ثلاثية الحكمة

عبد الكريم الطويان


مناسبة النص / الحكمة تتجلى قي ثلاث ثوابت أساسية تربط تعاملاتنا وتوثق علاقاتنا وهي ترك الغضب واليأس والعجلة

لا تغضب / بدأ الكاتب بالنهي عن الغضب ثم اليأس ثم العجلة
منهيات / نهى عنها الإسلام وحذر من عواقبها
خلاصة الحكمة ووصايا الحكماء / لو بحثنا في كتابنا الكريم وسنة نبينا عليه لصلاة والسلام وصايا السلف والأقوال المأثورة لوجدناها مليئة بالتحذير والنصح والتوجيه من الغضب واليأس والعجلة ..
... لا تغضب النقط السابقة علامة ترقيم دليل على الحذف فلم يبدأ بالحديث من أوله وإنما اقتصر على موضع الشاهد..
تعريف الغضب / ثوران في النفس يحملها على البطش والانتقام .. وهو صفة غريزية لابد من توجيهها وترويضها .. ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس )
وفها يفقد الإنسان السيطرة على كبت جماح غضبة ..فيؤذي الآخرين بألفاظ جارحة وعبارات قاسية وربما تمتد يد الإنسان للبطش ..
لماذا كان علينا ألا نغضب ؟؟
لأنه لا شيء في الدنيا يستحق غضبك أيها الإنسان من أمور دنيوية ..
متى يكون الغضب محموداً ؟؟
إلا دينك .. استثناء .. فا لغضب على الدين من أن تنتهك محارمه ولا نحرك ساكناً 0( من رأى منكم منكراً ...........الحديث )
والغضب يكون على ولوج الأعداء على ثغور الإسلام هنا نغضب ونقف مدافعين عن ديننا وحوزة بلادنا ضد أي فكر دخيل أو دعوة متطرفة ..فكل شخص غيور يقف عل ثغرة من ثغورنا مناضلا ومدافعاً ..
ونضرب أمثلة من الواقع / نغضب حينما يريد أعداء الإسلام تشويه صورة نبينا الكريم
نغضب من الحملة الشرسة على الحجاب الإسلامي
نغضب على تشويه صورة المسلمين ..ووصف ديننا بدين إرهاب .
نغضب على تدنيس مساجدنا وكتابنا الكريم وانتقاصنا أمام المجتمعات
هنا ينبغي أن نغضب ونذود وندافع ..
مقتدين برسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام فلم يكن يغضب أبدا إلا على أمور تمس ديننا وعباداتنا وتعاملاتنا التي نص عليها شرعنا الحنيف
كيف كان غضبه عليه الصلاة والسلام ؟؟
كان عليه الصلاة والسلام لا يغضب ذلك الغضب الذي يخلق العداوة أو يؤجج الفتن ..
وإنما كان عليه الصلاة والسلام يغضب وفق ضوابط التعامل الراقي السامي مع الناس جميعاً دون امتهان أو زلل لا يوصل لنتيجة ..
قال عليه الصلاة والسلام ( ما جرع عبد جرعة أعظم أجراً من جرعة غيظ كظمها ابتغاء وجه الله ).
أمثلة على الغيرة والغضب على الدين /
1ـ نبي الله إبراهيم عندما حطم الأصنام .
2ـ هدهد سليمان عندما أخبر سليمان بن بلقيس وقومها يعبدون الشمس ...
إياك أن تغضب / أسلوب تحذير
فالغضب مفتاح كل شر
الغضب بركان / تشبيه ..شبه الغضب هنا بالبركان
وجه الشبه /التدمير وانقطاع الصلات
مضار الغضب الاجتماعية:
/يولد الحقد
يقطع العلاقات
انهيار المجتمعات
انتشار العداوة والبغضاء
إضمار السوء ومحاولة الانتقام بما يؤذي الناس
زد على ذلك أنه يفسد على الإنسان دينه الذي هو عصمة أمره ..( ليس الشديد بالصرعة وإنما الذي يملك نفسه عند الغضب ).
مضار الغضب الجسمية /
ارتفاع ضغط الدم
الأزمات القلبية وحدوث الجلطات
تعطيل الفكر وفقدان التوازن وضياع فرصة اتخاذ القرارات السليمة .
وتذكر ما غضبت عليه من قبل / أي راجع الأمور التي سبق وأن غضبت عليها هل نفعك غضبك عند عدم حصولها وتحققها ؟؟.. عندما تفعل ذلك تكون في مأمن من الدخول في دوامة غضب جديد..
كيف نطفئ جذوة الغضب ؟؟

ذكر الله في كل حين
الاستعاذة بالله من الشيطان .
الوضوء
تغيير الهيئة .
تجنب مسببات الغضب كالتعالي والكبر والسخرية وكثرة المزاح
ترك الجدل فيما لا يعني
الصمت وترك الكلام في غير فائدة .

