[align=center]مقدمة لابد منها ..
اللقاء العابر ..
ومحطّاتُ الصدفة ..
وأولئك الذين لا نعرفهم .. ولكن نشاطرهم لحظةَ عُمر ..
لنكتشف بعد خفقة .. أنّهم العُمر كلّه..
تلك النوافذُ المشرعة للأماني ..
التي لا يُوصدها حُزنٌ ولا يلغيها خراب ..
لو أدركنا أنّ الجمالَ لا يأتِي إلاّ بها ..
على أكفّ صدفةٍ .. كـ ومضةِ برق ..
إن لم نحظىَ بتلك اللحظةِ .. فلن تتكرر مرة أُخرى ..
لو أدركنا ذلك ..
لما جعلنا الأشياءُ الجميلة .. تتسربُ من حياتنا هكذا ..
دونَ أن نكتشف انه قد فات الأوان ..!!
الأمس :: اليوم :: وغدا
هل هناك اختلاف بين أو دون هذه المُسميات ..؟
حقيقة .. تُربكني كثيرًا مسائلُ الزمنِ هذه ..
الأمس هوَ ذاته اليوم .. كما هو الغد ..
الفرقُ فقط .. بالأحداثِ ..
تماما .. كـا " الدفتر " .. صفحاتهُ متطابقة الشكل ..
مختلفةٌ فقط .. بما ندونهُ بالأوراق ..
والحقيقة ..
لو اننا نظرنا للحياةِ بذلك الشكل ..
لتمكنّا من فهمِ مسألةِ الموت بصورةٍ أبسط ..
فالكتابةُ بالدفترِ تنتهي حالَ انتهاءِ أوراقه ..
كما هي حياةُ الانسان .. تنتهي حال انتهاءِ أيّامه...
أدركُ أنّي فسرتُ الماءَ بالماء ..
لكنّي بحاجةٍ إلى تفسيرٍ كهذا..
ليجعلني أُوقن .. بأنّ الموت لا يُنهي شيئا ..
ولا يُربكُ مسيرةَ أحد ..
فالموتُ مقدّر بأي لحظة ..
بغضّ النظر عن أيّ حوادث أُخرى ..
هو يعني أنّهُ لم يعد لوجودنا قيمة بهذهِ الحياة ..
لذا كانَت الصفحة الأخيرة به ..
*
*
اذا .. هو الموت سيدتي ..؟؟؟
ذلك الموت الذي احفظ ملامحه جيدا .. وأعرف مرارته ..
فقد كتبت عنه الكثير .. وكتبني ..
ورثيت الكثيرين من الراحلين .. أحياءهم .. وأمواتهم
لكن الموت هذه المرة مختلف ..
هذه المرة ليس خاطرة حزينة أنزفها في أذنيكِ
ولانبأ يصلكِ فــ تستقبلينه بالدموع
بل هو يختلف ..!!
هذه المرة هو ... أنا ... !!
تصوري حين يكون الموت هو ... أنا
تصوري حين يكون الفراق الحزين هو ... أنا
تصور حين يكون ذلك النائم بلا روح هو ... أنا !!!
فأيُ الحروف ستسعفكِ عندها ..؟؟
وأيُ الكلمات ستغيثكِ ..؟؟
وأيُ بقعة من الأرض ستستوعب حزنكِ ..؟؟
وأيُ فضاء سيحتمل صرختك ..؟؟؟؟
* * *
هل تذكرين
حين سردت عليّكِ حكاية حزني ذات مساء
وملأتي كفيكِ بدموعكِ
ووعدتيني أن تحفري ينابيع الفرح فى أراضي عمرى
وأن تمنحيني السعادة بلا حدود
وأن تدربيني على الضحك الذى نسيته منذ سنين
وأن
وأن
وأن
وأن لا يخرجني من عالمكِ سوى الموت ..!!
لقد صدق الوعد سيدتي ..
فلم يأخذني .. ولم يبعدني ... إلا الموت ..!!
سيدتي ..
ماذا ستفعلين بكل هذا الحزن ..؟؟
ماذا ستفعلين بكل هذا الارث من الذكرى ..؟؟
بل ماذا ستفعلين بمدينة كاملة من الذكريات ..؟؟
وما الذى سيغلق هذا الجرح المفتوح بلا انتهاء ..؟؟
من ستعزين بي ..؟؟
نعم .. من ستعزين بي ..؟؟
ولم يعلم ببكائكِ علي سوى وسادتك
ولا يعلم بحبك لي سوى قلبك ...!!
وعلى من ستسردين حكايتي .. التى مازالت فى نصفها الأول ..؟؟
على من ستسردين .. كما كنتِ تسردينها علي كل مساء :
كان فى قديم الزمان
أميرٌ عاشق .. وحبيبته الحسناءْ ..
كان فى كل يوم
يغنى لها اغنية شوق
ويهديها وردة عشق حمراءْ....
وذات يوم غاب الامير العاشق
فانتظرته بقلق
وبحثت عنه بلا انتهاءْ....
فوجدته ينام بسلام
فبكته
وبكاها
حتى ضاق بها البكاءْ ......
سيدتي
لقد انتهت الحكاية ..!!
فها انا أنام بسلام
وعلى قلبكِ مني السلام ..
فعفوا أيها الموت .. فهذه المرة ما تركت لي شيئا أقوله ..!![/align]
رد مع اقتباس
