النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: لووو سمحتم توثيق العلاقة بين المواطن والوطن

  1. #1
    ~ [ نجم صاعد ] ~ الصورة الرمزية ريان
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    المشاركات
    77

    لووو سمحتم توثيق العلاقة بين المواطن والوطن

    اريد ان اطلب طلب هو توثيق العلاقة بين المواطن والوطن



    وارجووووووووووووووكم بسرررعه

  2. #2
    ~ [ عضو مؤسس ] ~


    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    3,395
    أولا: مقدمة وتمهيد:


    تعد الأسرة البيئة الأولى لتنشئة الطفل، والمحطة الأولى التي يتزود خلالها الطفل أهم أسس التربية، والنواة التي ينبثق منها صلاح أو اعوجاج سلوك وشخصية الطفل.

    كما تعتبر الأسرة المؤسسة الاجتماعية التي تعنى بالتماسك الاجتماعي لكونها مصدرا لتكوين الشخصية والانتماء والهوية الإنسانية والوطنية ومفرز المثل السلوكية والتكيف مع المجتمع من خلال الدور الذي تقوم به في تربية الناشئة.

    فالوطن بكافة أركانه ومؤسساته وبرامجه المنصبة نحو خلق الإنسان المسئول في المجتمع وتكوين البيئة الملائمة لرقي المواطنين لن يصل إلى مرامه المنشودة إلا إذا ابتدأ سريان نفس هذه الروح ونفس هذه التوجهات ونحو الأهداف ذاتها من داخل الأسرة. فدورها هو الأساس الذي تقوم على ركائزه برامج مؤسسات الوطن.

    ومن أهم مسئوليات الأسرة إعداد الفرد ولاسيما الناشئة نفسياً وجسمياً وعاطفياً واجتماعياً، وذلك بواسطة تغذيته بالأسس السليمة للحياة والعمل في المجتمع وتزويده بالمهارات والمواقف الأساسية التي يحتاجها الفرد، وعبر مزجها بمتطلبات الموقف ومحددات الثقافة المجتمعية. وبذلك يستطيع الفرد أن يتعايش في مجتمعه عن طريق كسب الاحترام المجتمعي والاجتماعي له ولإمكاناته.

    ذلك لكون الأسرة تمثل البيئة الأولية التي يتوجب عليها الوفاء بحاجات الطفل ومتطلباته من الرعاية القائمة على الحب والتعاطف والأمن النفسي والاجتماعي، وبغرس الموروثات والقيم الحضارية والروحية في وجدانه بالصورة التي تؤهله ليشب ناضجا وراشدا وقادرا على تحمل مسؤولياته وواجباته في المستقبل خالية من الشوائب أو التبعات السلبية والمحرفة. ومن هذا الموضع يبدأ الفرد في الانتماء إلى بيئته الأوسع وبمجتمعه وبوطنه من خلال الترابط بين ما اكتسبه في بيئته الأولى وهي الأسرة وبين المكنونات المجتمعية لهويته الدينية والثقافية والاجتماعية المرتبطة بوطنه. ومن ثم يبدأ في التكيف السلس والسهل مع مسئولياته المجتمعية والوطنية ودوره في تقدم الوطن وازدهاره.

    ومن المنظور أن أي تفاوت بين ما يتغذى عليه الطفل في أسرته وبين ما يحتاج إليه في حياته العملية في الدائرة الأكبر وهي الوطن سينعكس سلبا على مجمل تعايش الفرد في المجتمع. وسيتمثل ذلك في معوقات ومصاعب في التكيف مع أهداف وتوجهات مجتمعه ووطنه.

