آن للعاشق أن يتمرد ويسلخ ثياب العشق عن جلده ،
كيف لا وقد يلفظ انفاس العشق الاخيرة و ان شرب العشق حتى الثمالة
هذه هي القطعة الثالثة من مجموعة ربما اسميها "مرحلة عشق"
الاولى = سجين الذكريات
الثانية = قيثارة عاشق
الثالثة = تمرد عاشق
من مذكرات طائر \ مسافر في عينيك
- تمرد عاشق – الخاطرة
ألتقط أنفاسي المتلاحقة ،،،
في غمرة هذا المساء المفعم بالبرودة ...
و أبحر في زورق الغيم الأبيض...
تتراءى لي صفحات وجهك المضيئة الساكنة بين اختلاجات قلبي المفعمة...
أنت أحجيةٌ تراودني،
تنبض في أحاسيسي ثم تسحب أذيالها مبتعدة...
وفي ارتداد البصر الساقط من شُرفات الغيم
..ترتعش صفحة الذكريات كأنها جناح عصفور خائف
تقاذفته أمواج الرياح العاتية وحملته بجنونها أنّا شاءت
و قلبته كيفما تريد دون هدى أو ضلال ولا طريق يلتمسها بنفسه...
وفي استغراقة حالمة لطفلة مرهفة الاحاسيس...
تلمع صفحات السماء ثم تزأر الرعود الغاضبة مهددة
فتجفل كثبان الغيم و تتساقط دفقات من المطر المنعش
تنتفض لرقتها بتلات الأزهار الناعسة..
وتتساقط أو تتساقط الامطار تباعا ثم تزداد وطأتها تباعا تباعا...
و عندما يهدأ عويل الرياح تنسل أشعة الشمس من بين فرجات الغيم و قطرات المطر...
وتستيقظ من دفئ نومها اللذيذ لتناغي المروج الخضراء وتهدهد بعطفها النسمات العذبة...
وبعد أن هدأ غضب الشتاء تسيل قطرات المطر متقافزة متدافعة...
لتغسل أقدام الأشجار اليابسة ثم تدفن رأسها في برك من التراب العابق...
و تنحني أهداب الحشائش المبللة منتفضة لترضع صغار الرياحين النائمة
و تصدح الحساسين المغمضة العينين في أعشاشها...
فتسكر بنشوى خمرتها الساحرة الأذن الساهية...
وفي عينيك حبيبتي ابتهالات مظلمة من الغيم الأسود...
يتهادى ليمشط بقسوة ضفائر الشمس المتعبة،
وعند الغروب و قبل ان تنسدل ستارة الظلمة ويغشي الظلام ساحة السماء...
يقود المساء الحاني قطعان الغيم الحالمة،
فتهبط و ترتفع على أجنحة الريح المضطربة
تسافر بعيدا في هجرة البحث علها تجد مرعى يابسا لها يكلأها.
- تمرد عاشق - الشعر - موسيقى الكامل
وقفت عليك الغيمُ في ترحالها = و شكت من الأيام فانظر حالها
حضرت إليك على جناحٍ عاصفٍ = و الشوقُ يلهبُ بالرجاءِ سؤالها
وبكت من العبراتِ دمعا مرسلا = غذّته نارٌ في الضلوع حيالها
تهفو و قلبك صار قلبا يابسا = و الجمر ينطِقُ في العيون سجالها
فارأف بها نفس تعذبها معا = وارأف عليك بما جنت أفعالها
يا أيها الطود المعذِّب بالهوى = قل للحبيبة أن تحطّ رحالها
و اقرأ عليها ملؤ عينِك عاشقاً = يأبى الرضوخ لحسنها يأبى لها
متمردا رغم الهوى أنفاً ولو = ترنو إليه لينتظر إقبالها
يبدي الحنين إذا تعذّر طيفها = و يصدُّ إن حضرت و يكسفُ بالها
و يعود يجترع الأماني والهوى = يجتاح صدرك يستبيح ظلالها
يطوي الى العهد العتيق جناحه = طيرٌ تبادله الرياح نبالها
عندٌ كأن الصخر مثل عناده = ولهٌ كأن النار في تشعالها
تنساب مثل النهر شوقا جارفا = وتفيض من عينيه أشواق لها