زارت وزيرة الأجانب الهولندية "ريتا فيردونك" أحد المساجد الكبرى بالعاصمة أمستردام ويعرف باسم مسجد "الكبير" وذلك في تحول نوعي في سياسة الحكومة الهولندية تجاه المسلمين ومحاولة استقطابهم لمحاربة الإرهاب وإشراك المسلمين للتعاون مع الحكومة الهولندية لمكافحته والعمل معا لمحاربته.
وألقت الوزيرة خطبة على المسلمين الموجودين بالمسجد، وطالبتهم بالتركيز على شرح الفروق لشباب المسلمين بين الإسلام الحقيقي والتطرف الذي يقود للإرهاب، والتطرق لموضوعات العنف والجهاد لحماية المسلمين من الوقوع في براثنه.
وركزت الوزيرة المنتمية لحزب الأحرار الليبرالي على ضرورة إعلان الجالية الإسلامية في هولندا لإدانتها الصريحة للإرهاب، مؤكدة على أهمية حدوث ذلك، وأكدت على سعيها لمد جسور الحوار وتبادل المعلومات والتفاهم بين المسلمين و الحكومة، وذلك عبر المؤسسة الإسلامية التي أنشئت قبل أيام للاتصال بين المسلمين والحكومة، وشددت على ضرورة تحسين الهولنديين لمعاملتهم للمسلمين وألا يتعاملوا معهم بخوف أو عنصرية، وأن يروا في المسلمين بشرا ملتزمين بعقيدتهم، وأن هذه العقيدة هي القيمة الحقيقية لحياتهم.
تعد هذه هي الزيارة الثانية من نوعها في تاريخ هولندا، حيث سبق أن زار" فيم كوك" رئيس وزراء هولندا السابق أحد مساجد أمستردام عقب أحداث سبتمبر الإرهابية عام 2001 لدعوة المسلمين للتكاتف مع الهولنديين لمواجهة ما أسماه "أنياب الإرهاب".
وفى ضوء ذلك دعت المنظمة الإسلامية لتنسيق الاتصالات مع الحكومة "CMO" والخاضعة لإشراف وزارة المسلمين ومؤسساتهم إلى الحذر واليقظة من الإرهاب وتقديم الدعم والمساعدة للحكومة الهولندية في مكافحة التطرف، وأرسلت المنظمة خطابا مفتوحا بهذا الصدد إلى 300 مسجد من المساجد الأعضاء بالمؤسسة .
في حين أكد الداعية "إدريس البوجوفى" ممثل اتحاد المساجد المغربية في هولندا على تصاعد المخاوف لدى المسلمين بسبب التقرير الذي نشره جهاز الاستخبارات الهولندية مؤخرا والذي يزعم " أن هناك تجنيداً للشباب المسلم للجهاد وأن عمليات التجنيد تتم بالمساجد،" مطالبا الاستخبارات وأجهزة الأمن بتوخي الحذر والصدق في مثل هذا التقرير واتخاذ المبادرة بإخطار الأئمة وإدارات المساجد حال وجود أي مؤشرات تطرف أو إرهاب، وذلك للتحرك لتلافي مثل هذه العمليات، ولإتاحة الدور لقيام الأئمة والدعاة بدورهم لإقرار الإسلام الحقيقي الذي يتسم بالاعتدال والتوازن.
وطالب "البوجوفى" بتوفير الحماية للمسلمين في هولندا ضد أعمال العنصرية، مؤكدا أن العداء ضد المسلمين يربك المجتمع الإسلامي، مشددا على أن النصوص القرآنية صريحة في رفض كل أنواع الإرهاب والعنف.
وذكر أن هناك تنظيمات وعناصر ترتكب أعمالا إرهابية وتنسب هذه الأعمال للإسلام والمسلمين في محاولة لتشويه الإسلام، و أكد على وجود معلومات لديه بأن مرتكبي عملية مدريد وأعوانهم قاموا بإلقاء شريط فيديو أمام أحد المساجد، لإثبات وجود صلة بين الإسلام وبين التفجيرات، وأن ذلك مخالفا للحقيقة لأن مرتكبي هذه الجرائم من أشد أعداء الإسلام.
:بفكر: :تصفير: :(
رد مع اقتباس