    ومع أن التربويون ينصحون بعدم تنشئة الطفل تنشئة "التغذية بالملعقة" في كل جوانب حياته، ويؤكدون على ترك المجال الكافي للطفل لإبراز كوامن الإبداع ومعطيات الفطرة السليمة في شخصيته، فإن مجتمعاتنا الشرقية يطغى عليها هذا التوجه من قبل الوالدين في تربيتهم لأطفالهم. وهذا النمط التربوي لا يساعد الطفل على الانطلاق في التكيف بين كوامنه ونزعاته الفطرية وبين خصائص مجتمعه. بل إنها تكبله من أن ينطلق في مسار إيجابي تنفتح في شخصيته الإبداعية، وتزدهر إلى تكيف يفيد مستقبل المجتمع والوطن. وهذا بالضبط ما عناه الإمام علي (ع) حينما وجهنا إلى أن "لا ترغموا أبنائكم على عاداتكم، فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم".

    بل يحتم أن يكون التوجه لتزويد المجتمع بمواطن صالح يقوم بدوره في إفادة نفسه ودينه ووطنه بوسائل تمكنه من استيعاب ثقافته الاجتماعية، والتفاعل مع ما يحتويه وجدان هذه الأمة بماضيها المشرق. وبذلك يمضي الفرد في رقيه ويتمثل كوعاء لاستمرار أصالة التراث الحضاري لأمته وفي المعاصرة المطلوبة بكسب تجارب الشعوب الأخرى. وهذا هو مؤدى الآية الكريمة: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم".

    وتكون الأسرة بذلك قد قامت بدورها في تشكيل بنية اجتماعية متكاملة ومتجانسة إلى حد كبير تميزها بسمات وخصائص محددة. من جملة ذلك أنها تستمد العقيدة الإسلامية والثقافة العربية وواقع وملامح الكفاح الاجتماعي والشعبي والواقع السياسي للوطن وللأمة والرؤية المستقبلية التي تتبناها.

    إن حس الانتماء للدين وللوطن يضفي على نفس الفرد الاطمئنان والاستقرار، وفقدان هذا الحس يؤثر على الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي في الوطن. وبالتالي فإن التربية والتنشئة على الانتماء للدين وللوطن والبدء في ذلك من الأسرة يعد من أهم عوامل التنمية في المجتمعات.



    ثانيا: مقومات المواطنة الصالحة:


    ومن أهم المجالات التي يتحتم على الأسرة التركيز عليها لتعزيز مقومات المواطنة الصالحة في أطفالها يمكن سرد التالي:

    1-
    حب الوطن والانتماء له: تجذير الشعور بشرف الانتماء للوطن، والعمل من أجل رقيه وتقدمه، وحب العمل من أجل الوطن ودفع الضرر عنه، والحفاظ على مكتسباته، والمشاركة الفاعلة في خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

    2-
    ربط الطفل بدينه: تنشئته على التمسك بمبادئ دينه، والربط بينه وبين هويته الدينية، وتوعيته بالمكنون الإسلامي في ثقافة الوطن باعتباره مكونا أساسيا له.

    3-
    تعويد الطفل على الطهارة الأخلاقية وصيانة النفس والأهل والوطن من كل الأمراض الاجتماعية والأخلاقية الذميمة، وحثه على التحلي بأخلاقيات المسلم الواعي بأمور دينه ودنياه، وأن الله يجازي خيرا الساعي من أجل رفعة شأن الوطن.

    4-
    تعزيز الثقافة الوطنية بنقل المفاهيم الوطنية للطفل، وبث الوعي فيه بتاريخ الوطن وإنجازاته، وتثقيفه بالأهمية الجغرافية والاقتصادية للوطن.

    5-
    العمل على إدراك الطفل للرمز السياسي للعلم والنشيد الوطني، ولاحترام القيادة السياسية للبلاد.

    6-
    تعويد الطفل على احترام القانون والأنظمة التي تنظم شئون الوطن وتحافظ على حقوق المواطنين وتسير شئونهم. وتنشئة الطفل على حب التقيد بالنظام والعمل به.

    7-
    تهذيب سلوك وأخلاق الطفل، وتربيته على حب الآخرين والإحسان لهم، وعلى الأخوة بين المواطنين، وحب السعي من أجل قضاء حاجات المواطنين لوجه الله تعالى والعمل من أجل متابعة مصالحهم وحل مشاكلهم ما أمكن ذلك.

