الإنتكاسة العلمية
واقصد بها انتكاسة طالب متفوق في تحصيله العلمي وإصابته ببعض الأعراض المرضية النفسية والعضوية التي تصده عن المذاكرة والتحصيل العلمي، أو إصابته بكثرة النسيان أو إحساسه بصداع مستمر ومؤلم، أو عطاس مستمر، أو تثاؤب متكرر تمنعه من الإستمرار في المذاكرة، وربما زاد شعوره واحساسه بحاجة ماسة للنوم يصاحب ذلك إحساس بالقلق والأرق وضيقة في النفس والصدر وكره للمطالعة والقراءة والكتابة إضافة الى الشعور الدائم بالإحباط وعدم التفاؤل وكره للمدرسة أو الكلية أو المعهد. وهذا الأعراض ليست مجرد تخمينات وأوهام بل حصل بعضها مع ابن جاري (أ.ع.ح) الذي كان متفوقاً بدرجة كبيرة جداً في مدرسته الثانوية حتى أنه كان في المجالس يتباهى بتفوقه بحصوله على نسبة عالية تؤهله للدخول لأي جامعة وكلية من دون واسطة، وبالفعل قدم أوراقه لأحد الكليات العسكرية وتم قبوله على الفور، وما هي إلا أيام بعد دخوله وانتظامه للدراسة حتى أصبح يتعرض كل يوم إلى نوبات من الأوجاع في بطنه ورأسه لا يستطيع معها متابعة الدروس ولم تجدي أدوية المستشفى للتخلص منها. والغريب أنه وبمجرد خروجه من الكلية تزول عنه كل تلك الأعراض المرضية التي كان يتعرض لها داخل الكلية. وقد تكررت معه هذه الحالة طوال فترة الفصل الأول. حتى طلب مني والده القراءة عليه بكلام الله سبحانه وتعالى بنية شفاءه وزوال ما به من أمراض وأعراض تصيبه أثناء دراسته. علماً أنه وفي بداية الأمر كان يرفض المجيء للرقية عليه بكلام الله رفضاً تاماً متعذراً بعدم إحساسه بأية الآم. ولكن والده أصر على رقيته بالرقية الشرعية بعد الاتفاق معه للوصول إلى منزله دون علم ابنه لنبدأ الرقية، وبالفعل تمت الرقية عليه وتبين من خلالها أنه مصاب بنوع من أنواع الحسد الذي يصده عن الدراسة، حيث كان يحس أثناء الرقية بضيق شديد في صدره وبكراهية للقرآن الكريم وبكاء شديد ورعشة في بدنه ونفور من والديه، لذلك طلبت منه ومنهم تكرار الرقية لعل الله سبحانه تعالى أن يكتب لنا جميعاً التوفيق ويشفى بإذن الله. وقد خرجنا بنتيجة إيجابية ولله الفضل والمنة حيث زال ما به من عارض صحي بعد مرور عدة أيام ليواصل دراسته العسكرية ويتخرج بعد مرور ثلاث سنوات برتبة ملازم وبتفوق، كا أنه ينوي متابعة دراساته العليا للحصول على درجة الدكتوراه. أسأل الله لنا وله ولجميع المسلمين الحفظ من كل حسد وسحر ومس وأن يحالفنا التوفيق والنجاح ويسدد على طريق الخير خطانا جميعاً إنه على ذلك قدير.
من كتاب (لا تخف) للدكتور عبدالعزيز الزير
ص 85
رد مع اقتباس
