعقل والحس:
    - أما الشرع، فقوله تعالى: (ليْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الشورى: من الآية11).
    - وأما العقل، فلا يمكن أن يماثل الخالق المخلوق في صفاته، لأن هذا يعد عيباً في الخالق.
    - وأما الحس، فكل إنسان يشاهد أيدي المخلوقات متفاوتة ومتباينة من كبير وصغير، وضخم ودقيق.. إلخ، فيلزم من تباين أيدي المخلوقين وتفاوتهم مباينة يد الله تعالى لأيدي المخلوقين وعدم مماثلته لهم سبحانه وتعالى من باب أولى.
    هذا، وقد خالف أهل السنة والجماعة في إثبات اليد لله تعالى أهل التعطيل من المعتزلة والجهمية والأشعرية ونحوهم، وقالوا: لا يمكن أن نثبت لله يداً حقيقية، بل المراد باليد أمر معنوي، وهو القوة!! أو المراد باليد النعمة لأن اليد تطلق في اللغة العربية على القوة وعلى النعمة.

    ففي الحديث الصحيح حديث النواس بن سمعان الطويل: "أن الله يوحي إلى عيسى أني أخرجت عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم"[114]، والمعنى: لا قوة لأحد بقتالهم، وهم يأجوج ومأجوج.
    وأما اليد بمعنى النعمة، كثير، ومنه قول رسول قريش لأبي بكر: "لولا يد لك عندي لم أجزك بها، لأجبتك[115]، يعني: نعمة.
    وقول المتنبي:
    وكم لظلام الليل عندك من يد تحدث أن المانوية تكذب
    والمانوية: فرقة من المجوس الذين يقولون: إن الظلمة تخلق الشر، والنور يخلق الخير. فالمتنبي يقول: إنك تعطي في الليل العطايا الكثيرة التي تدل على أن المانوية تكذب، لأن ليلك يأتي بخير.
    فالمراد بيد الله: النعمة، وليس المراد باليد اليد الحقيقية، لأنك لو أثبت لله يداً حقيقية، لزم من ذلك التجسيم أن يكون الله تعالى جسماً، والأجسام متماثلة، وحينئذ تقع فيما نهى الله عنه في قوله: (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَال)[النحل: 74].
    ونحن أسعد بالدليل منك أيها المثبت للحقيقة!! نقول: سبحان من تنزه من الأعراض والأبعاض والأغراض!! لا تجد مثل هذه السجعة لا في الكتاب ولا في السنة.
    وجوابنا على هذا من عدة وجوه:
    أولاً: أن تفسير اليد بالقوة أو النعمة مخالف لظاهر اللفظ، وما كان مخالفاً لظاهر اللفظ، فهو مردود، إلا بدليل.
    ثانياً: أنه مخالف لإجماع السلف، حيث إنهم كلهم مجمعون على أن المراد باليد اليد الحقيقية.
    فإن قال لك قائل: أين إجماع السلف؟ هات لي كلمة واحدة عن أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي، يقولون: إن المراد بيد الله الحقيقية!.
    أقوله له: ائت لي بكلمة واحدة عن أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو غيرهم من الصحابة والأئمة من بعدهم يقولون: إن المراد باليد القوة أو النعمة.
    فلا يستطيع أن يأتي بذلك.
    إذاً، فلو كان عندهم معنى يخالف ظاهر اللفظ، لكانوا يقولون به، ولنقل عنهم، فلما لم يقولون به، علم أنهم أخذوا بظاهر اللفظ وأجمعوا عليه.
    وهذه فائدة عظيمة، وهي أنه إذا لم ينقل عن الصحابة ما يخالف ظاهر الكتاب والسنة، فإنهم لا يقولون بسواه، لأنهم الذين نزل القرآن بلغتهم، وخاطبهم النبي صلى الله عليه وسلم : بلغتهم، فلا بد أن يفهموا الكتاب والسنة على ظاهرهما، فإذا لم ينقل عنهم ما يخالفه، كان ذلك قولهم.
    ثالثاً: أنه يمتنع غاية الامتناع أن يراد باليد النعم أو القوة في مثل قوله: ]لما خلقت بيدي[ [ص: 75]، لأنه يستلزم أن تكون النعمة نعمتين فقط، ونعم الله لا تحصى!! ويستلزم أن القوة قوتان، والقوة بمعنى واحد لا يتعدد فهذا التركيب يمنع غاية المنع أن يكون المراد باليد القوة أو النعمة.
    هب أنه قد يمكن في قوله: ]بل يداه مبسوطتان[ [المائدة: 64]: أن يراد بهما النعمة على تأويل، لكن لا يمكن أن يراد بقوله: ]لما خلقت بيدي[ النعمة أبداً.
    أما القوة، فيمتنع أن يكون المراد باليدين القوة في الآيتين جميعاً، في قوله: ]بل يداه[ وفي قوله: ]لما خلقت بيدي[، لأن القوة لا تتعدد.
    رابعاً: أنه لو كان المراد باليد القوة، ما كان لآدم فضل على إبليس، بل ولا على الحمير والكلاب، لأنهم كلهم خلقوا بقوة الله، ولو كان المراد باليد القوة، ما صح الاحتجاج على إبليس، إذ إن إبليس سيقول: وأنا يا رب خلقتني بقوتك، فما فضله علي؟!
    خامساً: أن يقال: إن هذه اليد التي أثبتها الله جاءت على وجوه متنوعة يمتنع أن يراد بها النعمة أو القوة، فجاء فيها الأصابع والقبض والبسط والكف واليمين، وكل هذا يمتنع أن يراد بها القوة، لأن القوة لا توصف بهذه الأوصاف.
    فتبين بهذا أن قول هؤلاء المحرفين الذين قالوا: المراد باليد القوة باطل من عدة أوجه.
    وقد سبق أن صفات الله عز وجل من الأمور الخبرية الغيبية التي ليس للعقل فيها مجال، وما كان هذا سبيله، فإن الواجب علينا إبقاؤه على ظاهره، من غير أن نتعرض له.
    تهون الحياة وكل يهوووون ....ولكن اسلامنا لايهووووووووون .....