    8-
    تعويد الطفل على حب العمل المشترك، وحب الإنفاق على المحتاجين، وحب التفاهم والتعاون والتكافل والألفة بين كافة المستويات الاقتصادية في الوطن.

    9-
    حب الوحدة الوطنية، وحب كل فئات المجتمع بمختلف انتماءاتهم، والابتعاد عن كل الإفرازات الفئوية والعرقية والطائفية البغيضة، مع التأكيد على الفرق بين الاختلاف المذهبي المحمود وبين التعصب الطائفي المذموم.

    10-
    حب المناسبات الوطنية الهادفة والمشاركة فيها والتفاعل معها، والمشاركة في نشاطات المؤسسات الأهلية وإسهاماتها في خدمة المجتمع بالمشاركة في الأسابيع التي تدل على تعاون المجتمع، كأسبوع الشجرة وأسبوع مكافحة التدخين وأسبوع المرور، وأسبوع العناية بالمساجد وغيرها.

    11-
    حب التعاون مع أجهزة الدولة على الخير والصلاح، مع التأكيد على الابتعاد عن التعاون مع الفاسدين في الدولة من أفراد وأجهزة، من منطلق قول الله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".

    12-
    الابتعاد عن المفاسد الإدارية والمالية ومقارعتها والسعي للقضاء عليها.

    13-
    حب الدفاع عن الوطن ضد كل معتد عليه، والدفاع عنه بالقلم واللسان والسلاح.

    14-
    العطف على المواطنين الضعفاء والمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة. وغرس روح المبادرة للأعمال الخيرية، قال رسول الله (ص): "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

    15-
    غرس حب العمل التطوعي، وحب الانخراط في المؤسسات الأهلية الخادمة للوطن.



    ثالثا: دور الوالدين في تعزيز المواطنة الصالحة:


    يمكن للوالدين اتخاذ وسائل عدة لتكريس حب الوطن والمواطنة الصالحة في نفوس أبنائهم، نذكر منها ما يلي:

    1-
    اغتنام كل فرصة للحديث المباشر مع الأبناء حول مقومات المواطنة الصالحة.

    2-
    ترديد الأناشيد التي تدعو إلى فعل الخيرات والسعي لخدمة الوطن.

    3-
    تزويد مكتبة المنزل بكتب وأدبيات وأشرطة صوتية تحتوي على المفاهيم المقومة للمواطنة الصالحة.

    4-
    المشاركة مع الأبناء في رسم صور حول منجزات الوطن، ولصقها على جدران غرفهم.

    5-
    قص القصص المحفزة على حب الوطن والمقومة لشخصية الطفل باتجاه المواطنة الصالحة.

    6-
    التعريف بالوطن جغرافيا وبأهميته الجغرافية على خارطة بسيطة.

    7-
    التعريف بصروح الوطن بأخذ الأبناء في جولات تشمل المواقع التاريخية والتراثية والمتاحف في البلاد، مع سرد قصة كل موقع منها.

    8-
    تنشئة الأبناء على العادات الصحية للمواطن المخلص لوطنه واحترام قواعد وأنظمة الأمن والسلامة، وأن يبينوا لهم بالأمثلة والشواهد المقربة إلى عقولهم بأن هذه الأنظمة والقوانين إنما وضعت لحفظ سلامتنا والحفاظ على مصالحنا وحقوقنا ولتسيير شؤوننا الحياتية.



    رابعاً : دور الجد والجدة في تعزيز المواطنة الصالحة:


    يمكن للجد والجدة اتباع الوسائل التالية لتكريس حب الوطن والمواطنة الصالحة في نفوس أبنائهم وأحفادهم:


    1-
    توعية الشباب والأبناء والأحفاد بتاريخ وطنهم والتركيز على الجوانب المشرقة في هذا التاريخ.

    2-
    تعريف الأبناء والأحفاد بالرموز الدينية والوطنية الذين طالما خدموا الوطن في الماضي في المجالات العلمية والدينية والاجتماعية وغيرها.

    3-
    استثمار حب الأطفال للقصص في رواية الأحداث السعيدة والمنجزات الماضية للوطن.

