الصداقة لها تأثيرها السحري على القلوب فبدونها تكون الحياة مملة لأن الانسان بحكم طبيعته كائن اجتماعي يألف ويؤلف وما بين الألفة والألفة تكمن قدرة الشخص على التجانس والتكيف مع محيطه الاجتماعي من واقع الصدق والوفاء وسبر أغوار الآخرين لكيلا يصاب بأزمة سوء الظن فيعتقد ان الغدر سمة الأولين والآخرين لمجرد انه وقع في تجربة افقدته التوازن.. قيل لابن السماك: اي الأخوان أحق ببقاء المودة؟ قال: الوافر دينه، الوافي عقله الذي لا يملك على القرب ولا ينساك على البعد.. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم "الأرواح أجناد مجندة، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" وقال ايضا: "ان روحي المؤمنين ليلتقيان مع مسيرة يوم ما رأى احدهما صاحبه" وفي ذلك قال الشاعر:
هويتكم بالسمع قبل لقائكم
وسمع الفتى يهوى لعمري كطرفه
وخبرت عنكم كل جود ورفعة
فلما التقينا كنتم فوق وصفه
أما لماذا كل هذا؟؟ فلأن الاكثرية لم تعد تعير للصداقة حقوقا بل اصبحت بالنسبة اليه من سقط المتاع، وأصبحنا ننتقل من بين الأصدقاء كالمسافرين على عجل كل يوم لنا على البعض لوم ولو أننا تريثنا وانتقينا وتثبتنا لاصبح لنا اكثر من صديق بمفهومه الحقيقي الذي يمنحك اكسير الوفاء ذلك المؤثر السحري في القلوب الذي يزيل من النفس الهم وينتشلك من مستنقع سوء الظن ذلك التوجس الذي يبعدك عن فهم الذات ولا يدنيك منها وفي ذلك البعد ضياع وتصحر اجتماعي حتى الثمالة.
رد مع اقتباس