    _الله جل جلاله_
    هو ملجأي هو مدرأي هو منجني ... من كيد كل منافق خوانِ









    أنا انسان مع نفسي قبل لا اكون معك انسان

    لي مبدأ ولي نظره وتحكمني قناعاتي ,,

    ا

  11. #11

    ~ [ مراقبة سابقة ] ~

    نااايفة غرابيل
    الصورة الرمزية النااايفة
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    حيث تسمو الارواح
    المشاركات
    4,966

    رد: من بطون الكتب

    حنونه تسلم يمناك رائع ماتحفتينا به

    كاسب العز شكرا لمرورك

    جميل واياك اجزل الله اجرك

    طالة قانون الله يحفظك بانتظار عودتك الرائعه
    الابتسامة المهاجره هلا وغلا بك



    انتظر ماتجودون به
    تهون الحياة وكل يهوووون ....ولكن اسلامنا لايهووووووووون .....


    _الله جل جلاله_
    هو ملجأي هو مدرأي هو منجني ... من كيد كل منافق خوانِ









    أنا انسان مع نفسي قبل لا اكون معك انسان

    لي مبدأ ولي نظره وتحكمني قناعاتي ,,

    ا

  12. #12

    مراقب القسم الاسلامي


    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,456

    رد: من بطون الكتب

    بارك الله فيك

    وجزاك الله خيرا

    فكرة جميلة أسأل الله أن ينفع بها

    بالفعل هناك كتب نافعة لعلماء أجلاء فيها من النفائس والعلم الشيء الكثير نتمنى نشرها واختيار مقتطفات منها لينتفع بها الجميع ويكون أجرها لمن قام بهذا العمل

    وفقكم الله


    وسددكم

  13. #13
    ~ [ عضو مجلس الإدارة ] ~
    الصورة الرمزية غرام المشاعر
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    مكة
    المشاركات
    9,285

    رد: من بطون الكتب

    جزاك الله خير
    كان عندكــ هم لا ترفع تقول,يا إله الكون همي كم كبر,قل يا همي ترى مهما تصول عندنا رب كبيرٍ يابشر





  14. #14
    مراقبة سابقة الصورة الرمزية سـامـيـه
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    ~ الـود و الأشـواق ~
    المشاركات
    6,775

    رد: من بطون الكتب

    الله يجزاك خير على ما طرحتي
    ولي عوده بأن الله
    تقديري لك

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •