سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ...
الموضوع الذي سأتطرق لهُ في حديثي ينصب على كيفية تصرف المدارس مع مخالفات الطلاب والتي تكثر في المدارس وتتنوع من حيث نوعها وحجمهــا !!!
البشر عموماً معرضون للخطأ مع أنفسهم ومع الآخرين وتختلف حدته من شخص لآخر ..
فالكبار الذين تعدوا مرحلة العذر لأخطائهم يقعون بهـــــــــا ..
فكيف بحال الطلاب الذين يعيشون مرحلتي الطفولة والمراهقة والتي تكثر فيهما مشاكلهم لتوفر عوامل مختلفة ذاتية وبيئة أسهمت بوقوعهم بتلك الأخطاء !!
وطلاب التعليم العام ليسوا معصومين من الأخطاء فهم بشر يحدث منهم أخطاء تربوية و سلوكية ..
وما يعنيني هو كيفية تعامل المدارس مع مخالفة الطالب السلوكية كأن يعتدي على زميله بالقول أو الفعل أو يخالف نظام المدرسة بالهروب أو التأخر المتكرر أو تكرار التغيب عن المدرسة ..
وكيف تتعامل المدارس مع تقصير الطلاب بأداء واجباتهم المدرسية ..
- لوحظ أن هناك إختلاف جوهري في التعامل مع الحالات التي يرتكبها الطلاب بين مفرط في إتخاذ العقوبات التي تفوق السلوك الخاطئ بل تزيد من حدته أحياناً !!
وبين مهمل لإجراء يناسب السلوك الخاطئ ويعدل من سلوكه ..
- وهناك إختلاف في من يتعامل مع مشكلات الطلاب السلوكية داخل المدرسة وحولهــا فأحياناً نجد أن المرشد الطلابي هو من يستقبلها ومدارس أخرى الوكيل هو من يتعامل معها وأحياناً مدير المدرسة !!
- والإختلاف لا يتوقف عند تلك النقطتين بل يتعدها إلى نوعية العقاب المستحق للطالب المرتكب للسلوك الخاطئ ..
فبعض المدارس تتصرف معه دون إستنادا لنظام محدد للعقوبات ، ويتم تحديد العقوبة من الوكيل أو المدير أو المرشد الطلابي منفرداً !!
فقد يتم معاقبة الطالب بالضرب أمام زملائه دون مراعاة لظوابط تمنع تلك الممارسات !!
أو يتم طرده من المدرسة وإعطائه ملفه !!
وتصرفات كثيرة في مجملها لا تستند إلى نظام قد حدد من الوزارة !!!
ما سبق هي ممارسات متعددة تمارسها بعض مدارسنا وتزيد المشكلة تعقيدا !
لذا توجهت الوزارة منذ فترة بأهمية ترسيخ التربية السليمة وأهمية تحلي رجال التربية والتعليم بالتعامل معها في المدارس وقامت الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد بالوزارة بطباعة كتيب منظم للتعامل مع تلك الحالات وأسمته (( قواعد تنظيم السلوك والمواظبة )) ..
حددت فيه دور المدرسة مع الطلاب وأهمية توعيتهم واشعارهم بأهمية إلتزام النظام المدرسي وتبصيرهم بنوعية العقوبات التي ستطبق على المخالفين لهـــا .
وتم فيه تبصير العاملين بالميدان التربوي بكيفية التعامل مع السلوك الذي يصدر من الطالب والإجراءات التربوية التي تطبق عليه !
وتم توفيره في جميع المدارس ليتم الإستنارة فيه للمشكلات السلوكية التي تصدر من الطلاب .
ونهاية العام الماضي تم توزيع دليل شامل للتربويين يستهدف المدير ووالوكيل والمعلم وولي الأمر لكيفية التعامل مع الطلاب لتعديل سلوكياتهم وتغذيتها للأفضل وإكسابهم مهارات مرغوبة وتم التأكيد على العمل بمضمونه .
( وهذا الدليل تشرفت المنطقة باستضافة القائمين بإعداده والمساهمة فيه )
وكتناغم مع هذا الجهد أعدت إدارة التوجيه والإرشاد بالقصيم آلية إجرائية لكيفية التعامل مع حالات الطلاب وخاصة السلوكية ووضحت فيها دور من المعني بالتعامل معها في البداية وهو " وكيل المدرسة " من خلال آلية حددت فيها الخطوات التي ينفذها استنادا على النظام المنظم للعمل في المدرسة ..
ووضحت متى يأتي دور " المرشد الطلابي " للتعامل مع حالة الطالب بعد أن يستوفي الوكيل دوره مع الطالب ..
وهذا التنظيم تم تعميمه قبل ثلاثة أعوام ويعاد كل عام ليحقق التكامل التربوي بين العاملين في المدرسة ويرسخ أهمية التعامل الإيجابي مع مشكلات الطلاب دون أن يكون هناك تأثيرات سلبية على الطالب وأسرته !
وسيصدر عدد من البرامج التي بحول الله سيكون لها الأثر الإيجابي على زيادة الوعي التربوي بالتعامل مع مشكلات الطلاب والأساليب التربوية التي تناسبها .
تلك خاطرة على عجل كتبتها مع إيماني التام بأن النسبة التي أعنيها قليلة ومن باب الذكرى أحببت أن أتطرق لهــا ..
اسأل الله أن يجعلنا مباركين أينما حللنا ويصلح لنا النية والذرية ،،
منقووووووووووول