***************

لا تيأس / نهي آخر عن اليأس
تعريف اليأس /هو انقطاع الأمل والرجاء في رحمة الله ..
( لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون )
فاليأس قنوط / القنوط هو اليأس الشديد
سؤال استنكاري >>> كيف تيأس ؟؟
أنت أيها الإنسان لست وحدك هناك من يعينك ويمدك بالقوة ويرحمك
هناك الله الذي أوجدك وخلقك
وتولاك / أي ملك أمرك في الحياة والموت ..
هناك من يرعاك .. ويراقبك
في كل حالاتك وأحوالك ..صغيرا وكبيرا فقيرا وغنيا .. كلنا في رعاية لله
جدد / أسلوب إنشائي أمر
علينا أن نجدد توبتنا ..
كيف يكون ذلك ؟؟ كل يوم نحاسب أنفسنا كل يوم نتوب إلى الله ونستغفره على ما بدر منا .. مجاهدين أنفسنا محتسبين الأجر ..
علينا أن نكون مطمئنين فبعد الظلام يكون النور وبعد الضيق يكون الفرج وبعد العسر يكون يسر وسهولة ..
فالحياة متغيرة متجددة لا تدوم على حال واحد ولا تحكمها وتيرة ثابتة .
هي دعوة للتفاؤل ..وحسن الظن بالله سبحانه وتعالى ..فهو أرحم علينا من أنفسنا ..


***************
لا تستعجل يا أخي / دعوة بأسلوب فيه تودد وتقرب إلى ترك العجلة ..
فالعجلة هي / محاولة الوصول وتحقيق الأهداف والمصالح في وقت قياسي .
وهذا لا يمكن أبداً..
وهي صفة فطرية في الإنسان (وكان الإنسان عجولا )
ولكن ينبغي أن نروض هذه الغريزة الفطرية بما يتناسب مع مقتضيات الحياة ..
العجلة ضد الحياة .. كيف ؟؟
ضد النمو
ضد التوقيت كيف ؟؟
لأن الحياة أوجدها الله في وقت محدد ومعلوم ..
والنمو أيضاً لا يتم في وقت قياسي وإنما في مرحلة عمرية كاملة يبدأها الإنسان طفلا فشابا فشيخا .
فكل شيء له وقته المحدد لا ينبغي تجاوزه أو تجاهله ..
فالثمرة لها وقت تبذر فيه ثم تنضج وتحصد
والقمر له خطه ومساره الكوني لا يحيد عنه أو يتعجل فيه
والشمس كذلك لا تتجاوز القمر ولا تسابقه ..
كل ما خلق الله في هذا الكون يسير وفق نظام دقيق ومحكم .. لا تجاوز ولا خطأ..
ونحن البشر جزء من هذه المنظومة المتناسقة في مكوناتها ولا يحق لنا أن نخرج عن هذه المنظومة أو نشذ
فلماذا نحاول أن نقفز قفزات ستحسب علينا لا لنا ولماذا نستعجل مستقبلنا ونصيبنا .. ونطلب تحقيق مرادنا بسرعة وما زال هناك متسع من الوقت ؟؟

ما صفة المستعجل ؟؟
شخص غير ناضج ..أي ينقصه سداد الرأي واكتمال المشورة فهو غير متأني لا يتريث الأمور
شخص غير مدرك لأسرار الحياة / ما أودعه الله من أسرار كونية تسير وفق توقيت معين يضمن لها العيش بسلام وراحة ..
يكرر النهي عن العجلة ..لا تستعجل ..
لماذا ؟؟
لأن في العجلة تعثر وسقوط وزلل ..
ولنضرب مثال من الواقع / لو استعجلت الطالبة في قراء ة السؤال ولم تنتبه وتركز في المطلوب عندها ستكون أجابت بشكل خاطئ ..
ولأن في العثرة خسارة وربما منية أي موت ونهاية ..
إذن العجلة فيها خسارة مادية ومعنوية .. كمن يخسر حياته جراء سرعة قاتلة ..
أو كتاجر يريد الربح بشكل سريع وقياسي ويدخل أمواله في الأسهم دون حساب للعواقب أو استشارة ودراسة لأحوال السوق فتكون خسارته كبيرة
وتكون الخسارة معنوية في استعجالنا على الحكم على الناس ومن ثم نفقد أخوتهم وصداقتهم ..
تمهل .. تدبر .. وكن ذا أناة أي حلم فالحلم صفة يحبها الله وقد أثنى في القران الكريم على نبينا إبراهيم عليه السلام (إن إبراهيم لأواه حليم )
قال الرسول عليه الصلاة والسلام للأشج ابن القيس : إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة )

دعواتكم / أختكم أم بشورة
منقول من أم بشورة للفائدة