    4-
    إشراك الأبناء في الزيارات الاجتماعية التي يقوم بها الجد والجدة لأفراد المجتمع بجميع فئاته، وتعويدهم على مشاركة الآخرين أفراحهم وأتراحهم.



    خامساً : الخلاصة:


    إن الأسرة هي المدرسة الأولى للطفل، وهي اللبنة الأساسية والجذرية لصياغة شخصيته. ويقع على الأسرة المسئولية الكبرى في تقويم سلوك وأخلاق الطفل وتوجيهه التوجيه الصحيح إلى كل المعاني والقيم والمثل المتعالية للهوية الإسلامية والوطنية التي تشحن الطفل بشحنات تعينه بها على معوقات الحياة، وتقويه على رد الهجمات الثقافية الخارجية المحرفة لخلقه وسلوكه، ولا سيما الحملات الثقافية الموجهة من الخارج والساعية لقلع أبنائنا من هويتهم الأصيلة والسليمة ومن دينهم الحنيف، وجرهم إلى منزلقات الرذيلة وإلى التقليعات البعيدة عن العادات المستقيمة العربية والإسلامية.

    ولا يصح للأسرة الاتكال على المدرسة أو على المؤسسات المجتمعية لتوجيه الأبناء وتعويدهم على مقومات المواطنة الصالحة. ومهما يكن أفراد الأسرة منغمسين في أعمالهم وانشغالاتهم، إلا أن ذلك لا يسقط عن كاهلهم تخصيص الوقت الكافي لتنشئة الأبناء التنشئة الصالحة.

    وعندما يكون لدينا مجتمع تتكامل فيه مسئوليات الأسرة مع المسئوليات التربوية للمؤسسات التعليمية، وتشترك فيه الأسرة مع المؤسسات المجتمعية الأخرى في أخذ زمام المسئولية في هذا المجال. ونستطيع بذلك أن نضع الخطوات الصحيحة على درب بناء وطن متقدم وزاهر يعيش ويسعد فيه كل أركان الوطن.





    لكل اخ واخت استفاد من اي موضوع او ملف لا تقل شكرا انما قل
    ( اللهم اغفر لكاتبته واغفر لوالديها واهدها واجبرها وفرج همها وارزقها الجنة بغير حساب)

