سخّرت الولايات المُتحدة في فترةٍ ماضية إعلامها لإبراز ما يُسمّى بأبي مُصعب الزرقاوي ، وروّجت له بشكلٍ كبيرٍ على أعلى المستويات السياسية والإعلامية ، حتى كتبت عنه كُل صحيفة وتحدّثت عنه كُل قناة ، وحاول الساسة الأمريكان الربط بين صدام حسين وما يُسمى بالإرهاب عن طريق أبو مصعب الزرقاوي ، فلما خابت جُهودهم وكذّبَهم الناس ، صنعوا لأبي مصعب الزرقاوي مجداً مُستقلاً وعيّنوه خصماً وقاعدةً للقاعدة في العراق ...!!!
وفي ظِل فشلِهم المُتواصل إيجاد خيطٍ يربط القاعدة بنظام صدام حسين ، يُصّرُ بُوش ولأسباب إنتخابية ولأجل الخُروج من مأزق عدم وُجود أسلحة دمار شامل في العراق السبب المُعلن لغزو العراق على أنّ صدام حسين مُرتبطٌ بالقاعدة وبأبي مصعب الزرقاوي ، مع أن كُل التقارير المُخابراتية لم تتملّق للرئيس ولم تتحمل مسئولية الكذب في هذه القضية بالذات وأعلنت بأنّه لا أدلّة على وُجود مزاعم الرئيس وبعض أركان الإدارة ...!!

وفي الآونة الأخيرة خرج الزرقاوي بسياسة جديدة لم تكن ضمن خُططه وسياساته وهي تعامله مع الإعلام والإنترنت من خلال الخطابات التسجيلية وأشرطة الفيديو ، رُغم أنّ المُقاومة العراقية والتي يُتوقع أن يكون للزرقاوي وللمُجاهدين فيها الحظ الأوفر خلال العامين المُنصرمين كانت أبعد ما تكونُ من التعامل مع الإعلام أو مع التهديدات ...!!!

فما هي أسباب هذا التغيير المُفاجيء ؟********!! وهل لها علاقة بما يُسمى بموعد تسليم السُلطة !!************

ولعلّ حقيقة الزرقاوي تبقى مسألةً نِسبية وقد لا تخرج عن كونِهِ : شبحاً أو حقيقةً ( أي مُجاهد وينتسب إلى القاعدة )أو صِناعةً أمريكية 100% ....الخ .

وإن كُنت وبعد البيان الأخير للزرقاوي أرجُّح أنه صِناعةً أمريكيةً ، لأسباب كثيرةٍ منها :

1- أن الزرقاوي لم يُعرف البتّة بعلاقته لا بابن لادن شخصياً ولا بالقاعدة .

2- أنّ الولايات المُتحدة هي التي أبرزت الزرقاوي ، ليس ذلك فحسب بل حرصت على الترويج له على كل المُستويات ، وهي الوحيدة التي فعلت ذلك وأقنعت العالم بوجود شيء إسمه أبو مصعب الزرقاوي .

3- أنّ كون الزرقاوي أردُنياً يُعتبر وُجوده في العراق تدخلاً في شئون العراقيين ، وعليه فإنه يجب على العراقيين أن يرفضوا كل أشكال العُنف المُوجهة ضد الأمريكيين كونها تأتي من غير عراقيين .

4- مُحاولة قوات الإحتلال مُجابهة المُقاومة العراقية الحقيقية الرافضة للإحتلال وذلك بحربها معنوياً وإعلامياً ، ونسب كُل أعمالها إلى أبو مصعب الزرقاوي ، للتدليل على أن كُل عملٍ ضد قوات الإحتلال ليس مصدرُهُ عراقياً وإنما أجنبياً ، وأن العراقيين والأمريكيين يُعتبرون ضحيةً لهذه الأعمال وأنهم يدٌ واحدة وفي خندق واحد ضد هذا الأجنبي المدعو أبو مصعب الزرقاوي وتنظيم القاعدة ولطالما نُسبت الكثير من أعمال المُقاومة العراقية لما يُسمّى بالأجانب المُتسللين إلى داخل الأراضي العراقية ...************!!!

5- الإبقاء على مزاعم ما يُسمّى بالحرب على الإرهاب لإقناع العالم بأن وُجودها في العراق وبقاءها فيه يُعدُّ ضرورة لأجل مواصلة الحرب على الإرهاب والقضاء عليه ، وأنّ القاعدة قد اتخذت من العراق مكاناً لها بعد أن دُمّرت في أفغانستان ، وهذا بحدّ ذاته مُبرّر لبقائها في العراق وسبب مُهّم لإقناع العراقيين وغيرهم .

وأخيراً فإنّ أبو مصعب الزرقاوي وبِبَيانه الأخير الذي هدّد فيه إياد بلاوي قد أكّد على وجود خلل كبير في المنهج والأُسلوب الجهادي الذي يتبّعه مما يُدلّل على أنّ وراء الأكّمة ما وراءها ، بحيث لو حُلّل هذا الخطاب تحليلاً شرعياً وسياسياً وعسكرياً لظهر أنه أبعد ما يكون عن الجهاد والسياسة الجهادية . وللحديث بقيّة .


منقوووووووووول