أقام نادي تبوك الأدبي محاضرة بعنوان (الغوا المدارس) ألقتها الدكتور مريم الحربي، وأدارها الدكتور وافي البلوي.
وفي بداية المحاضرة تحدثت الحربي عن السبب وراء اختيار عنوانها للمحاضرة، وعن المشكلة التي جعلتها تطالب بإلغاء المدارس حيث قالت "الهدف من هذه المحاضرة إثارة التساؤلات وليس إيجاد الحلول"، ثم تطرقت إلى بعض الدراسات العالمية في مجال التدريس والتربية، ثم تحدثت عن الثورة المعلوماتية، والثورة التقنية في العصر الحالي، وعرفت المدرسة كما قال أحد العلماء "المدرسة مؤسسة حضارية أنشئت في القرن التاسع الهجري"، واستعرضت المناهج وإشكالياتها، ثم تحدثت عن المنتج من المدارس أو مخرجاتها التعليمية، وقالت "أنا أطلب أن تلغى المدارس بوضعها الحالي ومحاولة إيجاد بديل، فالمدرسة وسيلة كأي وسيلة أخرى في الحياة".
ثم تطرقت في نهاية ورقتها إلى الحل البديل للمدارس بوضعها الحالي وهو التعليم الإلكتروني، وقالت "أنا لا أزعم بأن هذا الحل هو الحل الشافي والنهائي" ثم استعرضت بعض مميزات هذا التعليم، ومن ثم تطرقت إلى سلبيات هذا التعليم.
وفي مداخلة لأحمد سليم العطوي قال "أنا أتصور بأن المشكلة ليست في المناهج إنما المشكلة في التربية أو التنشئة الاجتماعية فقط"، وفي مداخلة لرئيس قسم اللغة العربية بجامعة تبوك الدكتور عزام الشجراوي قال "أنا لي اعتراض على تعريف المدرسة كما قالت الدكتورة، فالمدرسة ليست مؤسسة حضارية أنشئت في القرن التاسع إنما هي كانت بهذا المسمى لدى المسلمين قبل هذا التاريخ بكثير".
وفي مداخلة لرئيسة اللجنة النسائية بالنادي الأدبي بتبوك الدكتورة عائشة الحكمي قالت "فكرة أن نلغي المدرسة تذكرني بفكرة إلغاء النفط، فنحن كنا نقول بأنه يجب أن نلغي النفط ونعتمد على الطاقة الشمسية، وها نحن الآن نقول بإلغاء المدارس. المدرسة نظام عالمي لا يمكن أن نلغيه، وهي في نفس الوقت مصدر من مصادر العلم والثقافة، فكيف يمكن أن نلغيه؟".
وقال عضو مجلس إدارة نادي تبوك الأدبي الإعلامي عبدالرحمن العكيمي في مداخلة له "أتصور بأن المشكلة ليست إلا في السياسة التعليمية في المملكة، لأن سياسة التعليم لدينا لا تبنى على العمل المؤسسي بالكيان، إنما يتعلق عملها بالأشخاص أو الأفراد، وربما لا يعلم أكثركم أن مركز البحوث التربوية بوزارة التربية والتعليم قد تم إغلاقه".
وكان الملاحظ في المحاضرة أن كثيرا من المحاضرين اعترضوا على عنوان المحاضرة، ووصفوه بالدعائي أو الإعلاني، وأنه كان من المفترض أن يغير، حينما قال وكيل كلية التربية والآداب بجامعة تبوك الدكتور سلطان العبيدان "العنوان يحمل أسلوباً دعائياً، فقد كان من المفترض ألا يبقى بهذا الشكل لأنه لا يليق بناد أدبي" وأضاف عن التعليم الإلكتروني "الحل الذي ذكرته الدكتورة جميل وبراق، ويحمل لمعانا كثيرا، لكن لا يمكن أن ننكر أن كثيرا من الطلاب إلى الآن لا يجيد التعامل مع الإنترنت، وبعضهم ربما يفهم من كلمة "إيميل" بأنها تعني حيواناً برياً".