  3. #3
    ~ [ عضو مؤسس ] ~


    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    3,395
    جميل أن نلمس اعتزاز واستشعار أبناء الوطن لما تنعم به بلادنا من خيرات ونعم في مقدمتها الأمن والاستقرار الذي حرم منه الكثيرون في ظل ما يمر به العالم من حولنا من حوادث ومتغيرات متلاحقة وتقديرهم لما تبذله الدولة من جهود كبيرة للحفاظ على مقدرات ومكتسبات الوطن، ولا شك أن المواطن والمقيم يدرك نعمة الأمن التي لا ينكرها إلا جاحد أو حاسد، ونرى الكل يتسابق للكتابة ونظم القصائد في التغني والافتخار بحب الوطن بمشاعر وطنية رائعة، فمن ذا الذي لا يعشق ويفخر بوطن كالمملكة العربية السعودية؛ فلا تكاد تمر احتفالية أو مناسبة عامة أو خاصة ولا حتى مجلس من مجالسنا إلا ونذكر ما أنعم الله به علينا في هذه البلاد المباركة من نعم جليلة وفي مقدمتها نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرفاهية والوحدة الوطنية، لا سيما في زمن تلاحقت وكثرت به المخاطر واختلاط الرؤى والفوضى الفكرية والأخلاقية والفتن والأزمات بأشكالها وصورها المختلفة، وأصبحنا نرى العديد من المجتمعات تئن تحت وطأة الحروب، يتوج ذلك علاقة متينة بين الشعب وقيادته، بفضل الله ثم حكمة القيادة الرشيدة التي تمخر بهذه السفينة عباب بحر متلاطم لتصل بها إلى شاطئ الأمان، ولا شك أن هذه المشاعر تبعث على الاطمئنان وبمثابة مؤشر جيد على سلامة إدراك المجتمع لحجم وقيمة ما يعيشه من نعم ظاهرة وباطنة وضرورة الحفاظ عليها.
    ولكن إلى أي مدى نستطيع أن نعتبر أن الإشادة وإبراز مشاعر الفخر والاعتزاز هي بمثابة ترجمة حقيقية وكاملة لمفهوم المواطنة وتطبيقاتها، وهل أن التغني بها يعد كافياً للحفاظ على هذه النعم دون النظر لحجم المشاركة الفعلية للمواطن من خلال ما يقدمه لدينه ووطنه وقيادته والمشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية والإخلاص والتفاني في العمل والتصدي لكل ما يضر بمجتمعنا وقيمنا ومقدرات بلادنا أو يهدد أمن واستقرار الوطن؟
    تساؤلات عديدة تبرز في هذا الجانب لتؤكد أن كل من يعتقد بكفاية هذه المشاعر وأنها مؤدية لشكر نعم الله علينا وكفيلة بالحفاظ عليها واستمرارها دون عمل حقيقي يترجم ذلك أنه بحاجة ماسة لتصحيح مفاهيمه وإعادة حساباته كما أنه بحاجة حقيقية لوقفة صادقة مع نفسه لإعادتها إلى الصواب، على أنني لا أقلل من أهمية ومشروعية إظهار مشاعر الشكر والحمد لنعم الله بل وأؤيد إظهارها لما لها من أثر في تكريس ودعم هذه الجوانب الإيجابية والمضيئة في قلوب ووجدان أفراد المجتمع، قال تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} الآية.
    لا يخفى أن المواطنة هي مجموعة قيم متكاملة لا تنفصم عراها لتحقيق حياة كريمة آمنة ومزدهرة للمواطن، وهي أمانة وقضية ذات أبعاد سامية المعاني، عميقة الدلالات، ووسام فخر على صدر كل منتم إلى الوطن، وحري بمن تقلد هذا الوسام أداء حقه، وإن من مدلولات ذلك على سبيل المثال أن يساهم المواطن في الحفاظ على نظافة الشارع والمتنزه والحفاظ على وقت العمل واحترام أنظمة السير وكذلك الحفاظ على مكتسبات ومقدرات الوطن وتفويت الفرصة على كل متربص من تحقيق مآربه وذلك من خلال العديد من الآليات والصور من أجل المساهمة في تحقيق الأمن والذي هو أساس الحياة، ولا غرو، فلا تقدم ولا تطور ولا تنمية ولا حياة أصلاً إلا تحت مظلة الأمن والاستقرار السياسي والتناغم البناء بين الشعب وقيادته، وهذا أمر واضح ولا يختلف عليه اثنان، ولكن الأمر الذي يدعو للتساؤل ولا أجد له جواباً مقنعاً، هل ما يحدث من بعض المواطنين من تفريط في هذا الجانب المهم أمر مقصود أم ناتج عن جهل وتجاهل؟
    منذ أيام قليلة مضت تابعنا عبر الصحف المحلية أخبار ونتائج الحملات التي نفذتها الجهات الأمنية في سياق نشاطها المستمر لملاحقة المخالفين وتطهير مختلف مدن ومحافظات مناطق المملكة من بؤر الشر والفساد بكافة صوره والتي أثمرت عن نتائج طيبة حيث تم ضبط جرائم ومخالفات عديدة ومتنوعة والقبض على مرتكبيها وكذلك القبض على أعداد كبيرة من مخالفي نظام الإقامة ومجهولي الهوية، والأجهزة الأمنية في بلادنا تبذل كل ما يمكن في سبيل القضاء على الظواهر السلبية في ظل التوجيهات السديدة لرجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية يسانده سمو نائبه وسمو مساعده للشؤون الأمنية وبمتابعة من أصحاب السمو أمراء المناطق، وبالرغم مما حققته هذه الحملات من نتائج إيجابية إلا أنها أظهرت جانبا لا يقل أهمية عن ما حققته من نتائج ميدانية، حيث نستطيع أن نقرأ بوضوح الدور المتواضع أو شبه الغائب - إن صح التعبير - لبعض (المواطنين) والذين أدى تجاهلهم أو تغاضيهم وعدم تعاونهم ولو حتى بدرجة يسيرة مع رجال الأمن من خلال الإبلاغ عن هذه الفئة لانتشار وتفشي العديد من السلبيات وبالتالي المساهمة في الإضرار بالفرد والمجتمع، وربما قام البعض بتوفير الوسائل والأدوات التي يستخدمها هذا المخالف (عمل، مسكن، وسيلة نقل واتصال.. إلخ) في ممارسة أعماله والتي لولاها لما تمكن من ممارسة الكثير من المخالفات والتجاوزات.
    إن القول إن لم يصاحبه فعل فليس له قيمة، وإن التغني بالمواطنة والوطنية وما شابهها من معان سامية من حب العمل وإتقانه ومحاربة الغش والتدليس دون الممارسة والتطبيق العملي لمفهومها والقيام بواجبها ليس له أدنى قيمة، ولا يخفى على أي منا أن المواطنة الحقيقية هي عملية تكاملية تتطلب تضافر الجهود والتعاون البناء فيما بين المواطن والمسؤول ورجل الأمن، ولقد سعت حكومتنا الرشيدة لترسيخ هذا المفهوم من خلال العديد من التطبيقات والوسائل التي تضمن فاعلية الاتصال والتواصل بين المحاكم والمسؤول والمواطن، وبالرغم من تنامي الوعي بهذا الأمر خلال الفترة الماضية إلا أن الواقع يؤكد ضعف دور ومساهمة العديد من المواطنين في الحفاظ على القيم الإسلامية والابتعاد عن كل ما يضر أو يسيء للوطن والمواطن، وتبرز الحاجة لترسيخ المواطنة الصالحة من خلال تكثيف البرامج التوعوية المدروسة، وبذل الموعظة والنصيحة لتسود الأخلاق الفاضلة. إن من متطلبات المواطنة الصالحة رفع الحس الأمني وتنمية الشعور بالانتماء وغرسها بصورة جيدة وقوية في الناشئة لتصل أيضاً بصورة صحيحة للأجيال القادمة، والتشجيع على التواصل مع الأجهزة الأمنية وغيرها من الجهات الحكومية عند الضرورة وبث روح المبادرة لدى المواطن، والمأمول أن يحظى هذا الجانب بمزيد من اهتمام وإدراك المواطنين لما عرف عن أبناء هذا الوطن من حب لوطنهم واستعداد لبذل كل غال ونفيس في سبيل حماية أمنه وسلامته من أيدي العابثين ليبقى كما هو بلد الأمن والأمان والخير دائماً وأبداً بإذن الله.

    موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

    لكل اخ واخت استفاد من اي موضوع او ملف لا تقل شكرا انما قل
    ( اللهم اغفر لكاتبته واغفر لوالديها واهدها واجبرها وفرج همها وارزقها الجنة بغير حساب)

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ساعدووووني بنات ثاني متوسط لووو سمحتو..
    بواسطة لمووويه في المنتدى مصادر التعلم
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 21-03-2010, 02:14 PM
  2. اعلان والنزال للعموم ويعتبر توثيق للمشاركة المتواضعة
    بواسطة الربـيـدي في المنتدى المحاورة
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 11-08-2008, 01:12 PM
  3. لووو كنتووو مكانهم ايش تسووو بصرراحه ؟؟؟
    بواسطة ريما2007 في المنتدى منتدى الصور والسياحة
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 01-10-2007, 09:39 PM
  4. لعبه حلوه وتبغى تفاعل:: (( لووو خيروووك))؟؟
    بواسطة أحلى البنات في المنتدى منتدى الألعاب
    مشاركات: 224
    آخر مشاركة: 10-11-2005, 12:37 PM
  5. أخبار العالم والوطن من هنا=====> صحف متنوعة
    بواسطة مُذهِلــــة في المنتدى منتدى الأخبار
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 07-09-2004, 04:54 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •